لفت المطرب العراقي الشاب سيف نبيل الأنظار، خلال العامين الأخيرين، بعد أن تصدرت أغانيه منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وصارت له قاعدة استماع جماهيرية كبيرة، فحققت أعماله عبر قناته الرسمية على الـ«يوتيوب» مشاهدات بالملايين، وهو ما انعكس على حضوره الفني في الحفلات التي يُحييها في العالم العربي، بعد أن أخذ الأغنية العراقية إلى منطقة جديدة، بـ«الستايل» الغنائي الذي يقدمه.

• من يتابع أعمالك ويحضر حفلاتك يدرك حجم الشعبية التي تتمتع بها من مختلف الأعمار، كيف وصلت لهذا النجاح على الرغم من أن انطلاقتك لا تتجاوز ثلاث سنوات؟
النجاح الذي أعيشه نعمة من رب العالمين، لكنه لم يكن وليد الصدفة أو الحظ، أنا تعبت واجتهدت حتى استطعت الوصول إلى النجاح الذي يراه الناس. فمنذ أغنيتي الأولى «هذه السنة» التي أصدرتها عام 2011، وأنا أراقب الساحة الفنية وأجتهد للوصول إلى «ستايل» غنائي قريب من الناس، وهذا ما استطعت تحقيقه في السنوات الأخيرة.

• هل ستعتمد على هذا النجاح، بعد أن حددت هويتك الغنائية؟
بالتأكيد لا، فأنا ما زلت في البداية وفي جعبتي أفكار متجددة. الأغنية التي أقدمها ليست هويتي، فهي جزء من مشروع غنائي أحمله، لكني أسير وفق رغبات الجمهور ولكن بحذر.

•  ما سر الانتشار الكبير للمغنين العراقيين الشباب، بحيث تتصدر أغانيكم منصات التواصل الاجتماعي، وتعد الأكثر طلباً من قبل الجمهور؟
نحن كفنانين لا نقدم أغانينا اعتباطياً، بل هناك دراسة متأنيه للكلام واللحن والتوزيع الموسيقي، وللشكل الذي تخرج فيه الأغنية للناس. وشخصياً منذ أغنيتي الأولى أسعى لتقديم «ستايلي» الغنائي للجمهور، وصار اليوم كل من يسمع صوتي من دون أن يراني، يدرك أنه يسمع سيف نبيل.

• برأيك، ما سبب توجه المطربين العرب لتقديم الأغنية العراقية؟
الأغنية العراقية تطورت كثيراً، ووصولها للجمهور العربي بكلماتها وألحانها شجع معظم المطربين العرب على تقديمها، للاستفادة من مواضيعها وأفكار أغانيها الجديدة، وللوصول للجمهور العراقي المعروف بأنه متذوق حقيقي للفن، وتميز المفردة العراقية وقربها من إحساس الجمهور العربي، جعلها مطلوبة.

الغناء العراقي
• كونك من الفنانين الشباب العراقيين المتفوقين جماهيرياً، هل ترى نفسك قادراً على حمل لواء الغناء العراقي مستقبلاً؟
بكل تواضع نعم.. هناك نجوم كبار سبقونا بالتعريف بالأغنية العراقية، وأرجو أن نكمل مسيرتهم.

• في بداياتك من الفنان الذي رغبت في أن تصل لقيمته الفنية والجماهيرية، وترى نفسك امتداداً له؟
أرى نفسي في كاظم الساهر، فهو ملهمي.

• هل تتمنى لحناً من كاظم الساهر؟
ومن يقول لا، فكاظم فنان كبير، وشرف أن أغني قصيدة من ألحانه.

• هل يمكن أن نسمعك مستقبلاً تقدم القصيدة الغنائية؟
ولم لا؟ لكن ليس الآن، لأن لكل لون غنائي زمنه ووقته.

أسلوب موسيقي
• يلاحظ عليك أن معظم أغانيك من ألحانك، ألا تخشى أن تسجن نفسك في نفس الأسلوب الموسيقي؟
غنيت في بداياتي من ألحان آخرين، لكني في الفترة الأخيرة صرت أكثر ميلاً لتلحين أغنياتي بنفسي، ولكن هذا لا يمنع أن أغني من ألحان غيري، إن وجدت الفكرة والموضوع المناسبين.

• هل تفكر في تقديم أغانٍ بلهجات أخرى؟
الغناء العراقي ملعبي ومدرستي الأولى، لكن يغريني الغناء باللهجات الخليجية أو المصرية أو البيضاء أو المغاربية، لكن ليس في الوقت الحالي.

• يلاحظ اقتصار حضورك على الحفلات، وعدم مشاركتك في المهرجانات الغنائية الكبرى؟
شاركت عام 2018 في «مهرجان جرش»، وكان مقرراً أن أشارك هذا العام في مهرجانات عربية أخرى، إلا أن تضارب المواعيد، أجل ظهوري بها إلى عام 2020.

