على الرغم من حصولها على درجة الماجستير في هندسة البترول، إلا أن الاستشارية دلال الجناعي قررت أن تختار طريق التنمية البشرية والتخصص في مجال الاستشارات الحياتية والعلاقات الإنسانية، محاولة تحقيق أقصى حالات الانسجام بين الإنسان ونفسه، فقامت بتأسيس برنامج «انسجام» لتحقيق التوازن بين العلاقات، والذي تطور إلى ورش عمل وديوانية شهرية وتسجيلات صوتية لرفع الوعي لدى المرأة والوصول بها إلى بر السعادة.

* لماذا وجهت طاقاتك بالتحديد للمرأة؟
لأن المرأة محور الحياة ونحن في مجتمعاتنا العربية ورثنا العديد من المعتقدات والمفاهيم المغلوطة، سواء عن النساء أو الرجال، ولأني امرأة أجد أنني أكثر فهماً لها ولتفاصيلها ونفسيتها، لذا أحاول تقديم الاستشارات لتعيد ترتيب حياتها وتستعيد ثقتها بنفسها، وتصحح تلك المفاهيم الخاطئة لتصبح أكثر سعادة وتصل إلى ما تريد.

مفاتيح
* ما مفتاح وصول المرأة للسعادة؟
حين تعرف المرأة كيف تحب نفسها وتقدر ذاتها بالشكل الصحيح سوف تصل للسعادة. فحياتنا عبارة عن مجموعة من العلاقات، ولكي ننجح في كل علاقتنا الإنسانية، يجب أولاً أن نبني علاقة صحيحة ومتزنة وقوية مع ذواتنا، وبالتالي نستطيع تكوين علاقات ناجحة مع الآخرين.

* كيف تحب المرأة نفسها من دون أنانية؟
بأن تبني ثقتها بنفسها وتتقبل ذاتها بكل ما فيها من مميزات وعيوب، فيكون حوارها مع ذاتها جميلاً ولطيفاً، وتؤمن بأنها جميلة قلباً وقالباً وأنها إنسانه مميزة تهتم بصحتها، وتحاول في الوقت ذاته أن تكون لها أولوية لنفسها في حياتها، فتخصص وقتاً يومياً لنفسها لتهتم بذاتها وتنميها، وتعمل دوماً على تطوير ذاتها للأفضل، وأن يكون مصدر سعادتها ذاتياً ولا تنتظر حصولها على السعادة من مصدر خارجي.

* ما حاجتها في هذه الحالة لبناء علاقات مع الآخرين؟
حين ننادي بأن تحب المرأة نفسها بشكل صحيح وتقدر ذاتها، فهذا لا يعني أنها في غنى عن الآخرين، لأن جزءاً من هذه السعادة والاتزان يكتمل بعلاقاتها الجيدة مع من حولها.

حب الذات
* لكن لماذا يكره الناس مفهوم حب الذات؟
هذا نتيجة لفهم خاطئ بني على موروثات ومعتقدات خاطئة، فلقد تعلمنا أن نربط بين الحب والتضحية والبذل والإيثار، وأن هذا هو الأساس الذي يجب أن تبنى عليه العلاقات وهذا غير صحيح، فنحن مطالبون أولاً بأن نعتني بأنفسنا ونحبها، ومن ثم سوف نعرف كيف نحب الآخرين لنكون علاقات متوازنة معهم.

 * ما حدود التضحية حتى لا يصل الشخص للاستغلال أو الندم؟
لا بد أن يعرف الإنسان نفسه قيمه ومعتقداته وهدفه من كل علاقة، حتى يستطيع الشخص رسم حدود للتضحية، ففي بعض العلاقات حين تتفوق العاطفة والحب على العقل تتعدى التضحية الحدود، وتعطي فرصة للوصول للاستغلال. فحين يعرف الإنسان ذاته، سوف يعرف متى يضحي ولمن يضحي بالدرجة الصحيحة، وفي المقابل هناك بعض الأشخاص يضعون حدوداً مبالغاً فيها بشأن التضحية أيضاً، تؤثر في العلاقة وقد تفسدها تماماً وهذا بسبب تألم أو جروح وتجارب سلبية تعرضوا لها في الماضي. 

* هل الحب يمكن أن يكون ثمناً للتضحية؟
الحب الحقيقي لا يكون مشروطاً، فحين نضع الحب ثمناً للتضحية من دون أن يكون هناك تقدير حقيقي، لا يمكن أن يكون هذا حباً بل تظاهر بالحب، والشخص الذي يضحي وهو يضع في باله أنه سوف يحصل على الحب مقابل تضحيته، بالتأكيد لديه خلل في ثقته بنفسه وتقديره لذاته.

توازن
ترى الاستشارية دلال الجناعي أنه لا بد أن تتعرف المرأة إلى ذاتها، للوصول للتوازن في حياتها، موضحة: «التضحية درجات وأنواع، كما يجب التمييز على مستوى الأشخاص الذين نقدم لهم التضحية، فحتى تكون العلاقة متوازنة يجب أن يكون طرفاها رابحين أو ما نطلق عليه win-win situations».