رزان مغربي.. المذيعة والممثلة الشهيرة التي لمع اسمها منذ يوم عملها الأول وظهورها على شاشة قناة المستقبل اللبنانية، إذ أطلت على جمهورها وهي لم تبلغ 16 عاماً، خطفت القلوب بعفويتها وبراءتها، أدارت العديد من الحوارات الإعلامية مع مشاهير عرب وأجانب، مما جعلها تستحوذ على الريادة الإعلامية العربية النسائية لفترات طويلة، عزز من ذلك مواهبها المتعددة، فهي مغنية تارة وممثلة تارة أخرى، تراها في الملاعب أو على المسارح الغنائية على طاولات الحوار أو في المدرجات مع المشجعين. هي اليوم ضيفة قراء «زهرة الخليج» في حوار عن الفن والإعلام والرياضة.

• بدأت مذيعة، ثم شاهدناك ممثلة ومغنية أحياناً، فما اللقب الذي تفضلين أن يسبق اسمك؟
لا أفضل الألقاب. فأنا فنانة متعددة المواهب وعملي لا يتجزأ، أعتز بكوني إعلامية في البداية ثم ممثلة ثم مغنية، لكني لا أشعر بأن لقب إعلامية يشبهني، إلا أني بمفهوم الجماهير إعلامية في المقام الأول، وأرى أن اسم رزان مغربي في حد ذاته لقب.

• كيف أثرت عائلتك في تكوينك النفسي والثقافي؟
ولدت لأسرة لبنانية مليئة بالتنوع والانفتاح، جعلتني أنتمي إلى ثقافة لبنانية وعربية وحتى عالمية، فمنذ ولدت وأنا دائمة السفر والتنقل والترحال مع عائلتي، فاختلطت بالآخرين ودولهم، فرحيلنا عن لبنان جاء في الأساس إبان الحرب الأهلية التي اندلعت هناك، مما جعلنا مجبرين على السفر، وتعلم اللغات المختلفة والاحتكاك بالثقافات المتنوعة، وهو ما جعلني قادرة على فهم العالم بكل أطيافه وأعراقه.

تجارب ومهارات
• هل أحدثت تربيتك في بريطانيا حالة من الصراع الداخلي بين كونك مسلمة عربية وكونك مقيمة في مجتمع أوروبي؟
بريطانيا دولة متعددة الثقافات والجنسيات، وهي أقل الدول الأوروبية عنصرية، وفيها يمكنك أن تحتك بمختلف الأعراق والطبقات، وما تربينا عليه أن ديني لنفسي وبيني وبين رب العالمين، وأن الدين هو المعاملة، وهذا ما يهم أن تظهر أنك تنتمي إلى دين جميل، ولتربية وعائلة وثقافة جيدة وحسنة، فصلاتك طوال اليوم لا تزيد مدتها على 30 دقيقة وباقي اليوم يكون في معاملتك مع الآخرين، حياتي في بريطانيا لم تتعارض مع تعاليم ديني الإسلامي الحنيف، إذ تعلمت أثناء إقامتي في عاصمة الضباب، كيف أتعامل مع الجميع من دون التفريق ونبذ الطائفية والتفرقة العنصرية، وهو ما ساعدني كثيراً خلال عملي بالتلفزيون، بفضل تلك المعاملات التي أكسبتني الثقافة وصقلتني بالتجارب والمهارات.

• كيف كان تأثير هذا الخليط متعدد الانتماءات وانعكاسه على شخصيتك؟
درست في سويسرا، وكان والدي يعمل في ألمانيا ومن ثم بريطانيا، وكما يقال في مصر عرفت سر الخلطة، تعلمت واقتبست من ثقافتي الشرقية العربية اللبنانية ما توافق مع أفكاري، وفعلت مع الثقافة الغربية الأمر ذاته، فنشأ مزيج يتماشى مع فلسفتي الشخصية، ولا أنكر أنني أعيد التفكير في هذه التركيبة من آن إلى آخر، ولكني أفخر بأن هذا الخليط هو الذي صنع اسم رزان. 

• كيف أثر والدك ووالدتك بصورة خاصة في حياتك؟
والدي محامٍ، وهو شخص مثقف يتنفس كتباً وعلماً، أما والدتي فهي ربة منزل متعلمة تتحدث 4 لغات كوالدي، علمتني قيم العدل والإحساس بالآخرين، ولهذا أقول إن أبي أمدني بكل ما له علاقة بالعقل وأن أمي منحتني المشاعر، ولهذا فأنا أشكر الله دوماً على تلك التركيبة التي نشأت بها بفضل عائلتي، وهم رزق من الله، أعيش في كنفهم وبفضل دعواتهم.

