يحمل الطفل السعودي متعب عبد العزيز الحضيف (12 عاماً)، أصغر مصور في العالم العربي، الكاميرا بين يديه الصغيرتين، وعيناه اللامعتان تبحثان هنا وهناك عن إحدى اللقطات الجميلة لبعض الشخصيات البارزة، وأحياناً بعض المناظر الطبيعية أو الأماكن المميزة.

ذاع صيت متعب وهو في السادسة من عمره منذ بزوغ موهبته، وحصد الكثير من الجوائز والأوسمة، وبدلاً من أن يبحث عمن يصوّره، أصبح هو هدفاً للمصورين في الفعاليات التي يوجد فيها ليلتقطوا له الصور، مبهورين بموهبته الفنية وشغفه في عالم التصوير.

موسوعة جينيس
ازداد إصرار متعب على أن يصبح مصوراً مشهوراً وأن يحقق حلمه بالانضمام لموسوعة جينيس كأول وأصغر مصور في العالم العربي، بعد أن أطلق عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لقب «مصور الملوك»، فكان ذلك تكريماً وتشريفاً له في هذه السن المبكرة. ويقول: «بدأت موهبتي في التصوير منذ سن السادسة، وكنت شغوفاً بالتصوير من خلال الهاتف المحمول الخاص بوالدتي، التي كانت تسعد كثيراً وتشجعني على الاستمرار».
رغم موهبة متعب اللافتة، أصقلها بالتعلم من خلال حضور دورات تعليم أساسيات التصوير الاحترافي، ويؤكد أن تعلم التصوير والشغف به لم يشغله يوماً عن دراسته، بل زاده تصميماً لكي يتفوق ويحقق أحلامه. ويضيف: «من التكريمات التي حصلت عليها وأعتز بها جداً لقب (أصغر مصور فوتوغرافي في العالم العربي) من جامعة الدول العربية وذلك خلال إحدى الندوات التي صورتها في مدينة شرم الشيخ المصرية».

عشق الخيول
يعشق متعب إلى جانب التصوير، رياضة الفروسية، فدمج الموهبتين معاً وبدأ في تصوير الخيل، ويستذكر قائلاً: «عندما كنت في السادسة من عمري لم أستطع دخول مضمار الخيول لتصويرها، فكان الحل الوحيد هو أن ترفعني والدتي أعلى السور كي أتمكن من التصوير، وقد حالفني الحظ بأن أهداني أحد المسؤولين الحاضرين آنذاك كاميرا متطورة بدأت بها مشواري في عالم التصوير». وبمرور الوقت، ذاع صيت المصور الصغير وبدأت وسائل الإعلام في إجراء الكثير من اللقاءات الصحافية معه خاصة بعد أن التقط بعض الصور لخادم الحرمين الشريفين.

دروس في التصوير
لم يتوقف طموح متعب عند هذا الحد، بل استثمر موهبته ودراسته وشغفه في عالم التصوير، ويقول: «أقدم دورات تدريبية في التصوير للأطفال في الرياض، وأسعد كثيراً في زيادة عدد متابعيني على مواقع التواصل الاجتماعي يوماً تلو الآخر».
وعن أهم اللقطات والمواقف التي صادفته، يقول: «لا أنسى أجمل ذكرياتي عندما صورت فضيلة الشيخ السديس إمام الحرم المكي في رمضان، فدعاني للإفطار معه في صحن الكعبة، وكنت أصغر الموجودين على مائدة الطعام». ويضيف: «من المواقف الطريفة التي واجهتني عندما حضرت في منتدى الإعلام العربي في دبي هو مزاحمتي للمصورين الكبار لأتمكن من التقاط الصور».
أما عن أمنياته المقبلة، يقول «أمنيتي أن أدشن معرضاً أجمع فيه كل الصور التي التقطتها، كما أتمنى تصوير الأطفال في الدول التي تعاني الحروب والمجاعات، لأني مؤمن بأن كاميرتي لا بد أن تكون عيناً على الحقيقة لتنقلها للعالم بمنتهى الدقة والشفافية والمصداقية».