يحتفظ الفنان عبد المحسن النمر لنفسه بمكانة خاصة على مستوى الفن الخليجي عموماً، والسعودي خصوصاً، فالالتزام والدقة والقدرة على قراءة ما بين السطور سمات جعلته ذلك الرصين المتمهل القادر على اقتناص وتقديم الأفضل.

• كيف تقيم ما قُدم من أعمال درامية خليجياً هذا العام؟
روح التنافس بين الأعمال والفنانين حلوة ومشجعة، لكنني أرى أنه كان هناك تشابه كبير في الطرح، خاصة فيما يتعلق بالأعمال التراثية، مما جعلنا نفتقد الأعمال المرتبطة بواقعنا بعض الشيء.

• هل ترى في كثافة الأعمال التراثية ميزة أم عيباً؟
لا هذا ولا ذاك، لكنني أندهش من أن تكرس أغلب الأعمال حول التراث، فالأزمة تكمن في التقليد، فإذا قُدم عمل عن التراث ولاقى نجاحاً زحفت كل الأعمال ناحية التراث.

«دُفعة القاهرة»
• يبدو أن رأيك الشخصي يوحي بأن ما قُدم من أعمال لا يرضيك، أليس كذلك؟
صراحةً، نعم لم أرضَ عما قدم من أعمال هذا العام، باستثناء مسلسل «دُفعة القاهرة» لإحساسي بأن هناك محاولات حقيقية لمحاكاة هذه الفترة الزمنية.

• هل رأيت نفسك في أي من شخصيات المسلسل؟
لا، لأن العمل اعتمد على شباب صغار.

• البعض يقول إنك دائماً تحاول الظهور بشخصية الشاب الصغير، فما ردك؟
على العكس، في الفترة الأخيرة حرصت على اختيار الأدوار التي تظهرني في دور الأب.

• أنت اسم مميز على مستوى الدراما السعودية والخليجية، كيف تثمن هذا الأمر؟
أرى الأمر حسب حجمه الطبيعي، لا أميل إلى المبالغة أو إطراء الذات، فأنا لم أقدم إلا القليل من الأعمال رغم كثرتها، أما رأي الناس فهذا خير وبركة، وأتمنى أن أكون على قدر ما يقال في حقي من مديح.

طفرة
• سطعت على مستوى الدراما البدوية والخليجية وحتى السورية، فأين أنت من الأعمال المصرية؟
الدراما المصرية مغلقة، فلا أستطيع أن أدخلها، فالنجوم المصريون هناك كُثر، أما لو أتيحت لي الفرصة للظهور بشكلٍ مناسب فلن أتردد، لكنني ضد الشكل الخليجي المقدم في الدراما المصرية على طول الخط، فالشخصية الخليجية مؤثرة في مصر، كما هي حال التأثير الذي حققته الشخصية المصرية في المجتمع الخليجي، لكن مع الأسف لا يظهر في الدراما إلا الخليجي محب النوادي الليلية والنساء، كما هي الحال أيضاً في الأفلام الأميركية، لكن الغرب معهم العذر لأنهم لا يعرفوننا، أما في مصر فهناك معرفة تامة وأصول مشتركة وطباع متجذرة بيننا.

• أين أنت من الطفرة السينمائية التي تشهدها السعودية حالياً؟
أنتظر حتى تهدأ الأمور، وتتبين المعالم، ويُصفى الغربال، ساعتها أُدلي بدلوي وأسهم بقوة من دون شك، فلا أحب التسرع وأميل إلى التأني.

ذكاء
• هل تعتبر ذلك جزءاً من ذكاء الفنان؟
نستطيع أن نقول إنها المسؤولية، فأنت مسؤول عما سوف تقدمه، فإذا كنت ستقدم نفس ما يقدمه غيرك، فلتتوقف أفضل.

• شاركت يوماً في «طاش ما طاش» فهل تفتقده؟
لا، فحالياً هناك أعمال كثيرة بنفس فكرته وطرحه، من حيث الدراما القصيرة المركزة التي تتناول واقعاً اجتماعياً بشكل كوميدي، وأعتقد أننا قد تشبعنا بهذا النوع من الدراما، ولا بد من البحث عن بدائل درامية أخرى.

• هل يجب أن يتمتع الفنان بالجرأة في الطرح؟
الفن عموماً بلا حرية هو نوع من العبث.

• تقول إنك لا ترغب في تقديم أكثر من عمل في الموسم الواحد، ومع ذلك تظهر رمضانياً في أعمال متعددة؟
بعض المنتجين يضحكون عليّ، ويخبرونني أن العمل سيكون خارج الموسم الرمضاني ثم أفاجأ به يعرض في رمضان.

• في عام 2016 كنت محط نقد لاذع وسخرية من فرط وجودك بكثافة في كل الأعمال، فكيف استقبلت الأمر؟
الجمهور كان محقاً، لكن مع توالي الحلقات اتضح اختلاف الشخصيات التي قدمتها، واستشعر الجمهور إلى أي مدى كانت كل شخصية بعيدة تماماً عن الأخرى.

سنوات وأيام
يقول الفنان عبد المحسن النمر إن توالي السنوات أعطاه الكثير من الخبرة والقدرة على قراءة الشخصيات والوجوه أكثر، وقدر أكبر من النضج والقدرة على الفرز بناءً على التجارب. ويضيف: «أيامي أعطتني محبة الناس والنجاح، وقدمت أعمالاً حفرت في ذاكرة الناس، كان مجرد التفكير فيما يشبهها حلماً بعيد المنال»