محبة الجمهور
• على مدار عدة سنوات كنت المذيعة الأولى في العالم العربي، فهل انتهى زمن ريادتك هذا المجال؟
أرى أن محبة الجمهور هي الريادة، واليوم صار من الصعب أن تجد مذيعاً نجماً، لكن وقت ظهورنا كان هذا الأمر وارداً، فدور المذيع نقل الحدث لكن إن صار هو بذاته الحدث يمكن أن يصل للنجومية، وأنا كنت من هذا النوع، فتخطت نجاحاتي كل حدود الدول العربية وصار اسمي معروفاً على الصعيدين العربي والعالمي المتحدث بالعربية. أما الآن فأنا لا أعلم إذا ما انتهى زمن ريادتي هذا المجال من عدمه، لكني سعيدة بما حققت وما زلت أكمل مسيرتي، إلا أن الإعلام حالياً له وضع استثنائي وجميعنا نعلم ذلك، بسبب الأزمات والحروب، لكني مصرة على إكمال تلك المسيرة التي أرى أن وزنها يساوي الذهب والألماس، بمختلف ما قدمت من برامج مئات الساعات على الهواء وبرامج فنية وترفيهية واستعراضية وفوازير ومؤخراً رياضة، التقيت بها العديد من المشاهير الذين أسهمت لقاءاتي معهم في صنع قاعدتي الشعبية، أمثال: مادونا وشاكيرا وجنيفر لوبيز ومايكل دوجلاس، ومن العرب: حسين فهمي وصباح وعمار الشريعي وأصالة وآخرون.

• قدمت عدة تجارب غنائية لماذا لم تستمري في هذا المجال؟
قدمت ألبوماً ناجحاً جداً تعاونت فيه مع كبار الملحنين والمؤلفين على رأسهم تامر حسني، محمود خيامي وطارق أبو جودة، وحتى الآن يطلب الجمهور تلك الأغاني في الأفراح والحفلات، وكنت أنوي إكمال تلك المسيرة، إلا أن حرب لبنان عام 2006 حالت دون إتمامي ذلك، ثم انشغالي ببعض الأعمال، ولكن من آن إلى آخر أسجل أغاني سنجل، ولهذا فإن مشروع الغناء قائم ولكن بشرط أن أجد فريق عمل متكاملاً يدعمني وأن أركز وأجد الوقت لذلك.

• ولماذا ابتعدت عن المشاركة في الأفلام؟
لا لم أبتعد.. بدأت العمل في السينما من الباب الواسع مع أحمد السقا وخالد صالح وخالد أبو النجا ونيللي كريم في فيلم «حرب أطاليا»، ثم مع خالد النبوي في فيلم «حسن طيارة»، ولكني أختار أدواري بعناية فائقة، وإذا عُرضت عليّ مستقبلاً أعمال ذات جودة سأقبلها بالتأكيد.

كوميديا
• هل هناك دور معين تطمحين إلى تقديمه؟
أتمنى لعب دور كوميدي، وأن أوظف في الأعمال بطريقة جيدة اعتماداً على الروح الحلوة والدم الخفيف، أفضل من الاعتماد على شكلي، وأتمنى من الكتاب والمؤلفين كتابة أعمال كوميدية وسأقبلها إذا كانت جيدة بالتأكيد.

• ماذا تقولين عن تجربتك في مسلسل «رسايل»؟
سعيدة بالتجربة للغاية، عملت فيها مع النجمة مي عز الدين، وأحمد حاتم والمخرج إبراهيم فخر، ولو عُرضت عليّ أدوار أخرى في الدراما سأقبلها بالتأكيد ما دامت تناسبني.

• وما الأقرب لقلبك السينما أم التلفزيون؟
السينما بالطبع فهي ذات الطابع الأسرع الحيوي الذي يليق بشخصيتي عكس الدراما الهادئة.

تخصص
• هل تفضلين أن يكون المذيع متخصصاً في مجال ما، أم متمكن من كل المجالات؟
قدمت برامج مسابقات وثقافة وفنون، وإذا كان المذيع يمتلك ثقافة متنوعة، فهذا يمنحه ويمنح القناة التي يعمل بها أريحية شديدة وسلاح معرفي مهم. وأنا كرزان منحني الله تلك الموهبة مع دعم عائلتي وحب الجمهور، والعفوية جعلتني على قلوب المشاهدين كالضيف ذي الدم الخفيف، الذي تتعامل معه ببساطة حتي يصير أحد أفراد عائلتك.

• مع من تتمنين إجراء حوار؟
اهتماماتي سياسية وأتمنى إجراء برنامج حواري مع صناع السياسة، لكنني أخشى من صراحتي وجرأتي، ولا أعلم إلى أين ستلقي بي تلك السمات، ولهذا يمكن القول إنني أتمنى إجراء حوارات مع النجوم المخضرمين الذين عاشوا في مصر بين الخمسينات والسبعينات، فهم رواد الفن وتراثه الفخم.

بساطة وعفوية
تنصح رزان مغربي المذيعات الجديدات بأن يكنّ بسيطات وعفويات من دون ابتذال أو تصنع، مضيفة: «الشخصية يمكن صقلها بالمزيد من المهارات، فالمذيع دائماً ما يكون مرئياً للجمهور، ولذلك عليه أن يكون صادقاً وحقيقياً.

حب وعطاء
تقول رزان مغربي عن أمومتها: «الأمومة هي الجنة على الأرض، حب وعطاء وغرام غير محدود ودون مقابل، مسؤولية كبيرة، تجعلني أكثر تركيزاً وتنظيماً للأولويات، كالدراسة والحياة والدين والرياضة والأخلاق والمبادئ جميعها أشياء يجب أن تنظم. وأنا سعيدة بابني (رام)، وهو طفل ذكي يحب الجميع ويلتزم بفروضه الدينية ويحافظ على صلواته ويحفظ سوراً من القرآن الكريم، يتعامل مع الناس بتواضع شديد، ويمكننا القول إنه «طفل عشري»، يحب الرياضة ويتحدث الإنجليزية بطلاقة.