سموها ما شئتم: عاصمة الموضة، مدينة الحبّ، مدينة النور والعلم والفكر والثقافة، مدينة السحر والجمال والأناقة والعطور والرومانسية والتاريخ، لا يهم أيّ تسمية تُطلق عليها، لأنه يكفيها أنها باريس، التي سقط في غرامها كثيرون.لا تُشبه السياحة في باريس السياحة في أي مدينة أخرى، ليس لأنها تحتضن معلم «برج إيفل»، ولا لأنها تتمدد كعروس على ضفاف نهر السين، ولا لأنها بطلة رواية فيكتور هوغو الشهيرة «أحدب نوتردام»، بل لأنها مدينة تعرف كيف تضخ الأكسجين في شرايين المار وتجعله يترك بعض قلبه فيها.

ماذا ستزورون فيها؟ «برج إيفل» الشهير الذي بناه غوستاف إيفل ويرتفع 324 متراً؟ أم «متحف اللوفر» الشهير الذي بناه فيليب أوغست واستخدم مقراً لحكام فرنسا وأصبح أكبر صالة للفن عالمياً؟ أم «قلعة شامبور» وهي واحدة من أهم القلاع الفرنسية؟ «غاليري لافاييت» الذي يضم أرقى الماركات الفرنسية؟ أم «كاروسيل اللوفر»، وهو أحد أرقى المولات الفرنسية وموجود بالكامل تحت الأرض؟ أم «كاتدرائية نوتردام» المبنية على نسق الفن القوطي وفيها دارت أحداث رواية فيكتور هوغو الشهيرة «أحدب نوتردام»؟ «ديزني لاند» التي تبعد 32 كيلومتراً عن قلب المدينة؟ شارع «الشانزيليزيه»، حيث أرقى الأسواق، وفي نهايته يقع ميدان الكونكورد، حيث المسلة المصرية التي أهداها الخديوي إسماعيل عام 1819 إلى فرنسا؟ ثمة محطات باريسية كثيرة تستحق أن تسيحوا فيها وتستحقون أن تمروا فيها.

سراديب الموت
باريس مدهشة، رائعة، ساحرة وتتحقق فيها مقولة: «حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء». فمن يزورها مرة يعود لها في كل مرة، وفي كل مرة يتعرف فيها إلى جديد.
«سراديب الموت الباريسية» ستجعلكم تتعرفون إلى جانب آخر في العاصمة الفرنسية، شرط أن تكون قلوبكم قوية لأنكم ستعبرون في سراديب وأنفاق وممرات ضيقة محفورة تحت باريس، كانت تُدفن فيها أيام زمان جثث القتلى عبر التاريخ. وهناك من يهمس بوجود أشباح. هو همسُ من يُحب إضافة الملح والبهار إلى أخبار تثير الحشرية لدى السائح. أصبتم بالذعر؟ اذهبوا إلى هناك واكتشفوا ذاك الجانب الباريسي المحمل بالأسرار.
المتاحفُ كثيرة

أكثر من مئة متحف في الجوار تُبهر الزائر. الحدائق أيضاً كثيرة وتعتبر الحدائق الباريسية ثالث أجمل الحدائق في أوروبا بعد حدائق إيطاليا وسويسرا. اسرحوا في جنبات باريس واحرصوا على أن تحملوا معكم خارطة لتفاصيل المدينة، لأن الفرنسيين بطبيعتهم لا يُرحبون كثيراً بالغرباء، وقد لا تجدون بينهم من يدلكم على الطريق الصحيح. أمرٌ آخر قد يلفتكم في المدينة وهو قيام كثير من الفرنسيين بالتدخين من دون مراعاة وجود امرأة حامل أو طفل أو عجوز. نسبة التدخين هناك عالية على الرغم من قرار منع التدخين في المطاعم والمقاهي منذ عام 2008.

