تدرس الشابة الإماراتية خديجة سالم السياحة والاتصال في جامعة زايد بدبي، وقد اتخذت من منصات التواصل الاجتماعي وسيلة لإبراز موهبتها في العزف على البيانو تارة، وعلى آلة الجيتار تارة أخرى، فاستطاعت أن تكون عازفة متعددة المواهب، وكونت عدداً ليس بالقليل من المتابعين الذين يطربون كثيراً عندما يستمعون لعزفها المتفرد، وبالتالي أصبحت لديها منصة تتواصل فيها مع الجمهور لتعرض عليهم إنتاجها الإبداعي أولاً بأول.

التعلم الذاتي ليس كما يراه البعض من الأمور الصعبة، بحسب خديجة التي تؤكد أن الإنسان إذا أراد أن يصل إلى الإبداع، عليه أن يبدأ في التعلم، سواء من خلال الأكاديميات التعليمية، أو حتى من خلال التعلم ذاتياً، خاصة بعد أن سهلت الشبكة العنكبوتية هذا الأمر، لا سيما أن نظام التعليم عن بعد بات موجوداً ومستخدماً في كثير من دول العالم.

نوتة
عن بداياتها مع آلة البيانو واختيارها لها بالذات، على الرغم من صعوبتها كما يرى البعض، خاصة لدى قراءة النوتة الموسيقية، تقول خلود: «بدأ شغفي بتعلم العزف على البيانو عندما أهداني خالي منذ حوالي أربع سنوات آلة بيانو، ولم أستطع العزف عليها، فدخلت في تحدٍّ مع نفسي، أنني أستطيع أن أتعلم العزف من خلال «اليوتيوب»، لا سيما وأنا أرفض تماماً كلمة مستحيل في قاموس حياتي، وبالفعل بدأت بتعلم تفاصيل العزف، من دون استخدام النوتة الموسيقية، وشيئاً فشيئاً عندما أتقنت العزف، بدأت في مشاركة المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي عزفي، فلاقى استحسانهم وتشجيعهم، وبدأ عدد المتابعين في الازدياد يوماً تلو الآخر».

متعددة المواهب
لم تكتفِ خديجة بتعلم العزف على البيانو، وقررت أن تكون عازفة متعددة  المواهب بعد أن خاضت تجربة التعلم الذاتي، وذاقت حلاوة تخطي الصعوبات وفرحة النجاح، وكانت المحطة التالية تعلم العزف على آلة الجيتار، وبالتالي استطاعت أن تحول حلمها من الانتشار عبر الواقع الافتراضي على منصات التواصل الاجتماعي إلى مواجهة الجمهور وإحياء العديد من الفعاليات، حتى تم اختيارها مؤخراً لتشارك في «مهرجان مترو دبي»، لتبدأ في نثر ألحانها العذبة للمرة الأولى أمام جمهور متنوع من كافة الجنسيات والفئات والأعمار. تقول: «فوجئت بالدعوة التي وصلتني للمشاركة في «مهرجان مترو دبي» لأعزف مع عدد من العازفين العالميين، وأكون بذلك أصغر عازفة تنضم إلى هذا الفريق العالمي».

3 خطوات
تشير خديجة إلى أن الإنسان إذا أراد تحقيق حلمه فعليه أن يبدأ فوراً وألا يتردد، موضحة: «نبذت كلمة مستحيل من قاموسي، واتخذت منهجاً أسير عليه لأمضي قدماً إلى الأمام وأحقق المزيد من النجاح، لذا أنصح الشباب بضرورة استثمار التقدم التكنولوجي، الذي يسر الحياة وأصبح دليلاً لكل من يريد التعلم، ليس فقط في الموسيقى، إنما في تعلم اللغات والبرمجيات والمجال التكنولوجي وغير ذلك من مجالات التعلم. فالإنسان الذي يريد التعلم يستطيع ذلك من خلال ثلاث خطوات، الأولى: كبسة زر على «جوجل أو يوتيوب»، والثانية: الصبر والمثابرة، والثالثة: نبذ كلمة مستحيل».

حافز النجاح
وتؤكد خديجة أن تشجيع الأسرة والأصدقاء كان الدافع والحافز وراء نجاحها، لافتة إلى أنها الآن تضع في أولوياتها استكمال دراستها الجامعية، لتبدأ بعد ذلك رحلة أكاديمية في دراسة الموسيقى والتخصص فيها بصورة أكبر إلى جانب عملها في مجال السياحة والاتصال.