تشغل منى الكندي مدير مركز الاتصال الاستراتيجي في المكتب التنفيذي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، منصب الأمين العام لمبادرة «تحدي القراءة العربي»، واليوم بعد أربعة أعوام من انطلاق المبادرة، والبدء بتصويرها تلفزيونياً تؤكد على: «ضرورة التجدد لتحاشي الروتين الذي يؤثر سلباً في المبادرة»، وتشرح: «العنصر الرئيس لهذه المبادرة هو نشر ثقافة القراءة، وتعزيز اللغة العربية، والارتقاء بمكانتها مع مجموعة الأهداف النبيلة التي نعمل عليها».

نجوم نماذج
ترى الكندي أن مبادرة «تحدي القراءة العربي»، يجب ألا تكون مغلقة في رسائل أو علاقات مع مؤسسات أكاديمية خاصة في كل دولة، بل يجب إبراز دورها الكبير على نطاق أوسع، وفي رأيها: «القراءة هي ثقافة لها الأثر الطيب، وبما أن لدينا نماذج مشاركة في المبادرة، هي بمثابة نجوم ومثال لأي طالب ولأي أسرة، فكرنا في خلق رسائل قوية ومباشرة لملايين المواطنين من العالم العربي، لنترك أثراً جميلاً على شخصيات أولادنا، بحيث يتابع المشاهد في بيته برنامجاً عائلياً اجتماعياً ثقافياً هادفاً، يتفق عليه كل أفراد الأسرة». أما عن الهدف الأكبر للبرنامج فتقول: «خلال الدورات السابقة للمبادرة كان يشارك 16 نجماً من 14 دولة عربية، ولم نكن نعرف عنهم شيئاً، إنما نتعرف فقط إلى الخمسة أبطال الذين يقفون على مسرح تحدي القراءة في الحفل الختامي، ليتم طرح سؤال مشترك عليهم فتكون إجاباتهم هي التي تحدد الفائز، وذلك لم يكن كافياً ليأخذ كل واحد منهم حقه». وتتابع: «كل طالب يمثل وطنه وهو نجم بالنسبة لدولته، والبرنامج التلفزيوني جاء لكيلا يظل هذا الطالب مجهولاً ولا يأخذ فرصته للظهور، وهو حق لكل مشترك أن يكون نموذجاً وبطلاً ويعطي رسائل جميلة ويبين قدراته، ولنتخيل المنافسة الجميلة بين المشتركين في رفع كل منهم الراية في دولته».

نواة المستقبل
تتوقف الكندي عند واقع الأسر العربية التي تواجه اليوم مشكلة مع أبنائها في التحدث باللغة العربية، بسبب سيطرة التكنولوجيا والألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي، وتقول: «عندما ينطلق برنامج تلفزيوني من نوع «تحدي القراءة العربي» فيه منافسة، وتشجع كل دولة بطلها على الفوز ليكون بطل العالم في القراءة، ويكون الاحتفاء بالأبطال في مطارات بلدانهم عند العودة، باستقبال الجماهير الغفيرة لهم واتصال رؤساء بلدانهم بهم لتهنئتهم، نكون نجحنا في تعميم النماذج الحقيقية والنواة التي نود بناءها وتشكيلها في الجيل الذي نطمح أن يزدهر به المستقبل».

أكثر إدراكاً
تتوقع الكندي النجاح الساحق للبرنامج التلفزيوني للمبادرة وتحوله إلى برنامج عالمي، وترجح أن يخرج المتبارون فيه سفراء لبلدانهم ونماذج مشرفة وواعدة يحتذى بها، معلقة بالقول: «مشروعنا هو تعميم ثقافة الكتب، لأن خبرتنا في هذا الإطار تؤكد أنه بعد مبادرة «تحدي القراءة العربي» وبعد تحفيز نهم الطلاب على قراءة الكتب، تغيرت شخصياتهم وأساليب تعاملهم مع أقرانهم في المدرسة وأصدقائهم وكل المحيطين بهم، وأصبحوا أكثر إدراكاً للأمور الأهم والأعمق في الحياة». وتؤكد: «عندما أطلقت مبادرة «تحدي القراءة العربي»، كانت التوقعات اشتراك مليون طالب، فجاءت المفاجأة اشتراك ثلاثة ملايين ونصف، وفي الدورة الثانية تضاعف الرقم، وارتفع إلى 10 ملايين مشاركة في الدورة الثالثة، ليصل في الدورة الحالية إلى 13 مليوناً ونصف، وهو مؤشر إلى أن النجاح الذي حصدناه حقق شعبية كبيرة على مستوى القراءة، وباتت الدول بكل مؤسساتها الرسمية والخاصة تحفز الطلبة على المشاركة».

في سطور
تدرجت منى سعيد الكندي خلال 14 عاماً، في مكتب رئاسة الوزراء من أبسط الوظائف وصولاً إلى مسؤولياتها الحالية، وهي إذ تفخر بهذا التقدم، تكشف عن أن خلفيتها العملية ارتبطت في الوظائف المتعددة التي شغلتها بالدولة، سواء الدبلوماسية أو الإنسانية بتشكيل رسم الإنسان بين الإمارات والعالم العربي ودول العالم.