تُعد مصممة الأزياء الإماراتية فريال البستكي، واحدة من المتعمقات في الفلكلور والتراث الإماراتي، كونها مطلعة على كل ما هو أصيل وضارب في الجذور، وهو ما انعكس على تصاميمها التي تدمج القديم والحديث بصورة فريدة.  

• تهتمين بإحياء المفردات التراثية من تطريز تقليدي وأقمشة، هل تعتبرينها بصمتك الخاصة في الأزياء؟
التراث هو مصدر إلهامي الأول، إذ أبحث وأتعمق فيه وأدقق في كل تفاصيله. أحترم التراث وأحب إبرازه في كل تصاميمي، وقبل أن أدخله في أي جزء متصل بالموضة، أدرسه جيداً وبعدها أمزجه في التصاميم. كنت من جيل الطيبين كما يقولون، وعشنا فترة السبعينيات وشهدنا على التحولات التي حصلت في الألفية الجديدة. وبحكم التحدث مع جدتي وجدي عن فترة الخمسينيات في الإمارات والتعمق جداً في هذه الجذور، أحملها معي إلى العصر الحديث، ولهذا ترين أن تصاميمي تجمع بين التراثي والعصري.

دمج
• تخاطبين شريحة الشباب بتصميم أزياء تراثية بلمسات حديثة، هل ثمة إقبال على تلك التصاميم أم أن ارتداءها يقتصر على المناسبات الوطنية والأعياد؟
مزجي بين التراثي والعصري في التصاميم خلق جواً مختلفاً عن الموجود في الساحة، لأننا شاهدنا الملابس التراثية، وتلك العصرية، كل على حدة. والدمج بين الاثنين جعل من هذه الفساتين مقبولة بين الناس، وأفسح المجال للاختيار، وارتداء الفستان صار مألوفاً في الأجواء التراثية أو في الحفلات أو الأعياد أو المناسبات وحتى في الجمعات العائلية.

• ما الذي أضفته إلى عالم تصميم العباءات والجلابيات؟
حاولت إضافة العناصر المميزة والمختلفة عن الموجود في الساحة، في ما يخص العباءات التزمت باللون الأسود في البداية، ثم أدخلت الألوان الأخرى مثل الباستيل، كما دمجت العباءات بالتراث أيضاً، فأدخلت نقوشاً بالتطريز والفن اليدوي مستوحاة من بيوت الجبس القديمة. ثمة مجموعة اسمها «البارجيل»، أي البيوت القديمة في منطقة الفهيدي، أدخلت فيها النقوش الهندسية بالتطريز، كما اتبعت الأسلوب نفسه في تصاميم الجلابيات والقفاطين.

أقمشة
• تركزين على استخدام الأقمشة الباردة  كالحرير الهندي والقطن، فهل هي الأقرب إلى مزاجك الشخصي أم لأنها تخدم تصاميمك وقصاتك وتقدمها بالشكل المطلوب؟
في بداياتي كنت أستخدم الشيفون والحرير كثيراً، وكانت مقبولة جداً؛ لأن النساء في الإمارات والخليج بشكل عام، يفضلن ارتداء هذا النوع من الأقمشة، لأنه خفيف ومريح في الملبس ويساعد على التحرك. وفي عام 2012 أطلقت مجموعتي «دهمان» التي اعتمدت على القطن، الذي أدخلته في الفساتين، ووجدت أنه يليق بالتصاميم، واخترت الحرير القطني الهندي كونه خفيفاً ويمكن ارتداؤه طيلة أيام العام.

• من أين تأتين بأقمشتك على تنوعها في العادة؟
من الألف إلى الياء من الإمارات. ولكن في شهر يناير الماضي قصدت الهند، بعد أن اختارني السفير الهندي في الإمارات لتمثيل قماش «الكادي» (قطن %100 يكون بارداً صيفاً ودافئاً شتاء) وصديق للبيئة، فزرت المصنع وتعرفت إلى هذا القماش الذي ابتكره غاندي قبل 100 عام. اشتريت من هذه الأقمشة، وأطلقتها ضمن عرض أزياء أقيم في أبوظبي ونال هذا القماش إقبالاً واستحساناً.

• تصممين العبايات والجلابيات والفساتين، هل تفكرين بالتوسع في خطوط أخرى؟
تخصصت بداية بالفساتين، وأجلت تصميم العباءات لمدة 12 عاماً، نظراً لتوفر مصممات إماراتيات مبدعات للعباءات في السوق ويغطين هذا الجانب، ولكن بحكم طلب الزبائن أصدرت مجموعة نالت الإعجاب. هذا وفكرت كثيراً في أن أضيف خطوطاً جديدة. فقبل خمس سنوات أصدرت تشكيلة للمنزل Ferial Al Bastaki Home تتكون من وسائد وإطارات صور مشغولة يدوياً بطبعات «ذهبان»، وهذه القلائد أدخلتها في الأثاث. كما صممت المجوهرات مع الأحجار الكريمة سابقاً، ولكن أخطط للتوسع أكثر نحو المجوهرات في 2020.

• من المصمم العالمي الذي تأثرت به قبل تشكل شخصيتك الإبداعية؟
منذ بداياتي إلى الآن، أقول إن المصمم القدوة بالنسبة إليّ والذي ألهمني ولطالما كنت أنظر إليه ليس فقط كمصمم وإنما كإنسان، هو إيلي صعب الإنسان قبل أن يكون مصمماً. وهذا ما أحب أن أكونه.. إنسانة، قبل أن أكون مصممة، لأن الناس تعجب بشخصيتي قبل تصاميمي، وهو ما تعلمته من إيلي صعب أي أن أدع تصاميمي تتحدث عني، ليس وجهي وإنما تصاميمي.

• ومن يلفتك من مصممي العباءات المحليين؟
لا أريد أن أظلم أسماء قد تكون ممتازة ومحبوبة ومطلوبة، كوني لا أطلع إلا بشكل سطحي على تصاميم الأخريات، ولكن لدي صديقة أعتز بها جداً هي أمل مراد، من مصممات العباءات المجتهدات جداً، ليس بالكم وإنما بالكيف. تعمل على العباءات بأمانة وتصاميمها مميزة تبرز شخصيتها، لديها قوقعتها الخاصة التي تطلق منها التصاميم بتميز وإتقان. أحترمها جداً كإنسان وكمصممة.

انجذاب
تؤكد مصممة الأزياء الإماراتية فريال البستكي، أن دخولها عالم تصميم الأزياء كان مصادفة بحتة، موضحة: «كنت فنانة أحب الرسم وتصميم ديكور المنزل فانجذبت لتصميم الأزياء، ولكن كمهنة بدأتها من عام 2004 وسرت خطوة بخطوة، وأقمت عروض أزياء خارجية، في بروكسل ولندن، إضافة إلى العروض المحلية بمختلف أرجاء دولة الإمارات. درست المحاسبة وهو ما ساعدني كثيراً في إدارة شركتي، كما أنني أهوى الفن والرسم والقراءة والطبخ».