نهضتا وأظهرتا قوتيهما الداخليتين في مواجهة «سرطان الثدي»، بالنضال ومواصلة التقدم لمكافحة المرض. بطلتان ولكن ليس على شاشات التلفزيون ولا داخل الميادين الرياضية، من بين نساء كثيرات ملهمات قهرن المرض وساعدهما في ذلك الكشف المبكر في عيادات مسيرة «القافلة الوردية»، التي وفرت لهن الفحوص اللازمة للكشف عن المرض ومعالجتهن مجاناً، بأفضل الطرق وأحدث التقنيات الطبية لكل حالة على حدة.

صدمة
كشفت مديحة طالب، إحدى الناجيات من «سرطان الثدي»، أن المرض هاجمها بشكل مفاجئ، مضيفة: «لا شك في أنني تعرضت لصدمة كبيرة، لكني سرعان ما تجاوزتها لمعرفتي من خلال مجال عملي كصيدلانية، بإمكانية السيطرة على مرض السرطان إذا تم اكتشافه مبكراً، لذلك حاولت التفكير بهدوء واتباع تعليمات الطبيب، الذي نصحني بالخضوع لعملية لاستئصال جزء من الثدي، وتلقيت بعدها العلاج لستة أشهر، ثم سافرت إلى ألمانيا للكشف والتأكد من تخلصي من هذا المرض، وهناك أطمأنت على حالتي، وأخبرني الطبيب أن العلاج فعال جداً، ونصحني بالمتابعة في الإمارات، حيث توجد أحدث الأجهزة الطبية وتتوافر أفضل الأدوية على مستوى العالم».
وشددت مديحة على أهمية أن تقوم المرأة بالفحص الذاتي لثدييها دورياً في المنزل، ويفضل أن يكون بعد انتهاء الدورة الشهرية أثناء الاستحمام، إذ إن رغوة الصابون تساعد على سهولة الفحص الذاتي، وذلك من خلال رفع ذراعها اليسرى فوق رأسها، وباستخدام أصابع اليد اليمنى تبدأ تحسس الثدي بشكل دائري وتحت الإبط، الأمر الذي يمكنها من اكتشاف العلامات المبكرة لـ«سرطان الثدي».

شعلة أمل
دوى خبر إصابة ثناء محمد بمرض «سرطان الثدي»، كالعاصفة التي زلزلت كيانها وحطم معنوياتها، خاصة أنها أول امرأة في العائلة تصاب بهذا المرض الذي لم تكن تعرف عنه أي شيء، غير أنه مرض فتاك وقاتل، ولكنها تجاوزت هذه المرحلة حسب تعبيرها، من خلال القصص الملهمة التي تعرفت إليها من خلال صديقاتها في «القافلة الوردية»، الأمر الذي ساعدها على الموافقة على قرار استئصال الثدي، في محاولة منها للتخلص من الألم الذي عانته، منذ أن شعرت بالأعراض الأولى للمرض والتي تمثلت في التهاب واحمرار وزيادة في حجم الثدي ونزول إفرازات دموية من الحلمة.
وأضافت: «على الرغم من كل الآلام، إلا أنه كان صعباً تقبل فقدان قطعة تحدد أنوثتي روحياً وجسدياً، وبعد العملية خضعت للعلاج الكيماوي لستة أشهر شعرت حينها بالإرهاق الشديد، لكن كل هذا التعب لم يؤثر في شعلة الأمل بداخلي، حتى غادر المرض جسدي، فالسرطان جعلني أدرك أن القوة الداخلية هي أفضل مصدر للطاقة والثقة والإرادة، ولم يكن ليتحقق كل ذلك لولا دعم «القافلة الوردية» المادي والمعنوي، التي تابعت حالتي منذ أن أصبت بالمرض عام 2017 وحتى الآن».

كشف مجاني
تمكن فرسان وفارسات القافلة الوردية حتى السنة التاسعة من انطلاقتها من السير لمسافة 1885 كيلو متراً تقريباً عبر الإمارات السبع، إلى جانب إجراء فحوص الكشف المبكر المجاني عن سرطان الثدي في 714 عيادة طبية، استقبلت نحو 62765 متقدماً، منهم 10855 رجلاً.