اشتهر المهندس السوري والحائز عدّة جوائز، فيليب ضاهر، بمشاريعه الهندسية المعمارية التي شكّلت محط أنظار العالم. قدّم تصاميم متميّزةً تحرّك كيان المتفرج وتدفعه إلى التعمّق في المعاني الفلسفية التي تكتنفها.

‎•  نبدأ من «أسبوع الفن في بيروت»، حدثنا عن الابتكارين الحديثين اللذين أطلقتهما هناك أي خزانة Sphex Bar Cabinet وكرسي Gentlemen Valet chair؟
?تقدّم خزانة Sphex Bar Cabinet نسخةً متطوّرةً عن قطعة سابقة تنتمي إلى العائلة نفسها. ?وتنفرد بتصميمها المستوحى من النحل وخلاياه والمعاني الروحانية التي رمزت إليها في التاريخ القديم. يتألف هذا العمل الفني من عمود معدني رئيسي يدعم الهيكل الرئيسي (حجرة سداسية الشكل مصنوعة من قشرة الخشب، ورفوف زجاجية وفواصل في الداخل)، مع حجرة أدراج مصنوعة أيضاً من قشرة الخشب. ثمّ تتوّج هذه القطعة صينيةٌ على شكل L مصنوعة من مرايا ومن مسكات فولاذية مائلة.
?

• ماذا تقول عن كرسي Gentlemen Valet chair؟
?يُعتبَر هذا الكرسي أوّل عمل موجّه نحو عشاق التصميم من جيل الشباب. فهو سهل التوضيب والحمل ويمكن استخدامه لأغراض متعددة كما يلائم كافة المساحات.? ويتميّز الكرسي المصنوع من قشرة الخشب بإطار فولاذي باللون الرمادي الداكن. كما أنّه مجهّز بآلية مدمجة فريدة تسمح بتحويله من كرسي عادي الشكل إلى وحدة مؤلفة من ثلاثة أدراج/رفوف. تُشكّل هذه القطعة متعددة الاستخدامات خياراً مثالياً للمساحات الصغيرة، سواء في غرفة النوم، أو المطبخ، أو صالة التلفزيون أو الشرفة، أو حتى المكتب.

خيال واسع
‎• لطالما كنت مفتوناً بألغاز الحياة والتحولات الكونية، هل ما زلت في مرحلة الافتتان أم أنك في مرحلة أو حالة أخرى الآن؟
لطالما انتابني فضول شديد بشأن الحياة، فكم من مرة وقفت مفتوناً أمام تطور الكون وتحوله! وهذا ما دفعني إلى الانطلاق في مسيرتي الاستكشافية الخاصة. أعتقد أنّ استوديو «رايكسندر» يعيد تصوّر عالم جديد يتقبّل كافة عيوبه ولا يسعى أبداً إلى الكمال. هناك لا تعتمد الأشكال الهندسية على الوظيفة المخوّلة لها فحسب، بل تنبثق أيضاً من خيال واسع، ولا أظنّ أنّ هذا الافتتان سيتلاشى في أي وقت قريب.

• تستقي إلهامك من الحضارات والثقافات التقليدية والشعبية والفلسفات القديمة، لماذا اخترت الطريق الصعبة في التصميم ولم تعتمد التصاميم البسيطة والمتقنة فقط؟
لا أؤمن بوجود طريقة سهلة أو صعبة في التصميم. بل تترافق كلّ مسيرة أو عملية تصميم مع تحدّياتها الخاصة. أعتبر أنّ ولعي بالحضارات القديمة والفلسفات ليس خياراً قمت به، بل هو شعفٌ يُشبع فضولي ويُقدّم لي فرصاً عديدة لاستكشاف أمور جديدة والتعمّق بها.

استكشاف
‎• في رأيك ما الشريحة التي تقتني ابتكاراتك الجريئة والمثيرة للجدل والتي يمكن تصنيفها في خانة السهل الممتنع؟
غالباً ما يكونون أشخاصاً يبحثون عن قطعة فريدة وجريئة تعكس تميّزهم. هم أفراد يحبون الاستكشاف والسفر، ويقدرون التصميم الجميل والمهارة الحرفية. وهم الأشخاص الذين ينشدون أن يعكس أثاث منزلهم شخصياتهم المميّزة.

• هل تعرّف منتجاتك على أنها قطع أثاث أم قطع فنية؟ ولماذا؟
أعتبر أنّ القطع التي أبتكرها تقع في منزلة بين هاتين الفئتين. إنّها قطع فريدة تحرّك كيان الأشخاص وتدفعهم إلى التعمّق في المعاني التي تكتنفها.

• تأثرت بالعديد من المهندسين المعماريين، ماذا ترك كل منهم في وجدانك الإبداعي؟
لقد ترك كلّ منهم انطباعاً وتأثيراً مهمّاً في مسيرتي الإبداعية. والأهمّ أنّني استمددتُ منهم الشجاعة والإلهام، لكي أعمل بجهد وأحقق هدفي وأعيش حياتي بطولها وعرضها. بتُّ أعرف أهمية أن أتقبّل نفسي وأحتفي بكلّ ما يميّزني عن الآخرين، لأنّها الطريقة الوحيدة لأطلق العنان لأفضل ما عندي.

• كيف تواجه كمهندس معماري شاب المعوقات والتحديات؟
بصفتنا مهندسين معماريين، نواجه الكثير من المعوقات أثناء تنفيذ أي مشروع. ومؤخراً، شكّل انعدام الاستقرار الاقتصادي والسياسي في منطقتنا التحدّي الأكبر أمامنا.? إلا أنني نجحتُ في التغلب عليه عبر الحفاظ على انضباطي وإيجابيتي.

بروفايل
استهلّ فيليب ضاهر مشواره في الهندسة المعمارية في بلدان مختلفة أبرزها البحرين، وماليزيا، ودبي ولبنان. في عام 2007، عاد لدمشق وقام بتأسيس شركته الخاصة في مجال الهندسة المعمارية. شهدت مسيرته المهنية نقطة تحوّل مع اندلاع الحرب في وطنه الأم، سوريا، مما دفعه إلى استكشاف مجالات لم تُسبَر أغوارها في التصميم. أسهمت الحرب في تحريك عجلة التغيير، ومعها تغيّرت مصادر إلهامه، حيث شرع يبحث عن حضارات وثقافات تقليدية وشعبية، ونظريات، ومعتقدات وفلسفات قديمة. في عام 2013، انتقل فيليب إلى بيروت، حيث بدأ يعمل كاستشاري هندسة معمارية وتصميم لشركات متخصصة في الهندسة المعمارية والتصميم.
في عام 2015، أطلق مشروعه الأخير في مجال التصميم تحت اسم «رايكسندر»، وهو عبارة عن استوديو تصميم متعدد التخصصات يملك محفظةً واسعةً من المشاريع في مجال تصميم المنتجات، والهندسة المعمارية والتصميم المدني، بما يتماشى تماماً مع فلسفة التصميم التي ابتكرها المهندس المعماري.