حين نتحدث عن تصميم الأزياء تحضر فيرساتشي التي تعتبر من أهم دور الأزياء في القرن العشرين والتي لاتزال مستمرة بإرثها الإبداعي المتجدد إلى يومنا هذا.

فمن هذه الدار ومن المصمم الذي رسخ هذا الإسم وما السر في استمرارها إلى يومنا هذا؟

جياني فيرساتشي


جياني فيرساتشي من أهم مصممي الأزياء العالميين حملت الدار التي اسسها اسمه، ولد عام 1946 وغادر الحياة بطريقة مأساوية، وغامضة في عام 1997.

على الرغم من حياته المهنية القصيرة إلا أنه استطاع أن يترك اسماً مضيئاً في عالم الموضة، شأنه في هذا شأن الشاعر رامبو الذي مات شاباً لكن اسمه وصل للعالم كله.

لو عدنا إلى بيت فيرساتشي الأول في قرية ريجيو كالابريا الفقيرة بجنوب إيطاليا، نجد أنه تشرب منه حب الأزياء فوالدته كانت تعمل في مهنة الخياطة، وحين أصبح شاباً تخصص في الهندسة المعمارية ولكن سرعان ما مضى إلى دراسة تصميم الأزياء في ميلانو.

محطات في حياته

عام 1977 أطلق فيرساتش مجموعته الأولى، ليتوالى بعدها صعود اسمه إلى عالم الشهرة والابتكار، أصبح في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي أحد أشهر مصممي الأزياء في العالم وكأنه يسارع الزمن أو كأنه يدرك باللاشعور أن حياته قصيرة وخاطفة. 

ربما جاءت شهرته من الفستان الأسود الذي ارتدته الممثلة اليزابيث هيرلي في العرض الافتتاحي لفيلم "أربع زيجات وتشييع واحد" عام 1994، وربما من الفستان الذي ارتدته الأميرة الراحلة ديانا والتي ظهرت حينها على غلاف مجلة "بازار" للموضة، وهو ما يؤكد أن المرأة التي ارتدت تصاميمه أخذته إلى اضواء الشهرة ليكون حديث الصحف.

حظ وشهرة


يقولون لكل مجتهد نصيب، ويقال أيضاً إن الزمن الذي عاش فيه فيرساتشي منحه الحظ كونه زمن منفتح على الفن والحياة والفلسفة والسينما والفرق الفنية، أي أن المناخ العام كان مفتوحاً على الابتكار وصناعة نجوم الموهبة والعرض، إذ عاصر نجمات العرض الـ"super models" الأشهر عالمياً، أمثال نعومي كامبل وكلوديا شيفر وكارلا بروني، وهو ما جعله يقول: "هؤلاء شكلن لي لحظة إلهام بحياتي".

نهاية مأساوية

قتل جياني بظروف غامضة ولم يعرف السبب الحقيقي لهذه النهاية المأساوية أو ما الذي دفع "أندرو كونان"، لقتل جياني برصاصة على درج قصره في ميامي بيتش، لأن القاتل الأميركي انتحر بعد أسبوع وبنفس السلاح.

وهو ما يدفعنا للسؤال: هل أخذت الشهرة جياني إلى الغيرة وهذا المصير الفاجع؟

إمبراطورية فيرساتشي

لم يسدل الستار بموت جياني عن هذا المجد الذي حققه، وواصلت هذه الامبراطورية مسيرتها بعد أن تسلمت الدار دوناتيلا، شقيقة فيرساتشي، وواصلت الابتكارات لترتدي الليدي غاغا أجمل فساتين فيرساتشي وغيرها من نجمات السينما العالمية.

ليس غريباً هذا على رجل يمتلك حساسية الموهبة وخيال الفن في بلد أقل ما يقال عنها بأن شوارعها متاحف مفتوحة على ضوء الشمس.

وهو ما دفعه لالتقاط الجمال من حوله فاستوحى من حضارته الرومانية تصاميمه وأفكاره التي تميزت بالجرأة والتمرد والجمال المدهش وأصبح له ستايل خاص به، من حيث القماش والإكسسوارات المذهبة التي تبرز جمال الجسد الأنثوي، قال يوماً: "أتيت من دولة غنية بالتاريخ وجذورها عميقة وقديمة"، لهذا كان يستوحي تصاميمه من لوحات الفنانين الكبار أمثال: أندي وارهول.