لو بحثت عن أسباب صنع الكاتب أو المبدع عموماً ستجد أهم هذه الأسباب: وجود مكتبة حوله وتعرفه على الكتب منذ نعومة أظفاره.
فالكتاب ما لم يصنع كاتباً، سيصنع إنساناً ذا خيال وتفكير مختلف وشخصية مستقلة. شأنه شأن التعلم والحفظ منذ الصغر.
تقول آن والدمان: لولا الكتب والأدب والمكتبات لعمت الفوضى. وذلك ما يجعل للمكتبة والكتب والأدب دوراً كبيراً في التهذيب والتربية حالها حال الوالدين والمعلمين.
أُسأل مراراً عما إذا كنا نملك مكتبة في بيتنا في صغري ومدى تأثيرها في إبداعي الحالي، ولحظة إجابتي أشعر دوماً بالامتنان والحنين لتلك المكتبة المتواضعة والكتب التي كنت أختلس النظر إليها فضولاً في طفولتي وإعجاباً ثم رحت في مراهقتي أقرؤها وأنهل منها.
ولا أظن أن نوعية الكتب هي التي تزرع حب القراءة وبذرة الكتابة في الطفل بقدر ما هي علاقته واحتكاكه بالكتب، أياً كان مجالها الأدبي أو العلمي.
ولا شك في أن مكتبة المدرسة لها دور كبير في تنشئة الطالب القارئ المبدع. وأذكر أنني كنت أتوق للحصص التي كنا نؤخذ فيها إلى المكتبة لأطالع الكتب وهي مصفوفة على الرفوف وأختار أحدها وأسافر بخيالي في صفحاته.
وكما يقول هنري بيتشر: ليست المكتبة رفاهية وإنما إحدى ضرورات الحياة. وأضيف إحدى الضرورات في حياة المبدع..