يلعب المشهد العام لعبة تماثل صور الشاشة، والصور المتحركة في صالات المطارات والشوارع تخلب العيون، التي سوف تسبح بين صور ملابس الناس من نساء ورجال، وما يختلط فيها من غرائب الألوان والأشكال، وعلاقة الأجساد معها ضمن تموجاتها في الحركة والتمازج، وتتحول هذه الاستعراضية الفوضوية والتلقائية إلى خزائن الذهن، مشحونة بما مر عليه من صور متحركة، وترابط الصور مع الوجوه والمواقع والحركة، ومن ثم تصبح مادة تثقيفية طوعية ومطواعة للتسوق، مما يحول التصورات الذهنية إلى واقع مادي يترجمه الشراء، وسيتم حبس الملابس، أي حبس الصورة في خزائن الملابس في البيوت، وسيكون هذا الحبس بمثابة مسح تلقائي للصورة ليفرغ الذهن لاستقبال صور جديدة، تدخل في الدورة نفسها من خزن للصورة إلى إغراء بالشراء إلى محبس مخازن المنزل إلى البرمجة لصور متجددة.
وهذه الصور تكمل ملحمة الصور التي تصنعها السينما والتلفاز وموضات النجوم مما هو حدث شاشاتي خالص، ولكن حال الشارع وصالات المطار تدخل بأثرها لتحول الواقع الحركي إلى شاشة تلقائية تسهم في تلوين الذائقة من جهة، وفي صياغة مفهوم (الحاجة والاحتياج) لتحول الصور الذهنية إلى قوة سحرية تجعل المرء والمرأة يشتريان حسب المفهوم الجديد للحاجة، وهو مفهوم امتلاك الصور، عبر استقبالها في الفضاء العام ثم عبر خزنها ذهنياً، وبالتالي تملكها عملياً وحبسها في مخزن.