تشربت رانيا فريد شوقي الفن منذ صغرها، تأثراً بوالدها الفنان الكبير الراحل فريد شوقي الذي كان «ملك الترسو» و«وحش الشاشة» لسنوات طويلة، فورثت عنه حب الفن من أجل الفن، وتابعت مسيرتها المتنوعة بين الدراما والسينما والمسرح. وفي غمرة تحضيرها للسفر للمشاركة في عروض مسرحية «الملك لير» مع النجم يحيى الفخراني ضمن «موسم الرياض»، التقتها «زهرة الخليج» في حوار حول المسرح والدراما والسينما، ومئوية فريد شوقي.

• ما الذي أغراك للمشاركة في مسرحية «الملك لير»؟
المسرح مغرٍ في حد ذاته، فهو تحدٍّ مهم أمام كل فنان حقيقي. وبالنسبة لمسرحية «الملك لير» فوجود فنانين كبار كان دافعاً كبيراً لقبول المشاركة، التي تم تقديمها في عدة بلدان بمعالجات ورؤى مختلفة، كما أنني وجدت العمل مع يحيى الفخراني فرصة لا تعوض، وكان شرفاً حقيقياً لي أن شاركت الفنان الراحل فاروق الفيشاوي في عروض المسرحية، فضلاً عن امتلاك المخرج الشاب تامر كرم رؤية فنية مختلفة، وأعتبر مشاركتي في المسرحية إضافة قوية لمشواري الفني. كما شرفني أن أظهر أمام الجمهور السعودي في عروض المسرحية ضمن فعاليات «موسم الرياض».

عشق الفصحى
• قيل إنك كنت مترددة في الموافقة على المشاركة في المسرحية، فما السبب؟
أنا ضعيفة في التحدث باللغة العربية الفصحى، وهذا هو السبب الرئيسي الذي جعلني أشعر بالتردد والرهبة والخوف، عندما طلب مني الفنان الكبير يحيى الفخراني الاشتراك بهذا العمل، وصارحته وقتها بأنني غير متمكنة من اللغة العربية الفصحى، لكنه أقنعني فكان بمثابة القائد ووقف بجانبي وساندني بالإضافة إلى وجود مصحح لغوي، ووجدت نفسي أمام تحدٍّ كبير في أن أتمكن من التحدث باللغة العربية، وبالفعل عندما بدأ العرض، أكد لي الفنان يحيى الفخراني أنه اندهش من تمكني للغة، وإلى الآن أصبحت أعشق التحدث باللغة العربية الفصحى بسبب «الملك لير».

• هل أنت مع إعادة تقديم العروض القديمة بصورة متجددة؟
نعم، فهناك أعمال قدمت أكثر من مرة بالمعالجات نفسها ونجحت؛ مثل: فيلمي «أمير الانتقام» بطولة أنور وجدي و«أمير الدهاء» بطولة فريد شوقي، وكلاهما بالقصة والمعالجة نفسيهما، وفيلم «لعبة الست» بطولة نجيب الريحاني الذي أعاد محمد صبحي تقديمه في مسرحية، فما بالك لو كانت القصة مأخوذة عن رواية عالمية أصلاً، وهذا التكرار أو إعادة التناول لا يقلل من العمل أبداً. وأعتقد أن عرض مسرحية «الملك لير» حالياً بالتزامن مع عروض أخرى لنجوم مصريين بارزين أعاد الحياة من جديد للمسرح المصري، الذي كان يعد عامل جذب سياحي مهماً في العقود الماضية، إذ كان يقبل عدد كبير من الدول العربية على مشاهدة مسرحيات عادل إمام وسمير غانم ومحمد صبحي.

• ماذا تكشفين من كواليس العمل مع فنان بقيمة يحيى الفخراني؟
العمل معه يوفر نوعاً من الطمأنينة وكثيراً من النجاح لمن حوله، خصوصاً أنه مثقف للغاية ويلقي بظلاله على المحيطين به، وهو يتمتع بتفرد وتميز في تقديم شخصية «الملك لير» التي تعد الأقرب لقلبه وعقله، وقد ساعدني للغاية في أداء شخصية ابنة الملك، فمعه يشعر الفنان بالأمان. وعموماً تجمعني به «عشرة عمر»، حيث إن بداياتي الفنية كانت معه، حيث شاركته في كثير من الأعمال، مثل «يوميات عطوة أبو مطوة»، و«الخروج من المأزق»، وأيضاً، قدمنا معاً المسلسل الكوميدي (يتربى في عزو)، الذي حقق نجاحاً كبيراً على المستوى العربي، فالفخراني يفتح الباب أمام الممثل الذي يقف أمامه ليخرج أفضل ما عنده، لذلك أعتبر تعاوني معه من أفضل الثنائيات التي قدمتها في حياتي الفنية.

