تنحدر الشاعرة والرسامة وأخصائية الإعلام، حمدة المر، من عائلة إماراتية تتنفس الشعر، هي صاحبة الديوان الشعري النبطي (خفايا خفوق) وناشطة في الأمسيات الشعرية المحلية والخليجية، وحصدت المركز الخامس في جائزة الملك عبد العزيز للأدب الشعبي (فرسان القصيد) 2019.

• شاركت في برنامج «فرسان القصيد»، كيف تقيمين تجربتك؟
هي أول تجربة لي مع البرامج التلفزيونية، وشرف لي أنا أتواجد كشاعرة في برنامج يحمل اسم الملك الراحل عبد العزيز، ورغبت في خوض هذه النوعية من البرامج لأكتشف نفسي أكثر، ووصلت للنهائيات حيث كان تقييم اللجنة %70 والجمهور 30%، وحققت المركز الخامس، وكنت الإماراتية الوحيدة في الحلقة النهائية.

• ولماذا لم تشتركي قبل ذلك في واحد من برنامجي «أمير الشعراء» أو «شاعر المليون»؟
من سوء حظي، ففي كل مرة يفوتني التسجيل في البرنامج وهو ما أعتبره غفلة وعدم انتباه، لكني سأكون حريصة على التواجد في المواسم المقبلة.
 
 مستوى الشاعرات
• ما خلفية تصريحك الذي نال انتشاراً كبيراً حول رعب الشعراء من الشاعرات؟
حالياً نعيش تطوراً سريعاً لمستوى الشاعرات، من حيث أدوات الشعر، ونوعية الأبيات المكتوبة التي اختلفت وأصبحت متميزة أكثر، ويعود السبب في ذلك إلى منصات التواصل الاجتماعي، حيث نلاحظ الشعراء في العادة يجتمعون بالديوانيات لمناقشة قصائدهم وإثرائها وتطويرها من خلال النقد، أما في الوقت الحالي فمجموعات «الواتساب» ومنتديات «السوشيال ميديا»، جعلتنا نمارس دور الناقد ونطور قصائدنا كشاعرات، وأصبحنا ننافس الرجال ونلاحظ تفرد بعض الشاعرات بالكتابة أفضل من الرجال، وما زلنا لهذا اليوم تحت وطأة الاتهام بأن شعر المرأة أضعف من الرجل، ولكن ما لاحظناه مؤخراً أن المرأة أصبحت تمتلك قلماً قوياً ترهب به الرجل.

• إنتاجك الشعري غزير ولكن قصيدة «الأربعين» لها خصوصية كبيرة، حيث تتطرقين بالحديث عن الرجل الخليجي و«العقال» والشعر الأبيض، لمن هذه القصيدة؟
هذه القصيدة أهديتها لزوجي، وللرجل بشكل عام عند بلوغه سن الـ40، فيشعر حينها بفقدان الجاذبية والشباب ويتوقع أنه فقد الأمور التي تجذب المرأة إليه، ولذلك كتبتها لزوجي لأشجعه في هذه المرحلة التي قد يفقد فيها بعض الرجال ثقتهم بأنفسهم، ويعيشون المراهقة المتأخرة، ودوري كزوجة وشاعرة أن أراضيه بأبيات أجعله في رونقه، وأنا شخصياً أجد لهذه المرحلة جاذبية عالية، لأن الرجل يصل فيها إلى مرحلة من الحكمة، وتشعر بتطور شخصيته وتجد المرأة فيه سنداً ومستشاراً، فهذا العمر جميل جداً، ويجب على كل النساء الاهتمام بأزواجهن في هذه المرحلة.

• ما القصيدة التي تحبينها ولم تأخذ حقها جماهيرياً؟
قصيدة «جنون بنية» تختصر مسيرتي كشاعرة محافظة، على الرغم من انفتاحي مع العالم ومرونتي، ولكن بذات الوقت لا أتجاوز حدودي الشرقية، هي أقرب قصيدة لي خاصة في بيت الشعر الذي أقول فيه: (أدخل حدود الساحة الشعبية/ ثوب الحياء غطى على فستاني)، بمعنى أنا فتاة خجولة مهما حاولت أن أبرز، ولا أحاول أن أصارع الشعراء فأنا في النهاية امرأة لي كياني وخصوصيتي ولا أخرج عن حدود المجتمع والعادات والتقاليد.

مبادرة

• بجانب تواجدك الشعري، قمت بتسويق مبادرة إعادة استخدام الكتب المستعملة، هل تشعرين بأن على الشاعرة أن يكون لها نشاط اجتماعي موازٍ للشعر؟
- الشاعرة هي مرآة المجتمع ويجب أن تعكس قضاياه واهتماماته، والقراءة من القضايا المهمة جداً في مجتمعنا وحث عليها قادتنا، ولديّ أبيات تقول: (لا يفوتك يوم وانت ما قريت.. تذبل أيامك قبل عمر الشباب/ لو تلف الأرض لو مهما سعيت.. القراءة تسكن كفوف السحاب/ يولد الشاعر متى ما قال بيت.. لكن المبدع مواليده الكتاب)، فالمبدع يجب أن يكون مثقفاً ومطلعاً وهذه الثقافة تنعكس في قصائده، وتجدها مسكوبة في أبياته، وهذا الأمر يميز الشاعر، فالشاعر المثقف ينتج قصيدة متميزة عن غيره ممن لا يقرأ حيث تجد ضحالة في قصائده.