ضمن فعاليات «اليوم الوطني الـ89» للمملكة العربية السعودية لهذا العام، استطاعت الجهات المعنية بالحدث أن تواصل عملها كما حدث في العام الماضي بأن تسهم بفعالية نحو تعميق قيمة هذا اليوم، في نفوس المواطنين على النحو الذي يعزز ارتباطهم بوطنهم ويظهر أهمية الوطن في عيونهم وعقولهم وأرواحهم، ويترجم العلاقة السامية بين الإنسان والأرض والوطن والمواطن.
في ذكرى «اليوم الوطني الـ89» معطيات كثيرة، منها أن السعوديين أدركوا أن لوطنهم حقاً عليهم بأن يعبروا عن انتمائهم له ويظهروا مشاعرهم تجاهه، وبالنظر للسنوات الأربع الماضية التي مرت من عمر الوطن عشنا فيها ظروفاً قاسية وصعبة، واستهدف الوطن في كل جوانبه ومقدراته بهدف الإساءة إليه وزعزعة استقراره، وانبرى أبناؤه في ملحمة تاريخية يذودون عنه بكل ما استطاعوا. الأمر الذي أثار دهشة الرأي العام الخارجي وأصبح محل اهتمام ومتابعة كافة الدوائر ذات العلاقة، فقد برهن الشعب السعودي للعالم على التفافه نحو قيادته، وانخرط بشكل مشرف حضارياً وتاريخياً وإنسانياً في تسليط الضوء على أهمية تلك العلاقة، التي تربط المواطن في السعودية بالحكومة السعودية ومسؤوليها في مجالات الحياة المختلفة، لذلك فإنه من منظوري الشخصي أن الحكومة السعودية استعدت لهذه المناسبة بكل حرص، من أجل أن يلعب المواطن دوره في التعبير عن موقفه ومشاعره والتباهي بها وإبرازها أمام الشعوب والأمم.
من هنا فقد تم الإعداد لحزمة من الكرنفالات الوطنية جابت الأقاليم والمناطق والمحافظات والقرى، لخلق وصنع مظاهر حديثة لكيفية الاحتفاء بذكرى «اليوم الوطني الـ89»، فإن ذلك مدعاة لأن يكون مميزاً ومختلفاً ومغايراً لما كان عليه من قبل، فنحن كسعوديين على أبواب المئوية الثانية للدولة السعودية الثالثة التي أسسها الملك عبد العزيز، رحمه الله، وما وصلت إليه البلاد وما نعيشه نحن كمواطنين بفضل الله ثم بفضل الملك المؤسس الذي صنع وطناً فريداً من نوعه وسار به أبناؤه من بعده، حتى وصل للمستوى الذي جعله ذا تأثير وأهمية وقيمة عالية في منظومة الأمم، وله رأي وصوت في القرار الدولي وبخاصة فيما يتعلق بقضايا الاستقرار والسلم والاقتصاد والرفاهية وإغاثة المنكوبين وإرساء دعائم القيم والمثل والأخلاق واحترام الآخرين وعدم التدخل في شؤون الغير، وتحقق ذلك بفضل الجهود المضنية التي قامت بها حكومة المملكة العربية السعودية على مدار عقود طويلة من الزمن جعلها تتمتع اليوم بسمعة دولية إيجابية للغاية.
وبالنظر إلى مناسبة ذكرى «اليوم الوطني الـ89»، لهذا العام فإن السعودية تقف على أبواب مرحلة متقدمة من إنجاز مشاريعها الحضارية الكبرى، ومنها التحول الكبير والمنتظر لتصبح دولة مدنية تعمل وتعيش بأساليب الحياة الحديثة، ومن أجل ذلك أقرت الحكومة السعودية خطة عمل محكمة لإنجاح فعاليات الاحتفاء بالمناسبة، وأعدت عبر فرق عملها روزنامة أنشطتها لإبراز الكرنفال الوطني بين المواطن والوطن في فرحته التاريخية، وشملت البرمجة الخاصة بهذه الفعالية تحضيراً متقناً لكافة شرائح المجتمع وتلبي كافة الاحتياجات في جوانب المعرفة والحياة وماذا يعني أن تملك وطناً وكيف تحافظ عليه؟ وشهدت البلاد على مدار خمسة أيام تظاهرة كبرى عنوانها فرحة السعوديين بيومهم الوطني وسط مظاهر الفخر والاعتزاز بالحدث الكبير، وفي غمرة الاحتفالات قدمت إدارة الفعاليات مفاجأة كبرى لم تخطر على بال أحد، فقد نظمت في «جامعة نورة» فعالية بعنوان «من الستين للحين» وفيها أزيح الستار لأول مرة عن الأوركسترا السعودية التي ظهرت لأول مرة، مؤلفة من 48 عازفاً وكورالاً، وسطرت أحلى عرض وطني سعودي، فكانت المفاجأة الكبرى في «اليوم الوطني الـ89» ولادة الأوركسترا السعودية التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر.. شكراً يا وطني.