بدأت تشعرُ بثقلٍ في المعدة، قرب السرّة، ثم بانتفاخ في البطن كما حبة الجوز، ثم بأعراضٍ غريبة عجيبة، وأتاها الجواب الطبي: هو فتقٌ في الحجاب الحاجز. لماذا؟ هل كان في استطاعتها تجنبه؟ وهل يكفي الدواء علاجاً أو تُصبح الجراحة في حالتها لازمة؟

بعد أقل من مرور عام على خضوعها لعملية جراحية لتصغير المعدة، ويومها حذرها طبيبها الجراح الدكتور فادي سليلاتي من أمرين: التهاب في المرارة أو فتق في المصران. التهبت مرارتها فأزالتها جراحياً، وها هي اليوم تعاني فتقاً ناتئاً في البطن.

أعراض
الفتق أن يحدث بعد إجراء عملية تصغير معدة، فهو أمرٌ ما كان يُفكر فيه كثيرون. لكن دراسات حديثة أكدت أن الفتق الداخلي قد يحدث إثر هذا النوع من العمليات، هو من مضاعفاتها. ويفترض أن يُفكّر فيه كل من خضع لها، في حال شعر بألمٍ في البطن، حتى لو كان قد مرّ أكثر من عام على إجراء عملية تصغير المعدة. ثمة أعراض أخرى بينها: غثيان وقيء وانسداد في الأمعاء وحرقة في المعدة وصعوبة في البلع وسعال وتجشؤ وحازوقة. وقد يؤدي وجود فتق في الحجاب الحاجز إلى ألم في الصدر أو في أعلى البطن، خصوصاً حين تصبح المعدة محاصرة عبر فتحة المريء الضيقة.يحدث الفتق حين تضغط أنسجة الجسم أو العضو على الحجاب الحاجز، الذي هو كناية عن غشاء يُحافظ على أعضاء البطن في مكانها، ويفصلها عن القلب والرئتين في تجويف الصدر.وهذا الفتق يحدث في طبقة عضلية هي على شكل قبة بين تجويفين، تتحرك إلى أعلى وإلى أسفل عند التنفس. ويكون سطح الحجاب الحاجز عادة أملس من دون فتحات، أما الهياكل الرئيسية والأوعية وأكبرها هو أنبوب الغذاء، أي المريء، الذي يربط الجزء الخلفي من الفم بالمعدة، وهو ضروري في إتمام عملية الهضم.

أسباب
صحيح أن عملية تكميم المعدة قد تسبب فتقاً في الحجاب الحاجز، لكن هناك أسباباً أخرى يُشتبه أيضاً فيها بينها: البدانة، وضعية الجلوس السيئة، السعال المتكرر، حالات الإمساك الشديدة والانحناء المتكرر أو رفع الأثقال. الوراثة عامل مسهم آخر وكذلك التدخين والعيوب الخلقية.
أحياناً، عند حدوث هذا النوع من الفتق، يتوقف تدفق الدم إلى الجزء المحاصر من المعدة، مما يسبب ألماً شديداً ويتطور إلى أمراض شتى. وهذا ما يسميه الأطباء «فتق الحجاب الحاجز المختنق». ولكم أن تتصوروا ماذا قد يحصل حين يختنق عضو حيّ.
آلام هذه الحالة تُشبه آلام الذبحة الصدرية لجهة الضغط الذي قد يشعر به المريض على الصدر والذي يتمدد إلى الذراع أو الرقبة.

الحل الجراحي بدل الدوائي
يبدو أن العلاج الطبي الناجع غالباً ما يكون غير محدد المدة، ولا يرغب كثير من المرضى، في تناول الأدوية مدة غير محددة الأمد في حياتهم. وهؤلاء يعتبرون أن الدواء مدى الحياة مكلف جداً، وقد تكون الجراحة الخيار الأسهل والأسرع وربما الأوفر على المدى الطويل.
انتشار الجراحات التنظيرية شجّع بدوره اعتماد الحلّ الجراحي بدل العلاج الدوائي وبذلك يتجنبون الشقوق الطويلة المؤلمة. ويردّ آخرون سبب تزايد اعتماد الحلّ الجراحي إلى أن مشاكل المريء قد تتحوّل إذا أهملت إلى مشكلة سرطانية. كما أن الفتق قد يتطوّر، كما سبق أن قلنا، إلى فتق فجائي عملاق يخنق وربما يسبب أيضاً فقر الدم أو نزيفاً، لذا يرى كثيرون الحل الجراحي حلاً علاجياً نهائياً خشية أن تتطور مشكلتهم الصحية إلى ما هو أسوأ.

متى نتوجه إلى الطبيب؟
التوجه الفوري إلى الطبيب يُصبح ضرورياً وملحاً إذا شعر المريض بآلام في الصدر أو كان يعاني، من الأساس، أمراض القلب أو داء السكري أو ارتفاعاً في الكوليسترول وضغط الدم، وإذا كان ذكراً ويزيد عمره على 55 عاماً. وإذا كان قد بدأ يتقيأ دماً وشعر بخفقان شديد في القلب وأنه يشارف على الإغماء. وما عاد قادراً على بلع الطعام الصلب أو حتى السوائل بسهولة.