«أبو العروسة»
• لماذا توقف إنتاج أجزاء جديدة من مسلسل «أبو العروسة»؟
أنا مندهشة جداً بسبب التوقف عن إنتاج جزء جديد من المسلسل، رغم أن العرف الدرامي يقول إن نجاح أي عمل يعني استثماره إنتاجياً، مثلما حدث في مسلسلات «ليالي الحلمية، الشهد والدموع».

• ما سبب غيابك عن الشاشة لعدة سنوات بعد تقديمك مسلسلي «المغني» و«سلسال الدم»؟
لا يهمني التواجد باستمرار، بقدر ما يهمني قيمة الدور الذي أقدمه ومناسبته لمشواري الفني، وأجد أنه من الأفضل أن أدرس جيداً العمل الذي أقدمه بشكل كامل، لذا فإن الغياب لم يكن مقصوداً، وعدت عندما وجدت ما يستحق تقديمه، كما في تجربتي في مسلسلي «أبو العروسة» و«عوالم خفية».

• ما معايير اختيارك لأعمالك؟
أختار الدور الذي يُعلِّم في أذهان المشاهدين، فلا تهمني مساحة الدور ولكن يهمني مدى تأثيره في الجمهور، لذا وافقت على المشاركة في مسلسل «عوالم خفية» مع النجم عادل إمام، على الرغم من مشاهدي القليلة به، لكن دور الفنانة الذي أديت شخصيتها محوري تدور حوله الأحداث برمتها.

مواسم جديدة
• هل تفضلين عرض أعمالك الدرامية داخل رمضان أم خارجه؟
بعد فتح مواسم درامية جديدة خارج شهر رمضان، أصبح من الأفضل توزيع الأعمال على هذه المواسم المختلفة، خاصة أن كل الأعمال التي تُعرض في شهر رمضان ليست ناجحة أو تحقق نسب مشاهده عالية، فضلاً على أن هناك العديد من المواسم الدرامية الأخرى على مدار العام، تُعرض بها الأعمال الدرامية وتنجح وتحقق نسب مشاهده عالية للغاية، والدليل على ذلك النجاح الذي حققه مسلسل «سلسال الدم» بأجزائه جميعها، وكذلك مسلسل «أبو العروسة»، ولكنني كفنانة يهمني نجاح العمل سواء داخل رمضان أم خارجه.

• لماذا أنت غائبة عن الحضور السينمائي؟
لم تعرض عليّ أعمال سينمائية تناسبني.
 
حب فظيع
• لا تتركين مناسبة إلا وتتحدثين فيها عن والدك فريد شوقي؟
بالفعل كنت متعلقة بوالدي بشكل كبير جداً، لأن الذي يجمعني به حب فظيع، ودائماً كان يقول لي إنه يرى نفسه فيّ، أما والدتي فكانت تقول عنا إننا «فوله وانقسمت نصين». وعلاقتي الأبوية معه، فضلاً عن تاريخه الفني الكبير والمشرف، تجعلني فخورة به وبإرثه الكبير فنياً وإنسانياً.

• ما أكثر شيء تعلمته منه؟
تعلمت منه الالتزام وأن أحب الفن وأن أحب عملي حتى أستطيع النجاح، فهذه القاعدة أسير عليها دائماً في حياتي العملية واستفدت منها كثيراً.

• وبمَ نصحك قبل دخولك عالم التمثيل؟
طلب مني التقيد بثلاثة أمور، هي: الالتزام بمواعيد التصوير، تجنّب الحقد أو الغيرة في العمل، وعدم مقارنة نفسي أو مكانتي بأي فنانة أخرى. وهذه النصائح أفادتني في عملي وفي التعامل مع زملائي في الوسط الفني.

مئوية الملك
كشفت الفنانة رانيا فريد شوقي عن ترتيبات مع وزيرة الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبد الدايم، لإحياء الذكرى المئوية لميلاد والدها الفنان فريد شوقي في 2020، وأضافت: «وضعنا خططاً كثيرة، لأننا نريد مناسبة تليق بفريد شوقي، فهو ليس فناناً عادياً، ففنه ما زال يعيش بيننا وأسهم من خلال أعماله في خدمة المجتمع، وكان مهموماً دائماً بقضايا بلده وأمته. لذا لا نريدها مجرد مئوية عادية، سيتم التحضير لبرنامجها بشكل دقيق، لكني أتمنى ألا يقتصر الاحتفال في مصر فقط، بل أن يمتد لدول عديدة».