حسن إدارة الوقت يعين على إدارة الحياة، واحترامك لوقتك هو احترامك لذاتك، فتقدير قيمة الوقت يزيد من قيمة الشعور بالكفاءة والقدرة على الإنتاجية، فالحياة تقوم على قناعاتك ومعتقداتك، القناعة هنا بأن الوقت هو المصدر الوحيد للإنجاز، ولا غنى عنه وإن فقد لا يمكن تعويضه أو استبداله، فإذا تملكنا هذا الشعور وأحسسنا به، فسيكون هناك استغلال أكبر واستثمار أفضل، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة من الصحة والموارد الشخصية للوصول إلى أعلى مستوى من إنجاز ممكن تحقيقه، فإنك لن تستطيع التقدم أكثر مما أنت عليه الآن باستخدام معرفتك ومهاراتك الحالية، وبناءً على ذلك لا بد من اكتساب معارف ومهارات إضافية.
هناك قانون يساعد على فن إدارة الوقت يسمى قانون السيطرة، وهو ما يتناسب طردياً مع شعورك الجيد حيال ما تقوم به أو تنجزه في اليوم الواحد، فإحساسك بالسيطرة على وقتك يزيد من فاعلية الذات لديك فيولد شعوراً بأنك قادر ومنتج وتستطيع حل مشاكلك والوصول إلى ما تطمح إليه.
وواحدة من أهم الاستراتيجيات لإدارة الوقت، هي برمجة عقلك وحديثك مع نفسك ما من شأنه تحفيزك وقيادتك لتنظيم أكبر لوقتك، فعندما تحدثك نفسك بأنك بارع في إدارة الوقت يستقبل عقلك الباطن هذه الكلمات كأنها أمر لتصبح سلوكياتك أكثر تنظيماً.
ففيم تستثمر وقتك؟ هناك قاعدة تنص على (1-1-1) فماذا تعني؟
ممارسة الرياضة لمدة ساعة، فهذا استثمار جيد لجسمك والحصول على اللياقة البدنية اللازمة. أما الساعة الثانية فهي القراءة التحليلية التي من شأنها استخدام أفضل لآليات العقل، فالتحليل يلزمه التفكير الناقد واستنباط الأفكار وربط المواقف لاستخلاص رأي يمثل قناعتي بالارتكاز على مبادئ الخاصة وقيمي ومعتقداتي..
أما الساعة الأخير فهي الأصعب، والتي تتمثل في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها صعبة فقط في البداية فإذا تمكنت من ترويض نفسك في هذا الاستخدام فستتمكن من ترويضها في مجالات الحياة كافة.
إضافة إلى كل ذلك، خلق دقائق إضافية للمكوث والاستمتاع مع الأشخاص المقربين منكم، وتحيطكم هالة من الحب والاطمئنان والسكينة، وذلك بتعزيز العلاقات الاجتماعية والبقاء أطول وقت ممكن مع العائلة.

ختاماً:
الرَسُولَ الكريم قَالَ: (لا تَزُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَدَمَا عَبْدٍ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ أَخَذَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ)
فالوقت الذي لديك أنت مسؤولٌ عنه فيكفي إهداراً له.