يحل في مطلع أكتوبر من كل عام، يوم عالمي للاحتفال بمعشوقة الملايين، تلك التي يحبّونها لشخصيتها وعطرها المنتقى بعناية وقدرتها الاستثنائية على مصادقة الجميع، وهي جزء لا يتجزّأ من مختلف مناسباتنا سارة أو حزينة ويعني حضورها الكثير، وتفرض علينا طريقة مختلفة في استقبالها والتعامل معها حسب الحدث. فهل عرفتموها؟
قد تكونون تحتسون فنجاناً منها الآن، وأنتم تقرؤون هذه الرمسة، ولكن ما المميز بوجود يوم عالمي للقهوة، فلم يعد هناك شيء حولنا إلا وجعلنا له يوماً عالمياً. بالنسبة لي القهوة صديقة العمر وأنا منحازة لها بعض الشيء، ولكن هذا ليس السبب لكتابتي عنها، ولكن لكثرة ما رأيته على منصات الناس عن القهوة وعلاقتهم بها، فسألت نفسي هل هي الوحيدة التي تمتلك صفات تجعلنا نحن ومناسباتنا مرتبطين بها؟ وهل هناك نسخ بشرية من القهوة؟
أعتقد السبب أننا نشعر بأنها تستمع لنا من دون أن تطلق أحكاماً، ولها شخصيتها، سواء أكانت خضراء أم شقراء أم سمراء، فليس هذا ما يميزها، ولكن رمزيتها وقدرتها على التعبير عن ذاتها، والموقف الذي تحضر فيه. وقلت لنفسي هل هذه صفات موجودة في أشخاص حولنا قد تكون فيهم خصال القهوة وأكثر، ولكننا لا نُدقق أو نبذل جهداً في إيجادهم.
جميل شغف واندفاع عُشّاق القهوة نحوها، ولكن في الوقت ذاته قد يكون ذلك مجرّد عادة لا تتجاوز مشاركة صور فناجين القهوة مع خاطرة حولها. وسواء كان ذلك حقيقياً أم تعوّداً لماذا لا نتفق على أن ننهي هذه السطور، بوضع قائمة لأشخاص حولنا يُمكن أن يكون لهم الوقع الإيجابي للقهوة وأكثر. هذا فنجان «رمسة عاشه» أردت أن أحتسيه معكم ليكون فنجان «1 أكتوبر» حتى وإن قرأتم سطوري بعده بأيام، وكل يوم قهوة عالمي وحياتكم تضج بعلاقات فوق الوصف.