كان استهلالاً لافتاً لسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، نهاية الشهر الماضي، وهو يشكر السيدة ماريا فرناندا إسبينوزا، على جهودها، خلال رئاستها الدورة الماضية للجمعية الأممية.
لم يقل سموه جملة ثناء بروتوكولية تقليدية، إنما التفت إلى أن إسبينوزا «أبرزت بإدارتها المميزة  إنجازات المرأة، عندما تتولى منصباً قيادياً»، فكانت هذه الإشارة القوية تعبيراً عن الثقة غير المحدودة بالنساء في المناصب القيادية العليا، عدا أنها إشارة من وزير خارجية بلادٍ أصبحت نموذجاً لتمكين المرأة، وتجلس فيها الإماراتيات على نصف مقاعد المؤسسة البرلمانية في المجلس الوطني الاتحادي، استئنافاً لميراث زايد ومقولته الراسخة: «أنا نصير المرأة». التي جسدتها عطاءً وتمكيناً سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
إسبينوزا تنتمي إلى الإكوادور، وهي من أبرز المدافعات عن حقوق النساء في أميركا الجنوبية، وبرزت كسياسية وكاتبة في بيئة تعاني فيها النساء التمييز على أساس النوع، وعندما انتخبت لرئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في يونيو 2018، شددت على وجوب سقوط الحواجز أمام تولي النساء كل المناصب المتاحة، وفقاً لمعيار الكفاءة في التنافس مع الرجل، ونوهت بـ«كل النساء اللواتي يكافحن كل يوم للحصول على فرص عمل في ظروف متساوية».
إسبينوزا كانت أيضاً وزيرة خارجية بلادها، وألهمت في بلادها وقارتها كثيراً من النساء، وشجعتهن على تأكيد حضورهن في الحياة العامة، وأحقيتهن في الوصول إلى المواقع القيادية في الحكومات والشركات والمنظمات الدولية، طالما هن على درجة عالية من التعليم والكفاءة والتأهيل، كما هي الحال مع إسبينوزا التي تحمل درجة الدكتوراه في الجغرافية البيئية، ولها دراسات وجهود في قضايا السياسة الخارجية، والتغير المناخي، والملكية الفكرية، وغير ذلك.

ضوء
النساء قادرات دوماً على الندية الإيجابية مع الرجل في ميدان العمل، بشرط الكفاءة والقدرة، ووصولهن إلى المناصب القيادية مؤشر إلى إيمان الدول والمجتمعات بالعدالة وتكافؤ الفرص.