التفكير «خارج الصندوق» مهارة مهمة في الحياة قادت إلى تطور الفنون على مر التاريخ، فتحويل أشكال اليد البسيطة إلى رسوم حيوانات، قد يبدو غريباً بعض الشيء، لكنه بلا شك فن لافت ويشير إلى مدى تطور خيال وإبداع بعض الناس لإنشاء أشكال فنية مبدعة وجميلة. 


يعتبر الفنان الإيطالي جويدو دانيلي الذي اختار فناً غير تقليدي من بين كل الفنون واحداً من أكثر الفنانين الذين اتبعوا طرقاً مثيرة للإعجاب للتعبير عن فنه، وذلك باستخدام أيدي الإنسان، إذ يتقن تحويلها مع لمسة من الطلاء إلى حيوانات وطيور، تبدو وكأنها واقعية إلى حد كبير وقد حاز عدة جوائز عالمية بهذه الموهبة الاستثنائية.

حيوانات
ولد جيودو عام 1972 في سوفيراتو الإيطالية وتخرج في مدرسة بريرا للفنون الجميلة، ثم ذهب إلى الهند ليلتحق بمدرسة تانكاس للفنون الجميلة في مدينة دارامسالا، ليعمل مدة عامين في الهند ثم يعود لإيطاليا.
بدأ الفنان الإيطالي، الذي تجاوز الستين، منذ عام 1990 فن الرسم على أجزاء الجسم، غير أن تركيزه على اليدين قاده إلى توظيف الأشكال المختلفة والفريدة لأيادي الشعوب في تجسيم بعض الحيوانات التي تنبض بالحياة بشكل مثير للدهشة، وتعتبر المجموعة من الصور، التي أطلق عليها اسم الهانديمالز (Handimals)، أو حيوانات الأيدي، من أشهر ما أبدع، وتحوي الكثير من أشكال الحيوانات مثل القطط والدلفين والخيول والثعابين والزراف وأفيال.

تضامن
يستخدم جيودو الأيدي البشرية مثل لوحة قماشية ينقل من خلالها إحساسه بالتضامن مع الحيوانات، حيث يرسم  لوحاته على أيدي مساعديه أو أيدي متطوعين بالفرشاة والألوان بعد أن يضع في ذهنه التصور النهائي لوضعية اليد - أو اليدين - بحيث تمنح أفضل تجسيم ممكن لصورة الحيوان الذي يريد رسمه وبعد ذلك يتم التصوير بطريقة احترافية.

صديق للبيئة
تحمل رسومات جيودو كذلك قدراً كبيراً في التعاطف مع البيئة والطبيعة، إذ يحرص على استخدام ألوان طبيعية من اليابان من غير غراء يضيف لها الماء فقط راسماً أشكاله بطريقة بارعة تجعل من الصعب التمييز بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، ومن عمله الإبداعي، فإنه يعبر عن نفسه وأفكاره، والتي يهدف من خلالها إلى إرسال رسالة قوية إلى الإنسانية.