بين التمثيل والغناء والرحلات السياحية الاستكشافية، حققت داليا حمود الشهيرة بـ«دودو» حضوراً مميزاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، خاصة أنها تتناول في مشاهدها الساخرة حكايات واقعية، أبرزها تلك التي تنتقد فيها نجوم «السوشيال ميديا» وأسلوب تعاطيهم مع محيطهم، وتكشف أساليبهم في تقديم صورة على غير حقيقتها.

• حققت حضوراً عبر مقاطع تمثيلية ساخرة، ولكن أيضاً في جعبتك مجموعة أغانٍ خاصة بك، مثل أغنيتي «رقم 1» و«ما ألومه»، لماذا لم تستمري في الغناء؟
لم أدخل هذا المجال لأكون مطربة، رغم أنني أحب الفن كثيراً، وأقدم أغنيات من ألحاني لفنانين آخرين، وأشرف على تنفيذ بعض الأغاني، ولكن هذه التجارب الغنائية كانت رغبة في التجربة، كي أرى إذا كنت أستطيع الوصول للذي أريده أو لا وهذا هو الأمر فقط، ولهذا عندي أغنية جديدة ولكنني لست متأكدة إذا كنت سأصدرها أو لا.

• أعدت أداء أغنية «الغرقان» للمطربين راشد الماجد وحسين الجسمي، وصورت هذا «الديو» الذي جمعك مع نسيم، لماذا اخترت هذه الأغنية تحديداً؟
لأنني أحبها كثيراً، وأحب جميع أغاني الجسمي وراشد، فهما من الفنانين الذين أستمع لهم كثيراً، وهذه الأغنية تلامسني شخصياً، ولهذا أعدت تقديمها ولكن بطريقتي.

9 ملايين
• أنت في الأصل مؤثرة في مواقع التواصل، و«ستاند آب» كوميدي، فما الأسلوب الذي تتبعينه في تقديم مقاطعك التمثيلية «الاسكتشات» الساخرة؟
هي مشاهد كوميدية من الأمور اليومية الحاصلة يومياً معنا، لا أحب تقديم الكوميديا لإضحاك الناس فقط، بل لأجل هدف واضح، وهو أن يحتوي «الاسكتش» على قصة مفيدة للمتابع.

• كم حققت هذه الفيديوهات من نجاح؟
أول فيديو حملته كان بعنوان «داون»، حقق تسعة ملايين مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشر دون اسمي وحتى اليوم البعض يبحثون عن حسابي لسؤالي عن الفيديو، وحصدت 180 ألف متابع خلال 24 ساعة من دون ذكر اسمي على الفيديو، وأعتقد أن سر نجاح هذا الفيديو لأنه مأخوذ من لحن لأغنية، قمت بتغيير كلماتها، ولم أتوقع أن يحبه الناس وأن يتداولوه بهذا الشكل.

• اللافت فيما قدمته، فيديو (تفضحين) فيه بعض نشطاء «السوشيال ميديا» وتصرفاتهم، فكم هو حقيقي هذا المشهد، ومطابق للواقع؟
هو واقعي %80 وأنا متأكدة منه %100، وقد أتت الفكرة من بعض الأصدقاء الذين أعرفهم عبر مواقع التواصل، وأعلم أنهم في الحقيقة عكس ما يظهرون به في منشوراتهم، سواء في أسلوبهم وحركاتهم، ومن تجربة شخصية، أعرف البعض ممن يصورون أنفسهم في متاجر الماركات العالمية، بأنهم يشترون من البضائع باهظة الثمن ولكن في الحقيقة لا يشترون شيئاً، وهو ما لفتني بهذا القضية ورغبت في تقديمها بأسلوب كوميدي.

«شاي كرك»
• ألم تخشي أن يعاتبك أصدقاؤك من المؤثرين؟
لا، لأنني لم أذكر اسماً ولم ألمح أو أشبّه أي تصرفاً بشكل مباشر، بل أخذتها من منطلق آخر، مثلاً قمت بشراء «شاي كرك» بدرهم، ووضعته في كوب إحدى الماركات الفاخرة على أنه مشروب آخر، وصورت وأوصلت الفكرة بأن أموراً بسيطة الناس يهولون لها ويضخمونها، وسأقولها علناً أيضاً ومن يريد أن يزعل فهو حر، بأن هناك من نجوم «السوشيال ميديا» من يرى فلاناً يملك سيارة فارهة فيطلب من صاحبها التصوير بها، وقس على هذا المنوال.

