بأثر لا يزول تنقلت الدكتورة أمل ملحم كفراشة في فضاء الإعلام سواء بإطلالتها الأنيقة عبر الشاشة مذيعة ومعدة وللبرامج، أم بعملها في مجال التدريب، أو من خلال لقبها سفيرة للإعلام العربي، تنثر رحيق تجربتها الناضجة بين الناس، وتستمد قيم التسامح والسلام من الحياة لتمنحها ضوءاً آخر.

• كيف بدأ مشوارك مع الإعلام؟
عملت أول مرة في الإعلام بسوريا، ولكن انطلاقتي البارزة والأساسية كانت من تلفزيون أبوظبي، دخلت المعاينة ضمن مرشحين آخرين وأذكر أنني قدمت فقرة ارتجالية عن الحنين للأهل، فلاقت استحساناً وتم قبولي، وفي فبراير 1996 خرجت لأول مرة على الهواء عبر إذاعة «إف أم أبوظبي» مقدمة لبرنامج مسابقات ثقافية، بعدها بفترة قصيرة انتقلت إلى العمل في تلفزيون أبوظبي.

• مررت في عملك بمحطات كثيرة ما أميزها والتي حققت لك إضافة؟
أعتبر التحاقي بتلفزيون أبوظبي محطة مهمة، لا سيما أنه تميز بتنوع لافت في المدارس الإعلامية، لتعدد الجنسيات العاملة به وكل منها يعكس خبرات مختلفة جاءت من أبرز المحطات العربية والعالمية، فتشبعت بهذه المدارس وجاورت قامات إعلامية كبيرة، فكان من الطبيعي اكتساب خبرات من الكبار، الذين ساعدتني الظروف على الوجود بينهم.

عصارة تجربة
• مذيعة، مدربة إعلامية، كاتبة، صاحبة مشروع إعلامي حداثي. ما الأكثر ثراء بالنسبة لك؟
فخورة بكل تجاربي، ولقد استفدت من كل منها بطريقة أو أخرى في تطوير نفسي وإمكاناتي، لكني أعتبر مجال تدريب كوادر إعلامية هو ما علمني ثقافة العطاء، حيث وجدت شغفي الحقيقي، وسعادتي في الإسهام في إنشاء أجيال إعلامية متطورة وحديثة ومواكبة، تقديم عصارة تجربتي ووضع بصمتي في هذا المجال أمر مهم بالنسبة لي، وأعمل عليه بحب وجد.

• وما الحاجة إلى التدريب من وجهة نظرك؟
يشهد قطاع الإعلام العالمي تطوراً متسارعاً في وسائله وأدواته، وأيضاً الهموم والتحديات التي يواجهها في هذه المرحلة، خاصة مع الانفتاح المعرفي الذي لا تعيقه الجغرافيا ولا يحتاج إلى جواز مرور، مع التطور الهائل للإعلام الجديد أو البديل هذا الانتشار الواسع والدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الرقمي وكثرة المصادر، تطلب من الشركات والمؤسسات الإعلامية العمل قدماً على تدريب الموظفين وصقل معارفهم، ليتمكنوا من تطوير مهاراتهم ويدخلوا مجال المنافسة.

أهمية التدريب
• كيف ترين المشهد الإعلامي العربي الآن، ومدى إيمانه بموضوع التدريب؟ وما أبرز التحديات؟
هناك وعي كبير الآن، الشعور بأهمية التدريب بالنسبة للمؤسسات وللمتدربين ،اختلف كثيراً عن الأيام الماضية، نظراً لحاجة المؤسسات للكفاءات الفعالة أصبحت كبرى الشركات الإعلامية الكبيرة اليوم تخصص ميزانية للتدريب، لقناعتها بأن الاستثمار فيه سوف يدر عائداً ومردوداً عالياً من خلال الاستثمار في الكادر البشري، أما عن التحديات فتتلخص في التمويل، لكن عموماً صناعة التدريب يجب أن تواكب التطورات التكنولوجية الحديثة وثورة الإعلام الرقمي الجديد، لابد من  التركيز على دورات لاستخدام منصات (الفيسبوك وتويتر والانستجرام وصحافة الموبايل) التي تقوم بنفس المهمة التي تقوم بها الكاميرا، يجب أن تكون هناك مؤسسات كبيرة ومراكز ضخمة للتدريب في العالم العربي.

• ماذا ينقص العرب لكي يكونوا مؤثرين محلياً وعالمياً؟
ينقصنا إعلام متطور وهذا يتطلب نقلة نوعية تبدأ بالخروج من الوسائل التقليدية التي لا يمكن أن تتماشى مع الإيقاع المتسارع للإعلام العالمي.

حلم
تقول الإعلامية أمل ملحم إنها تحلم بإنتاج فيلم وثائقي عربي، تسلط فيه الضوء على الثراء الكبير الذي تتميز به المنطقة العربية، بما فيها من حضارات وثقافات وقيم، أسهمت بشكل كبير في تطور الحياة البشرية، مضيفة: «من واجب العاملين في الحقل الإعلامي على المستويات كافة، أن يقدموا على هذه الخطوة بهدف تنوير العالم بهذا الجانب، المتعلق بنشر مكونات الثقافة والحضارة العربية بلغات العالم إلى أبناء الحضارات الأخرى».