إذا رأيت نيوب الليث بارزة، فلا تظنّن أن الليث يبتسمُ. هكذا هي حال «فارس الغناء العربي» عاصي الحلاني، فرغم ابتسامته في اللقطات الحصرية مع نجله الوليد الحلاني خلال وجوده الأسبوع الماضي بين الرياض ودبي، لكن عاصي داخلياً مشتعل بالألم ومسكون بالقلق، كونه لا يزال يعاني بعض الآلام والرضوض جراء سقوطه قبل شهر تقريباً من فوق حصانه ومن ثم سقوط الخيل فوقه، ونقله للمستشفى مما أصابه بشرخ في منطقة الحوض. وأيضاً لأنه حاله كحال أي لبناني يعتريه الخوف، حول ما الذي يمكن أن يحصل في وطنه.

• كيف تبدو اليوم بعد الطارئ الصحي الذي أصابك جراء التصادم الذي حدث بينك وبين حصانك؟
بصحة جيدة، والحمد لله على كل ما أصابني.. قدّر الله وما شاء فعل، ورب العالمين كتب لي عمراً جديداً.

أتناسى أوجاعي
• بعد حادثة سقوطك من فوق الخيل، هل اعتزلت الفروسية؟
(يتساءل): هل من يتعرض لحادث سير.. يعتزل القيادة؟ لذلك من المستحيل أن أعتزل الفروسية فهي مغروسة في دمي.. وأنا لديّ ما يزيد على 15 حصاناً وعاشق للخيل، وأعي أهمية موروثنا الديني والعربي: (علّموا أولادكم ركوب الخيل).

• رغم وضعك الصحي لكنك تقوم حالياً بجولة غنائية تشمل الرياض ودبي والقاهرة والإسكندرية لإحياء عدد من الحفلات الغنائية؟
حفلي في دبي لم يكن جماهيرياً، بل تجاري لصالح أحد البنوك وهو ارتباط سابق كان عليّ أن أفي به، كذلك لديّ منزل في دبي قمت بزيارته. أيضاً أنجزت التزاماتي بالغناء في «موسم الرياض»، و«دار الأوبرا» بكل من القاهرة والإسكندرية. عموماً، السفر والغناء وملاقاة الناس، كل هذا يجعلني أتناسى أوجاعي.

أنا والوليد
• في الرياض ودبي غنيت مع نجلك على المسرح دويتو أغنيتي «ما لي صبر يا ناس» و«عم يسألوا». كيف وافقت على احتراف الوليد الغناء؟ وكيف تقيّم صوته؟
بعد أن أكمل الوليد دراسته ولمست حماسه وإصراره واجتهاده في الغناء، كان لا بد أن أحترم رغبته وأشجعه وأقف إلى جانبه، ولولا يقيني أنه يملك صوتاً جميلاً وقوياً لما شجعّته لأني أرفض مبدأ (الواسطة) في الحياة حتى مع ابني. فبالتالي لو لم يكن صوته هو واسطته لما ساندته. إجمالاً، أنا فخور وسعيد عندما أسمع أي صوت حلو جديد يظهر، خاصة أني وضمن وجودي الحالي كمدرب في برنامج اكتشاف الأصوات الغنائية «ذا فويس كيدز»، أسمع أصواتاً رائعة لأطفال أعمارهم تقريباً ما بين 7 و12 سنة، بالتالي أعدكم وزميلاي في البرنامج (نانسي عجرم ومحمد حماقي) أن نقدم لكم مواهب جميلة، والجيل القادم عامة يعطي دلالة على أن عالمنا العربي خلاق، ولدينا خامات وأصوات غير طبيعية.

• بماذا تشعر عندما تقف على المسرح مغنياً مع نجلك؟
بالتأكيد عاطفة أن الوليد ابني ليس بإمكاني الخروج منها كأب، لكني كما أشعر بالفخر والسعادة لما يحققه الوليد، أيضاً أفرح لأي موهبة تستحق الدعم، ومن يعرفني يعلم أني أقف في صف أي موهبة جيدة ولا اقصر أبداً.

