للمرة الأولى عربياً، تشترك شقيقتان توأمين في تقديم برنامج حواري معاً، سارة وسعاد نعيمة من الجزائر تطلان كل صباح على المشاهدين بمواضيع متنوعة تتناقشان بها وتستقبلان ضيوف برنامجهما، وكأنهما مقدمة برامج واحدة، هما متشابهتان في الشكل والصوت وحركة الجسد، واختارتا أن تحترفا المجال نفسه، ونجحتا في مشوارهما الذي يشوبه الكثير من المواقف المحرجة والمضحكة بسببهما، ,و تفخر الشقيقتان بتتويجهما بلقب «ملكة جمال الإعلام الجزائري». 

عن سبب اختيارهما الإعلام، بدأت سارة بالحديث قائلة: «الإعلام كان حلم فتاتين عاشقتين له منذ نعومة أظفارهما، اعتدنا أن نتقاسم كل شيء بدءاً من أول دمية لعبنا بها في طفولتنا مروراً بكل محطات حياتنا، وصولاً إلى القرارات المهمة؛ لأننا نفكر ونخطط معاً، لكن أول خطوة كانت من سعاد التي سجلتنا في مؤسسة إعلامية للتدريب قبل حصولنا على ليسانس لغات أجنبية تخصص لغة فرنسية».

وهنا تكمل شقيقتها سعاد الكلام، قائلة: «كانت أول فقرة تلفزيونية في مشوارنا المهني، تعنى بصحة المشاهد خلال شهر رمضان، من خلال تقديم مجموعة من النصائح الطبية، وسارت القافلة وانفتحت الشهية لإبراز أنفسنا بعد انتقالنا إلى (قناة الوطن) التي يعود لها الفضل في تعزيز معارفنا وخبراتنا، لتمنحنا فرصة للمرة الثانية في تقديم برنامج اجتماعي حمل عنوان (أبيض وأسود)، قبل العودة لـ(قناة الشروق)، والإطلالة على المشاهدين عبر برنامج (صباح الشروق) ، والمتابع لنا يرى أننا وجهان لعملة واحدة والأولى تكمل الثانية».

تشابه في الذوق
• من منكما أكثر تعلقاً بالتقديم التلفزيوني؟
سعاد: تعودنا أن نتقاسم كل شيء حتى الذوق والتقديم تملكنا الاثنين وصرنا نكمل بعضاً في التقديم الثنائي.

• هل أصبح المشاهدون العاديون وضيوف برامجكما يميزون بينكما؟
سارة: قليلون جداً من يستطيعون التمييز بيننا، معظم ضيوف البرنامج أثناء الحوار يتفادون ذكر اسمينا وقبل بدء البرنامج وخلال اللقاء التحضيري يصابون عادة بالدهشة . 

• من تسبق الأخرى في طرح الأفكار والأسئلة سواء أثناء التحضير أو الحوارات؟
سارة: عندنا التصورات نفسها التي تصب دائماً في تقديم رسالة سامية أساسها الإنسان الذي هو محور الاهتمام، أما فيما يخص إعداد الأسئلة وتحضير الحلقات وحتى اختيار المواضيع، فتتم مع بعضنا البعض، بحكم أن كل واحدة منا تكمل الأخرى في طرح الأفكار والتشاور في الآراء وذلك حسب الأحداث والفعاليات التي تقام والتي تتماشى دائماً حسب رغبة وأذواق المشاهدين.

• لاحظنا أيضاً أنكما ترتديان غالباً الملابس نفسها، مع فروقات بسيطة، فمن صاحبة الخيار في الأناقة والموضة؟
سعاد: نملك الذوق نفسه فيما يخص اختيار إطلالاتنا ونعتمد كثيراً على ذوقنا الخاص، فنحن نؤمن دائماً بأن الجمال في البساطة وليس كل ما هو جديد في الموضة يناسبنا.

• هل تشترطان أن تكونا معاً في كل البرامج؟
سارة: نشترط دائماً أن نكون في البرنامج نفسه، لأننا روح واحدة في جسدين لا يمكننا الانفصال، وهذا ما يميزنا عن غيرنا من الإعلاميين، باعتبار أن برنامجنا هو الوحيد عربياً الذي تقدمه توأمان بأسلوب بصري باهر ولافت، ترك صدى لدى الجمهور المتابع لنا عبر شاشة التلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي وسهل لنا الوصول لقلوبهم. 

قصة حب
• ما طموحاتكما؟
سعاد: نطمح دائماً إلى أن نكون شخصية مؤثرة بالإيجاب فيمن حولنا وترك بصمة جميلة يذكرنا بها الآخرون، فما زلنا ننتظر الخطوات المقبلة في مسيرة النجاح، فالإنسان لا يقف عند مرتبة معينة في المهنة، وأن نكون دائماً قادرتين على إيصال رسالتنا وصوتنا لجميع من ينتظر إبداعاتنا، صحيح في بعض الأحيان نقف عند عقبة تواجهنا ولطالما وقفنا حائرتين ويائستين، ولكننا عندما نصحو نجد أن العقبات ما هي إلا محاولات لجعلنا نستسلم ونفشل، وندرك أن بإمكاننا أن نصنع الجمال من العثرات التي تواجهنا في الطريق.

• هل تفكران في الاستمرار في الإعلام أم خوض غمار الدراما أو أي شيء آخر؟
سارة: يبقى الإعلام عشقنا وليس مهنتنا وحسب، تجمعنا قصة حب مع الإعلام، ولا نرى نفسينا في مجال آخر غيره. أما عن التمثيل، صحيح أننا شاركنا في بعض المقاطع الإعلانية، لكن لا يعني هذا أننا سنخوض عملاً فنياً تلفزيونياً، رغم أنه عرض علينا الكثير من الأدوار، سواء من مخرجين أو منتجين، لكننا لا نجد أنفسنا ممثلتين على الإطلاق.

• بمن تأثرتما في عملكما؟ ومن صاحب الفضل عليكما؟
سعاد: يعود الفضل للاهتمام الزائد بالمجال إلى الإعلامية الاميركية أوبرا وينفري، نظراً لجديتها في التقديم وكل ما يتعلق بالمهنة، فهي إنسانة مثقفة جداً وصاحبة شخصية قوية، وتتمتع بحضور وخبرة كبيرين ينعكسان إيجاباً عليها أينما أطلت، وهو الأمر الذي شجعنا حيث تعاهدنا على أن ندخل حقل الإعلام ونعطي كل ما هو إيجابي في شخصيتينا، أما صاحب الفضل علينا، بعد الله سبحانه وتعالى، فهما والدتنا ووالدنا، رحمه الله، وكل عائلتنا، كانوا دائماً السند لنا في أولى خطواتنا في المجال، ويأتي بعدهما فريق العمل وطاقم (قناة الشروق) حتى أصبح التلفزيون منزلنا الثاني، فيه تأسست ذكرياتنا وعالمنا الخاص.