* زارت الصديقة الفنانة المصرية سميّة الخشاب المقر الرئيسي لـ«زهرة الخليج» في أبوظبي، الأُسبوع الماضي، معلنة انضمامها لـ#نادي_أصدقاء_زهرة_الخليج، وتشرفتُ بإدارة الندوة الحوارية التي توجّه فيها الزملاء طاقما التحرير الورقي والرقمي بأسئلتهم إليها، وبقدر ما كانت الجلسة ممتعة، بقدر ما كان لافتاً للنظر تلك الإيجابية والسلام الداخلي، اللذان تعيشهما سميّة في حياتها حالياً وهو ما اتضح جلياً من خلال ردودها وتصرفاتها وطريقة تعاملها، الأمر الذي جعلها تحظى بحب واحترام الجميع بمن فيهم الضيوف الذين حضروا المناسبة. وكشفت لنا نجمتنا أنها مواظبة على نيل دروس في علم الطاقة، مما يجعلها مع الوقت إنسانة هادئة، متفائلة، محبة ومتسامحة مع كل من يخطئ في حقها أو يحاول جرحها. وهي نصيحة أتوجه بها لأهل الفن بالسير على خطى (ابنة الخشاب)، خاصة بعد أن استفحلت في الفترة الأخيرة الإساءات بين الفنانين، ليس فقط في البرامج الحوارية، بل كذلك عبر حساباتهم على مواقع التواصل.
* سيراً على نهج سميّة الخشاب، يحكى أن أباً أعطى ابنه يوماً كيساً مليئاً بالمسامير، وقال له: «يا بني كلما أهنت شخصاً أو جرحته أو ضربت أحداً اذهب إلى سور الحديقة واطرق فيه مسماراً». لم يفهم الولد لماذا طلب والده منه ذلك، لكنه امتثل لأمره وأصبح كلّما ظلم أحداً أو صرخ في وجه أحد يطرق مسماراً في ذلك السور، ومع الأيام أصبح الولد أكثر تحكماً في نفسه، وانخفض عدد المسامير التي يطرقها كل يوم في السور إلى أن وصل اليوم الذي لم يطرق فيه الولد أي مسمار في السور، فطار من شدة الفرح وذهب إلى والده يخبره بالأمر، فقال له الأب: «أحسنت يا بني ..أنت الآن شخص تتحكم في نفسك وأعصابك، ولكن مهمتك لم تنتهِ بعد»، استغرب الولد، وقال: «ماذا أفعل بعد ذلك يا أبي؟»، فأجابه والده: «كل يوم يمضي ولا تزعج أو تجرح أو تظلم فيه أحداً انزع مسماراً من ذلك السور»، فمضت الأيام واستمر الولد في نزع المسامير في كل يوم لا يؤذي فيه أحداً، إلى أن وصل اليوم الذي نزع فيه الولد آخر مسمار في ذلك السور، وطار من الفرحة، وذهب إلى والده يخبره أيضاً بما حدث، عندها أخذ الأب نجله إلى السور وقال: «أحسنت.. أنت هكذا لم تصبح فقط شخصاً متحكماً في أعصابك، ولكنك أصبحت طيباً ولا تؤذي أحداً، ولكن انظر إلى الثقوب في السور التي خلّفتها تلك المسامير، لقد استطعت يا بني أن تنزع المسامير التي طرقتها لكنك لا تستطيع محو تلك الثقوب التي تركتها المسامير.. وكذلك هم البشر يا بني، عندما تجرح أحدهم فأنت تطرق مسماراً في قلبه، قد لا تستطيع بعد أن تعتذر أن تنزع أثر ذلك المسمار، حيث ستبقى ذكرى الأثر تؤلمه ربما طيلة حياته.. لذلك احرص على ألا تجرح أو تؤذي غيرك بكلماتك وتعليقاتك حتى لا تسبب له جرحاً قد يدوم إلى الأبد فتكون على ما فعلت نادماً». وأتمنى أن تصل تلك القصة إلى أحلام وأصالة، والى باسم ياخور وأيمن رضا، والى هيفاء وهبي ومايا دياب وغيرهم من الفنانين المتنازعين، بل أيضاً لرواد مواقع التواصل من الذين تحمل تعليقاتهم ألفاظاً همجية خارجة عن حدود الأدب، حتى يعي الجميع الأثر الذي تخلّفه مسامير التلاسنات والإساءات، فـ«العيار الذي لا يصيب يدوش»، ونحن فعلاً بتنا (مدووشين) بما لا يرقى بأصحاب الفعل والمتلقين له.