ألبوم عائلي
 • ألا ترى أن الوليد متأثر بك فنياً؟
رغم أن كثيرين قالوا عن الوليد إنه يشبه والده، لكن الحقيقة أن خامته في الغناء مختلفة كلياً عن خامتي، حتى نمط الأغاني التي اختارها وسجّلها، جميعها مختلفة عن النمط الذي أقدمه.

• تفتقر المكتبة الموسيقية العربية للأغاني التي تجمع الأب وأولاده، ألا تفكر في تقديم ألبوم عائلي يجمعك مع ابنك الوليد وابنتك ماريتا؟
ليس ألبوماً.. قد تكون أغنية، وأفضل أن أترك لكل من الوليد وماريتا حرية أن يرسما طريقيهما بمفردهما.

رؤية 2030
• لبيت دعوة «الهيئة العامة للترفيه» في السعودية وحضرت حفل توزيع جوائز الـ«جوي أوورد» مع انطلاقة «موسم الرياض»، ماذا تقول عن هذه المشاركة؟
بداية أهنئهم على هذا الحفل الضخم العالمي، وخير دليل على أهميته أن الفنانين الذين حضروه هم من أهم نجوم الشرق والغرب. ويجب الإشادة بالتغييرات والانفتاح الذي يحصل في المملكة العربية السعودية مواكبة لرؤية 2030.

• شاهدناك في حفل «جوي أوورد» تتحدث مع المطربين راغب علامة وعمرو دياب وصابر الرباعي ووليد توفيق، فهل هناك تعاونات فنية ولدت على هامش اللقاء؟
ليس الأمر دوماً في اجتماعنا تكون نتيجته التعاون الفنــــــي، إنما هناك صداقة تجمعني بمن ذكرت. مثلاً، أنا وعمرو دياب تربطنـــا معرفة وصداقة منذ عام 1992، لكن الأيام باعدت بيننا بحكم انشغالاتنا، وأن كل واحد منا في بلد، كذلك سعدت بلقائي مع الفنان هاني شاكر نقيب الموســــــيقيين في مصر، الذي أبارك له زواج نجله متمنياً له السعادة.

• باركت لهاني شاكر على زواج ابنه، فمتى سنبارك لك زواج ابنك الوليد؟
لا يزال الوقــــــــت مبكراً على زواجـــه، فهو الآن عمره 19 عاماً، إلا إذا كان هو ينوي الزواج. لكن فـــي هذا الأمر تحديداً يجب على الأهل أن يلعبوا دوراً مهماً، ودورنا هو أن نرشدهم إلى الطريق السليم، ونساعدهم في اختيار القرار الصائب كي لا يندموا بعد ذلك في قراراتهم وتحديداً المصيرية. وبرأيي أن شاباً في سن الوليد من المبكر عليه الزواج الآن. 

ليلة بيروت
• ماذا تقول عن الحفل الذي جمعك بزملائك المطربين نجوى كرم وديانا حداد وملحم زين، في «موسم الرياض»؟
هذا الحفل أطلقوا عليه اسم «ليلة بيروت»، وكتبت على «تويتر» شكراً للمملكة العربية السعودية على تخصيص «هيئة الترفيه» لليلة خاصة بلبنان كي نوصل من خلال هذا المنبر المهم الصوت اللبناني لكل مكان، وتمنياتنا أن يعم السلام في لبنان وعالمنا العربي، لأن كل الشعب العربي يليق به الفرح والسلام، وكان جميلاً أن غنينا نحن الأربعة معاً.

• هناك من يشفقون على الشعب العربي جراء ما يصيبه من الأحداث السياسية؟
على العكس، نحن العرب لدينا نوابغ في شتى المجالات، ونحن من صدّرنا الحرف للعالم، لذلك نحن لسنا (معتّرين) إنما يمكن حظنا قليل (وعم يلعب ضدنا) في الكثير من الأحيان.

«فارس الغناء» والسياسة
يرفض عاصي الحلاني في الفترة الحالية التحدث بشؤون لبنان السياسة، معلناً: «ما بدي احكي وطنيات لأني أعرف أننا جميعاً نحب الوطن، ولكن بما أن لبنان يمر بأزمة حالياً فأرجو أن تكون أزمة خير، وكلنا نعرف أن صوت الناس دوماً هو صوت الحق.. لذلك الله يوفق الناس وينجي لبنان وكل البلاد العربية من كل شر».