أطباق غريبة
باريس الجميلة قد تفاجئكم ببعض أطباقها. هل تتذكرون كيم كارداشيان في صورتها الشهيرة في أحد مطاعم باريس، وأمامها طبق من الحلزون وذيلت الصورة بعبارة: «آكل أو لا؟ ?To eat or not to eat».
هناك، في باريس، يتناولون أرجل الضفادع والحلزون أو البزاق والأرانب ولسان البقرة وكبد البط وأقدام الخنازير. وإذا كنتم تخشون من أن تقعوا في فخ اللغة الفرنسية ولا تميزون بين مكونات بعض الأطباق، الجؤوا أكثر إلى الوجبات الخفيفة. تناولوا الخبز والجبن والزبدة الفرنسية والمربى والكرواسون وعصير البرتقال أو الشوكولاتة الساخنة. وتذكروا وأنتم هناك أن المطاعم الفرنسية تقدم وجبة الغداء بين الساعتين الحادية عشرة قبل الظهر والواحدة والنصف ظهراً. لا تتأخروا كثيراً لأنكم قد لا تجدون مطعماً يستقبلكم بعد هذه الساعة. اختاروا على الغداء الأسماك أو قطعة من اللحوم مع البطاطا أو الأرز أو الباستا. وتقدم غالباً كمقبلات مجموعة مختارة من الأجبان الفرنسية. وهناك لمن يهمهم الأمر أكثر من 400 نوع من الجبن في فرنسا. ولا تنسوا أن تتذوقوا هناك كريم الكراميل والآيس كريم. العشاء الباريسي يقدم هو أيضاً باكراً بين الساعتين السابعة والنصف والتاسعة مساء. لكن لا تخافوا فثمة مطاعم فاخرة تستقبل الزبائن حتى ساعات متأخرة.

مشاهير وسينما
اقصدوا وأنتم في باريس «مولان روج» المفعم بالحيوية والترفيه. ولا ضير أن تشاهدوا بعض الأفلام التي تجعلكم تفهمون طبيعة الحياة هناك، وحياة شخصيات مميزة أثرت وتأثرت بالمدينة قبل أن تسافروا إلى هناك. شاهدوا الفيلم الفرنسي «إميلي». شاهدوا «ماري أنطوانيت» الذي يروي قصة الملكة الفرنسية المثيرة للجدل. شاهدوا فيلم «باريس» وفيلم «الحياة الوردية» La vie en rose. ويهم أن تتذكروا وأنتم هناك أنكم قد تصادفون كثيراً من المشاهير وأنتم تتجولون أو تتناولون الطعام أو تتسوقون. سلمى حايك تتردد كثيراً على «ماريون كويتار» وتتناول العشاء في Le Pershing hall،  وإذا أردتم مشاهدة صوفيا كوبولا وليوناردو دي كابريو اقصدوا نوادي: Le black calavados, le Banon. فالمشاهير يقصدون غالباً الشانزيليزيه أيضاً. وأبرز الفنادق التي يمكثون فيها: The western, the plaza. وتحب الممثلة الأميركية سكارليت جوهانسون أن تمشي حين تزور باريس في الحيّ اللاتيني وفي حي سان جيرمان.

مسجد باريس
الكنائس والكاتدرائيات كثيرة. وهناك في فرنسا 2260 مسجداً، بينها 26 في باريس و44 قاعة صلاة. ومسجد باريس الكبير أصبح مركزاً يقصده السياح والمصلون من كل الطوائف. إذا لم تكونوا قد قررتم بعد وجهة رحلتكم السياحية المقبلة، فلتكن باريس خياراً في السنة الجديدة. اذهبوا وعودوا بلحظات لا تنسى.

تذكارات باريسية
احتفظوا بتذاكر الميترو التي ستستخدمونها أثناء وجودكم في باريس، وبتذاكر دخولكم المتاحف وهي ستُذكركم دائماً وحتماً بلحظات جميلة مررتم بها. اشتروا مجسماً يرمز إلى «برج إيفل». اجلبوا معكم شوكولاتة هدية وهي موجودة بنكهات متنوعة. أمر أخير ننصحكم به اقصدوا حيّ Marais الباريسي، حيث تجدون قطعاً من الملابس المستعملة، لكنها فريدة ولكل قطعة قصة وتاريخ. احصلوا على واحدة منها كتذكار.