• كأنك تعتبين على تصرفاتهم؟
ليست مسألة عتب، ولكن هذا الوسط يخلو من النظافة إن صح التعبير، والمشكلة في رواد المواقع أنفسهم، وهو ما جعلني أكره الكثيرين منهم، حتى الناس الجيدين لم أعد أثق بهم، هناك من يسألني كيف استطعت أن تسهمي في شهرة فلان وفلان وهو لم يكن معروفاً، أنا لم أدعم أياً منهم بأرقام المتابعين، بل بعملي على شخصيته وألحانه ومقابلاته وهذه كلها شهرة، ويجب ألا تكون الشهرة رقماً، هناك فنانون لا يملكون حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ولكنهم معروفون فعدد المتابعين ليس شرطاً ولا مقياساً.

• ولكننا اليوم نعيش في لعبة الأرقام، أليس كذلك؟
هناك فنانون ومطربون ليسوا مؤثرين على موقع مثل «انستجرام»، مثل تامر حسني فمن لا يعرفه؟ مؤخراً فقط بدأ يتفاعل عليه، لأنه ليس من أولوياته وأتوقع أنه ما زال ليس من أولوياته ومع ذلك شهرته لم تهتز، وهناك أشخاص عندهم 10 ملايين «فلورز» وأنا لا أعرفهم ولا يؤثرون في 100 شخص. بصراحة.. «السوشال ميديا»، تهتم ببعض الأطفال ومتابعي الجيل الجديد بالأرقام، ولكن شركات الإعلان والماركات العالمية لا يهمها هذا الأمر بل يهمها التأثير الحقيقي.

أزمة ثقة
• لماذا لا تقدمين برنامجاً كوميدياً متكاملاً، حيث نراك كل مرة مع أحد المؤثرين أمثال إسلام ودارين البايض وكندي و«سعد دي اكس دي» في فيديوهات غير مترابطة؟
لأنني أعمل وحدي، من فكرة وتصوير ومونتاج وحتى متابعة نشر الفيديو على المواقع، وأنا وحدي لا أستطيع عمل كل شيء، تعبت، من جهة ثانية أتمنى تقديم برنامج تلفزيوني خاص بي. 

• من أهم مشاهير مواقع التواصل اليوم؟
بالنسبة لي، أتابع الأفكار لكل شخص حول الفيديوهات المنفذة، خاصة شاباً بحرينياً اسمه عمر يقدم مقاطع على «اليوتيوب» وهذا الإنسان متفوق جداً، وفيديوهاته مفيدة وعمله جميل، وهناك أحمد شريف من البحرين يضحكني كثيراً.

• بالنسبة للفاشينستات؟
لا أتابع أياً منهن، ولن أذكر أحداً حتى لا يزعل مني أحد.

• لو خيرتِ أن تبقي على موقع واحد من مواقع التواصل الاجتماعي، ماذا تختارين؟
«انستجرام» بكل تأكيد، لأنه الأسهل تعاملاً، وكل الأرقام مفتوحة وواضحة، رغم أنني ظلمت في «انستجرام» ولكن هو المفضل.

• لماذا ظلمتِ؟
لأن حسابي بقي مغلقاً لستة أشهر، ولم تحل المشكلة إلا بعد مراسلات طويلة ومرهقة.

موضة مؤقتة
ترى المؤثرة عبر منصات «السوشيال ميديا» داليا حمود أن موضة المؤثرين لن تبقى طويلاً، معللة الأمر بـ«السبب الرئيس هو عدم ثقة وكالات الإعلان بمن يقدمون أنفسهم كمشاهير، لا شك في أن أغلب الشركات تتجه لنشر إعلاناتها عبر مواقع التواصل، ولكن الكثيرين منهم أصبحوا يبتعدون عن المشاهير، لإدراكهم أن هؤلاء المشاهير أصحاب الأرقام المليونية، لا يحققون لهم مبيعات تتجاوز 100 شخص أحياناً».