نجوم شباب
• لو نظرنا اليوم للساحة الفنية الغنائية هناك نجوم كثر، لكن الشباب هم من يتسيدون المشهد، مثلك أنت وناصيف زيتون ومحمد عساف، فهل بدأتم بسحب البساط جماهيرياً من تحت أقدام الكبار؟
لا.. وكل الفنانين خير وبركة، فكل شخص وفنه الذي يقدمه، والنجاح لا يرتبط بسن معينة بل بما يقدم الفنان. انظر إلى راغب علامة لليوم يقدم أعمالاً جميلة وتضرب وهو ناجح ومتفوق.

• لكن راغب إن توقف اليوم عن الغناء، فتاريخه وأرشيفه الفني سيتحدث عنه، أنتم كفنانين شباب متى ستصلون لمرحلة أن يعتبركم الجمهور محفورين كقيمة فنية في ذاكرة الغناء؟
عن نفسي أقول إنني وصلت لمكان سيتذكرني معه الجمهور، لكن مع نفسي لا أعتبر أنني صنعت شيئاً حتى لا أصاب بالتكاسل أو التباطؤ وأظل أعمل بشغف.

• هل تعتبر نفسك فناناً ذكياً أم محظوظاً؟
ذكي، ولكني أيضاً مغامر نوعاً ما.

* كيف تتعامل مع النقد السلبي لأعمالك؟
أقرأ كل أنواع النقد، لكنني لا أرد بحكم انشغالاتي، ولا أنكر أنني أستفيد من أخطائي. لكني شخصياً أعتبر النقاد الذين يتابعونني معجبين أساساً، كونهم يسخرون أنفسهم على مدار الساعة لمتابعتي، ولذلك أعتبر أن «النقاد.. هم الفانز مالتي».

• هناك من يشكك في الأرقام المليونية الكبيرة التي تحققها أغنيات أبناء جيلك من الفنانين، فهل من المعقول أن تصل أغنية ما إلى أكثر من 350 مليون مشاهدة، كما في أغنيتك «عشق موت»، وهو رقم لا يحققه نجوم كبار لهم أغنيات ناجحة وحضورهم الفني كبير؟
الأغنية الناجحة تفرض وجودها، وتحقق مثل هذه الأرقام وأكثر. لكني أود أن أشرح للقراء شيئاً، هناك شراء مشاهدات مزيف، لكنه قليل يقوم به بعض الفنانين الجدد، الذين يريدون منافسة الفنانين أصحاب الجماهيرية بهذه الطريقة، وعندما لا ينجحون يبدؤون بإطلاق الشائعات. وهنا أريد أن أشرح الطريقة التي تتم بها عمليات الشراء، كما أخبرتني بها إحدى الشركات التي أجرت دراسة حول الأمر. فالمليون مشاهدة المزيفة تبلغ قيمة شرائها (10 آلاف دولار)، وإذا أردت الحصول على (100 مليون مشاهدة) فيجب عليك أن تدفع مليون دولار، فهل من المعقول أن يشتري أي فنان مشاهدات مزيفة بهذا القدر من المال؟ لذا هذا الأمر أجده من سابع المستحيلات، وما يحقق هذه الأرقام المليونية، هو محبة الجمهور لفنانه.

مع نانسي
• أحييت مؤخراً حفلاً في إمارة دبي جمعك بالمطربة اللبنانية نانسي عجرم. وأنت من اختتمت ذلك الحفل! فهل تعتبر فعلك ثقة بنفسك أم مغامرة؟ وألم تخشَ أن يغادر الجمهور القاعة بعد أن تنهي نانسي وصلتها؟
وما الغريب في أن أختتم الحفل؟

• درجت العادة أن الفنان صاحب الأقدمية فنياً والأكثر جماهيرية، هو من يختتم الحفل؟
بداية، تحياتي الصادقة للفنانة الحبوبة نانسي عجرم. وشخصياً لا أرى أن الأمر له علاقة بالأقدمية، فلكل فنان رقعة جغرافية وجمهور أكبر. وشخصياً أعرف أين نقاط قوتي وضعفي، وكفنان شاب ناجح لي جمهوري، فالمجال أمامي وأمام غيري من الفنانين الشباب الناجحين أن يختتموا أي حفل ما دام لديهم جمهورهم الذي يتابعهم ويقف بصفهم.

• في حفلك مع نانسي، هل تعتبر أنك كنت تغني في ملعبك والجمهور جاء لمؤازرتك؟
تقريباً.. هذا صحيح خاصة أن منظمي الحفل أخبروني أن الجمهور العراقي والخليجي كان موجوداً بكثافة.

ألبوم بتوقيعي
يحضر المطرب سيف نبيل لإصدار ألبومه الأول في شهر نوفمبر المقبل، ويقول عنه: «هو ألبوم غنائي بتوقيعي، يتضمن 10 أغنيات جميعها من ألحاني، والأغنيات جميعها باللهجة العراقية، وهي جديدة تماماً أتعاون فيها مع الشعراء والموسيقيين: «علي البدر، قصي عيسى، منير جعفر، عمر صباغ، قيس الفارس، نور الزين وآخرين». ويشير سيف إلى أن الألبوم سيكون نقلة فنية جديدة في مشواره، موضحاً: «حرصت بدقة وتأنٍّ على اختيار الأغنيات، لكون هذا الألبوم هو الأول في مسيرتي، وبكل تواضع أرى أنني قدمت به أفكاراً جديدة، سيسمعها الناس، وسأصور أربع أغنيات منه».