وداد الحبيب.. أديبة وكاتبة تونسية، تكتب بتمرد وتغوص في المسكوت عنه، تُوصف إصداراتها بالجريئة، فهي تصف نفسها بأنها عاشقة للحياة وللخير ولمبادئ السلام والحرية، قصص وداد الحبيب قد تقفز قريباً إلى حناجر المطربين وروايات السينمائيين.

• يقال إن المرأة الكاتبة محاطة بعدة أسوار، فالبوح والجرأة مباحان للرجال فقط في الكتابة، ما تعليقك؟
قد تكون المرأة محاطة بعدّة أسوار ومسيّجة، لكن البوح حالة وموقف ووجع وعشق، وهذا ليس حكراً على الرجال. بل بالعكس في قلب المرأة من الأشواق والأحلام والأوجاع والمشاعر الصافية الرقيقة، ما يجعلها سيّدة الكلمة والحرف. الجرأة قد تمتلكها الأنثى أيضاً، فالمرأة العربية مبدعة وعالمة ومثقفة، وأثبت كل ذلك على جميع المستويات، لكن تبقى المرأة المبدعة الشاعرة توغل في عالم المشاعر والبوح وطرح القضايا الملحّة في واقعنا المعاصرة بشيء من الحذر، ليس لأنها تقف على أرض فيها الكثير من الإكراهات والتناقضات، ومن هنا تولد الجرأة والتحدي وهذا هو الرهان الحقيقي بالنسبة لي.

«أنا العاشقة»
• بعض النقاد يصفون كتابك «أنا العاشقة» بالجريء، إذ كيف تصرح الأنثى بعشقها أيّاً كان نوعه؟
للنقّاد رأيهم، وقد يكون ديواني جريئاً، لكنّها جرأة النصّ المقتحم، المتمرّد، الهادر، الثائر، الذي يخرج الأنثى من قمقمها لتعلن عشقها وتكسر كلّ القيود. فالمرأة إنسانة قبل كلّ شيء، ويحقّ لها أن تعشق وتعترف بهذا العشق. لقد تجاوزنا زمن الانغلاق والسلطة الذكوريّة، والآن الميدان مفتوح أمام المرأة لتقول كلمتها وتعلن مشروعيّة حضورها.

• ما المفاتيح التي تعتمدين عليها عندما تكتبين وهل تحتاج الكتابة لأكثر من رؤية؟
المسألة ليست رهينة مفاتيح بقدر ما هي رهينة مشاعر. الكاتب ينطق غالباً بما يرجّ روحه ويقتحمها، والغوص في التفاصيل يحتاج قدرة على المعايشة وصدقاً في النقل وتماهياً مع الموجود من دون بعثرة أو زيف. عندما أفكّر في الكتابة أنسى أنّني أنا. وأترك القلم يأخذني إلى مساحات قصيّة، إلى عوالم تمنحني اليقين.

• هل ترين أن الطفل العربي ما زال بعيداً عن اهتمامات الأدباء الرجال والنساء على حد سواء؟
الطّفل قابع فينا يسكننا ويملي علينا كل خواطره وأحلامه. لكن الكتابة للطّفل ليست أمراً هيّناً كما يعتقد الكثيرون. أنا الآن بصدد الخوض في تجربة الكتابة للطفل بحذر شديد، فالطفل لا بدّ أن يشعر بالأمان فيما ننقله له وعنه، كون الطفل العربي لم يحظَ كثيراً بكلّ ما يستحقّه من حظّ في إبداع المبدعين، ربّما لم يفكّر الأدباء كثيراً فيه، وربّما كانت الكتابة للطفل دائرة من نار.

دراما وغناء
• أي من رواياتك ستتحول قريباً إلى عمل درامي؟
أنا الآن بصدد إنهاء عمل روائي كبير ستتم مناقشة تفاصيل تحويله درامياً حال الانتهاء منه. لكن مجموعتي القصصية «ثرثرة أنثى» حظيت باهتمام المنتج والمخرج التونسي أنيس الأسود، الذي اختار إحدى الأقصوصات لتكون عملاً درامياً سينمائياً في تونس.

• وهل فعلا ستكتبين القصيدة المغناة؟
هناك مشروع تعاون فني بيني وبين الفنان لطفي بوشناق في قصيدة «قناديل». القصيدة من ديوان جديد سيصدر قريباً، وهي قصيدة وطنية تتغنى بقيمة العمل والعلم وبذل الجهد من أجل الوطن. كوننا اليوم في أمسّ الحاجة إلى مثل هذا النوع من القصائد، وهذا التعاون الفني هدفه بثّ القيم وتحفيز الشباب وبناء صرح الوطن عالياً.