يحظى الفنان السوري جمال سليمان بصورة مشرقة لفنان مثقف، يتمتع بشهرة واسعة تمتد على مساحة العالم العربي، بالنظر إلى ما قدمه خلال مسيرته الفنية درامياً ومسرحياً وسينمائياً، فهو الذي صفقت له الأيادي تحية لنجاحات أعماله الكثيرة والجميلة، واليوم يشارك محكماً في البرنامج التلفزيوني «تحدي القراءة العربي».. عن هذه التجربة وأشياء أخرى يحدثنا في هذا الحوار:

• ما أهمية مبادرة «تحدي القراءة العربي» في عالمنا العربي؟ وما المردود المتوقع لها؟
أصبح لهذه المبادرة مكانة مميزة في الأوساط التعليمية وهذا أمر مهم جداً. وأتمنى بعد أن ألهمت الشباب، أن تلهم القائمين على التعليم في عالمنا العربي، ذلك أننا نشهد تراجعاً مؤسفاً في المستوى الثقافي وعزوفاً عن الكتاب والقراءة. وإذا كنا نريد بالفعل أن نحافظ على هويتنا ونحدثها لتواكب العصر، ونتخلص من التطرف الذي غزا مجتمعاتنا، علينا أن نهتم بالمحتوى الثقافي الذي تبنى عليه شخصية الجيل الجديد.

شهية للبرامج الثقافية
• أي أسباب دفعتك للمشاركة في لجنة تحكيم برنامج «تحدي القراءة العربي»؟
عندما عرضت عليّ المشاركة كعضو لجنة تحكيم في البرنامج، سعدت جداً بالثقة التي أحطت بها وشعرت بمسؤولية كبيرة لأهمية هذه المبادرة التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ليس على مستوى دولة الإمارات أو الخليج العربي فحسب، بل على مستوى العالم العربي كله، فقد حفزت هذه المبادرة  مليون طفل وطفلة على المشاركة في الفعاليات.

• بعد الحلقات الأولى، كيف تصف تفاعل الجمهور مع هذه التجربة؟ 
نلاحظ ندرة المحتوى الثقافي الجذاب الذي يبث على الشاشات العربية منذ زمن، وقد يكون هذا البرنامج خطوة مهمة في إعادته وجذب الجمهور لمتابعة هذه النوعية بترقب وشغف. ويبدو أن البدايات طيبة ومبشرة، ووجود النجوم والفنانين في مثل هذه البرامج طبيعي وضروري، وأتمنى أن يساعد في كسب مزيد من المتابعة لها.

• ما أسس نجاح برنامج ثقافي من هذا النوع؟
تنوع المتسابقين وقوة المنافسة بينهم، بالإضافة إلى قيمة الجائزة المعنوية والمادية.

• هل من تقييم مسبق تقرؤه للبرنامج؟
أظن أن «تحدي القراءة العربي» أعاد الشهية لإنتاج مزيد من البرامج الجذابة التي تعنى بالثقافة.

الثقافة ضرورة
• إلى أي حد أسهمت مبادرة «تحدي القراءة العربي» في تحفيز المطالعة وقراءة الكتب لدى الطلاب في مجتمعاتنا؟
هذا الأمر جدير بالاستقصاء للوقوف بدقة على حجم تأثير المبادرة. إنما يمكن القول، إن عدد الطلاب الذين دخلوا المسابقة منذ بداياتها كانوا بمئات الآلاف، أما اليوم فهم  مليوناً، مما يؤكد أن المبادرة ذات تأثير كبير.

• هل يعني هذا الرقم أننا بتنا نعيش في مجتمع يعي أهمية القراءة وتأثيرها الإيجابي في بناء شخصية جيل المستقبل؟
مع الأسف ما زلنا بعيدين عن هذه الغاية النبيلة. لكي نصل إليها، لا بد من مشاركة مجتمعية وحكومية وإعلامية على أوسع نطاق. يجب أن نعي أن تعزيز المحتوى الثقافي في مجتمعاتنا ليس رفاهية بل ضرورة.

• تعتبر من الفنانين المثقفين، فهل تفصل بين الفنان والمثقف في شخصيتك، أم ترى الصفتين مكملتين لشخصية واحدة؟
الصفتان متلازمتان. فالفنان مهما كانت موهبته، يحتاج إلى ثقافة عميقة تساعده على رسم مساره المهني وإنضاج تجربته وتعميق إسهاماته، لأنه يؤثر في وجدان الناس سواء بشكل سلبي أو إيجابي.

قارئ جيد
لا يرى الفنان جمال سليمان نفسه قارئاً نهماً، فهو يعتبر نفسه قارئاً جيداً، موضحاً: «طالعت كتباً مختلفة الموضوعات، منها: (الحرب والسلام) للكاتب الروسي تولستوي، و(الإخوة كارامازوف) للروسي أيضاً دويستوفسكي، و(عناقيد الغضب) للكاتب الأميركي جون ستاينبك، و(أولاد حارتنا) للكاتب المصري نجيب محفوظ، و(المقدمة) للمؤرخ السياسي والاجتماعي التونسي ابن خلدون، وغيرها من العناوين الكثيرة التي تركت أثراً كبيراً على نظرتي للعالم من حولي».