المهندسة المعمارية مجد البلوشي، اللاعبة السابقة في نادي سيدات الشارقة ومنتخب الإمارات وبطلة الإمارات سابقاً لكرة الطاولة، تعد أول إماراتية حاصلة على شهادة تدريب معتمدة من الاتحاد الدولي لكرة الطاولة للمستوى المتقدم. تشغل حالياً منصب عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات لهذه الرياضة، كما ترأس لجنة رياضة المرأة في الاتحاد، وهي عضو في لجنة رياضة المرأة في مجلس الشارقة الرياضي منذ عام 2016، وتحمل شهادة دبلوم مهني في العمل البرلماني، كما تكمل دراستها للماجستير في الإدارة الهندسية ، بالإضافة إلى انتسابها لدبلوم القيادات الرياضية والذي يعد الأول من نوعه على الصعيدين المحلي والإقليمي.

* هل هناك ما يجمع بين الهندسة المعمارية واللعبة التي تحترفين؟
هما تخصصان مختلفان في المسمى، لكنهما متشابهان في كمية التحديات وضرورة التفرغ التام للإبداع والتميز والإنجاز، ويناسبان شخصيتي المتميزة بخوض شتى المجالات، لذا أحسنت بخلق نوع من التوازن بينهما.

• ما أهمية المناصب التي تتولينها، وهل تتطلب مهارات محددة؟
المناصب تكليف بقدر ما هي تشريف. وأهميتها تكمن في سلطة صاحب الشأن في الإسهام في صنع القرارات والتغيير والتطوير. بالطبع هناك مهارات أساسية، تمكن صاحب المنصب من العطاء انطلاقاً من مبدأ الولاء ومهارة القيادة وثقافة اللا مستحيل، أضيفي إليها خبرتي في الميدان كلاعبة في نفس المجال، والشغف الذي يسهم في تعزيز المهارات الأخرى.

• ما الهدف من تأسيس أول «دوري لكرة الطاولة» النسائية بالإمارات؟ وأي فئة بالتحديد أردت التوجه إليها؟
لطالما تمنيت وجود دوري في الفترة التي كنت أمارس فيها اللعبة، متعطشة لمنافسات محلية بمستوى عالٍ، واكتساب الخبرة والاحتكاك باللاعبات المحترفات. وبتأسيس دوري مختلط للإماراتيات حققت هذا الهدف، وساعدت على انتشار هذه الرياضة على مستوى الإمارات، مما زاد من قاعدة اللاعبات الإماراتيات الممارسات لرياضة كرة الطاولة، خاصة من الناشئات اللاتي أرى فيهن الشغف والموهبة في تمثيل الدولة بكل المحافل.
 
رياضة للجميع
• ما شروط رياضة كرة الطاولة؟ وفي أي عمر يمكن البدء بممارستها؟
هي رياضة للجميع، وتحتاج مضرباً وطاولة وكرة، ولا ترتبط بعمر معين. أما من يريد احترافها، فيجب أن يبدأ تدريباته من عمر خمس أو ست سنوات إلى 12 سنة كحد أقصى. والأهم هو وجود طاقم مدربين وإداريين يتمتعون بالخبرة والإنجازات، يحسنون اكتشاف اللاعبات المتميزات وتدريبهن وإبرازهن على ساحة المنافسات.

* مقارنة برياضات أخرى، تبدو كرة الطاولة خجولة نوعاً ما، فما خططكم لتعزيزها؟
لا أتفق مع قول إنها رياضة خجولة، لا بل إننا نحقق فيها التميز على المستوى الخليجي والعربي والعالمي، الأمر الذي يعكس مدى الدعم المتوفر لهذه الرياضة. ومن خطط تعزيزها، وجود دوري محلي ومنافسات وبطولات مفتوحة ينظمها الاتحاد بمشاركة لاعبات من خارج الدولة، ومعسكرات تدريبية للاعبات الإماراتيات فئة السيدات وفئة الناشئات، ومهرجانات اكتشاف المواهب، وبرامج تدريب مدربات ومحكّمات معتمدة من الاتحاد الدولي.

دعم وتثقيف
• ما مدى إقبال الفتيات على ممارسة هذه الرياضة؟ 
الإقبال كبير لما لها فوائد ذهنية وجسدية للفتاة. سابقاً، كان عدد اللاعبات الإماراتيات قليلاً لعدم وجود أندية تدعم هذه الرياضة، ولكن الوضع يختلف الآن وعدد الإناث في هذه الرياضة في ازدياد.

• كيف تقنعين الفتاة الإماراتية بأهمية رياضة كرة الطاولة؟
يجب أن تنبع القناعة من الفتاة نفسها. ويكمن دورنا في تنظيم البطولات ونشر هذه الرياضة عن طريق وسائل الإعلام كافة، أما الدور الأهم في الإقناع، فيقع على وزارة التربية والتعليم في تثقيف الفتيات للانضمام إلى الأندية التي عليها دعم الفتيات وتوفير البيئة الملائمة لهن والمدربين، وكذلك دعمهن مادياً أسوة باللاعبين الذكور. ويقع الدور كذلك على أولياء الأمور بتشجيع وتحفيز بناتهم على ممارسة الرياضة بشكل عام والانتساب للأندية حتى ولو كان على صعيد الهواية.

قراءة
• منذ تأسيسك أول دوري لكرة الطاولة النسائية بالإمارات، أي قراءة خرجت بها؟
حصدت النجاح وإشادة الجميع. أتمنى التوفيق لكل ما فيه خير نسعى إلى تحقيقه لدولتنا الغالية.

• لو عدت بالذاكرة إلى بطولاتك ومشاركاتك الكثيرة على الصعيدين المحلي والخارجي، أي محطات محورية هي الأعز إلى قلبك؟
شاركت في «مهرجان رمضان الشارقة» وكنت الأصغر سناً بين المشاركات كطالبة في المرحلة الابتدائية وكنت أنافس طالبات ولاعبات من مختلف الجامعات والكليات على مستوى الدولة، وحصلت يومها على أول ميدالية ذهبية في أول مشاركة محلية لي، والتي أعطتني الحافز لاستكمال مسيرتي الرياضية في كرة الطاولة. ولا أنسى لحظة الفخر يوم فزت بأول ميدالية خليجية في ثاني بطولة خليجية رسمية أشارك فيها في عام 2005، وكانت في «دورة الألعاب للأندية الخليجية في إمارة الشارقة»، برعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وحصلت فيها على كأس أحسن لاعبة، والمركز الثالث فئة الفردي، والثاني فرقي.

جهد وعطاء
تؤكد رئيسة لجنة رياضة المرأة في الاتحاد الإماراتي لكرة الطاولة، مجد البلوشي، أنها تسعى لأن تكون الأفضل في مجال عملها، منطلقة من المساعي والجهود التي تبذلها للنجاح والتميز، رافعة شعار لا للمستحيل وأن تحقيق الأحلام ممكن ببذل الجهد والعطاء والإخلاص.

اعتذار
تقدم مجلة «زهرة الخليج» اعتذارها لعضو الاتحاد الإماراتي لكرة الطاولة ورئيس لجنة رياضة المرأة بالاتحاد المهندسة مجد البلوشي، بسبب ورود خطأ غير مقصود صدر في عدد سابق، مثمنين دورها في دعم الرياضة والمرأة الإماراتية، بما قدمته وتقدمه في هذا المجال، متمنين لها دوام التوفيق والنجاح.