بموهبة فنّية عالية صقلتها الفنانة شذى سالم بدراستها الأكاديمية، استطاعت أن تكرّس حضورها الواثق في مجال التمثيل الذي أبدعت من خلاله أدواراً سينمائية وتلفزيونية ومسرحية خالدة في الذاكرة، استحقت لأجلها أن يُطلق عليها المخرج الكبير صلاح أبو سيف لقب «فاتن حمامة العراق».

• لك في ذاكرة المشاهد العربي حضور راسخ كرسته أعمال تلفزيونية عديدة، هل ما زال للعمل التلفزيوني القدرة على تكريس حضور الفنان لدى المشاهد العربي؟
التلفزيون هو مرفأ مهم للفنان والمشاهد، لأن الفنان من خلاله يستطيع أن يصل إلى جمهور واسع وأن يحصل على شهرة جيدة، خاصة إذا كان العمل مؤثِّراً يترك بصمةً مُهمّةً لدى المتلقّي، وهناك العديد من الأمثلة وخاصة الآن في عصر الانفجار العلمي الكبير في مجال الإعلام وزيادة القنوات الفضائية، التي أثرَتْ الدراما التلفزيونية بكمٍّ كبيرٍ من الأعمال، وهو أمرٌ له وجهٌ إيجابيٌّ وآخر سلبيٌّ، أما الوجه الإيجابي فيتمثّل في أنه أعطى فرصاً كبيرةً للفنانين وتحديداً الشباب منهم في أن يقدِّموا طاقاتهم، أما الوجه السلبيّ فيتمثّل في غلبة الكمِّ على النوع.

ثقافة أكاديمية
• تقوم موهبتك على ثقافة أكاديمية، بخلاف الكثير من الممثلين الذين قد لا يحرصون على تطوير ثقافتهم بدعوى أن التمثيل فن تلقيني أدائي يقوم على المهارة فقط؟
الموهبة مهمة لدى الإنسان، فهي التي تقود إلى الطريق الصحيح، لكنها تحتاج إلى دراسة لتُصقَل مثل الجوهرة بيد صانعها، هكذا هي الموهبة تحتاج إلى دراسة وتواصل ثقافي ومعرفي، حتى يستطيع الفنان أن يتواصل مع التطور السريع الحاصل في كل مجالات الحياة، ومن جهتي أرى أن تواصلي العلمي وحصولي على شهادة الدكتوراه، أضفى الكثير على عملي وتجربتي في مجال الفن لأننا نتعلّم من باب أن الحياة خبرة وتجارب عديدة نتعرف من خلالها إلى الكثير وهذا لا يتم إلا بالتسلح بالثقافة والمعرفة.

• أطلق عليك المخرج الكبير صلاح أبو سيف لقب «فاتن حمامة العراق» ماذا يعني لك هذا اللقب؟
هذا اللقب يعني لي الكثير، بفضله استطعت أن أواصل عملي وأقف أمام كبار فناني العالم العربي، وأنا أشعر بالامتنان الكبير للراحل الكبير صلاح أبو سيف، عندما أطلق عليّ هذا اللقب، والذي هو لقب سيدة الشاشة العربية من دون منازع فاتن حمامة شعرت وقتها بالمسؤولية الكبيرة التي أُلقيت على عاتقي، ولا أنسى مساندة أهلي وجمهوري الرائع الذي آزرني ومنحني الثقة في التواصل.

أعمال تاريخية
• ما سر تصدّر الأعمال التاريخية الشاشة العربية مؤخراً؟ هل هو فقر المادة المعاصرة أم الحنين إلى الماضي؟
ليست كل الأعمال التاريخية متصدرة الشاشة الآن، يمكن أن يصح ذلك على ما كان عليه الأمر في السنوات السابقة، حين كان الجمهور يترقب ذلك العمل ويستمتع باللغة العربية، أما الآن فثمة القليل ممن يتابعون الأعمال التاريخية، إذ يُحجِم الكثيرون عن مشاهدة عمل باللغة العربية الفصحى، وخاصة الجيل الحالي الذي لا يقرأ إلا القليل، وأيضاً هناك تأثير كبير لما يُقدَّم من دبلجة للعديد من الأعمال، حتى إن بعض الأعمال التاريخية أصبحت تقدّم باللهجة الدارجة، وهذا ما جعل المشاهد يستسهل أن يرى ويسمع مثل هذه الأعمال، ولذلك تحاول بعض مؤسسات الإنتاج أن تنتج عملاً تاريخياً على سبيل التنوع في الإنتاج ليس إلا.

صفعات عزّت العلايلي
تسترجع الفنانة شذى سالم ذكرياتها مع صفعات الفنان المصري عزت العلايلي لها، بالقول: «هي حكاية حدثت لي مع الفنان عزّت العلايلي، الذي أتيحت لي فرصة أن أقف وأُمثّل أمامه في فيلم (القادسية)، إذ كان هناك مشهد يحتدم فيه الجدل بيني وبينه، مما يضطره إلى أن يصفعني وطبعاً مثلما يحدث عادة في السينما، عند إعادة المشهد تتكرّر الصفعات ويزداد الألم غير المقصود، وكان المشهد بمجمله من المشاهد المهمة التي أثارت إعجاب الجمهور».