قرر شاب خوض تجربة علمية، تمثل محاكاة للأعراض التي يعانيها المصابون بمرض «ألزهايمر»، ليختبر التجربة الحقيقية التي يمر بها المرضى، ولكي يشعر بمعاناة والدته التي لم يستطع عليها صبراً وهي لا تستجيب لتعامله معها، بل كان ينفعل عندما يطلب منها شيئاً لا تستطيع القيام به أو الامتناع عن اتباع التعليمات وبالذات لسلامتها، وكان يشعر بالاستياء لأنها تحتاج إلى رقابة دائمة وإلا فقد تضر نفسها، وكان يريد بشغف أن يعرف ماذا يجول بداخلها طيلة الوقت؟ ولماذا أصبحت تخاف من كل شيء كطفل تعرض سابقاً للعنف، والأكثر إيلاماً لماذا لا تتذكره.

تجربة
كانت التجربة التي تهدف إلى وضع الشخص في الحالة نفسها، لكي تساعده على معرفة واقع الشخص المصاب بـ«ألزهايمر» وتفسير الأعراض المؤلمة التي يعيشها.
تطوع مع الشاب مذيعة مهتمة بالقضية، ولم تتعدَّ التجربة 12 دقيقة زمنياً، فارتديا نظارة بعدسة معتمة وفيها بقعة صفراء الجلوكوما، وقد رُبطت أصابع أيديهما بشكل عشوائي، كما ارتديا قفازين لا تنثني فيهما أصابع اليد بسهولة، كما وُضعت مادة في الحذاء، حتى لا يشعرا بالراحة أثناء السير، كما وضعت سماعة تصدر منها ضجة الضوضاء، وكل تلك الأشياء وصفت من بعض المصابين بـ«ألزهايمر». وطلب منهم أداء خمس مهام خلال 12 دقيقة فقط، على أن يتم تصوير التجربة، بهدف المقارنة بين سلوكياتهما وسلوكيات والدة الشاب.

الخلاصة: كانت تجربة أشعرتهم بالذعر والعصبية والانفعال والإزعاج، وكما وصفها الشاب هي حالة من الجنون، بينما بكت المذيعة وهي تعبر عن وضع وصفته بالظلم والصدمة والشعور بالارتباك.
 
داء
«ألزهايمر» داء يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته على التركيز والتعلم، وقد يتطور ليحدث تغيرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالة من حالات الجنون المؤقت. ولا يوجد حتى الآن علاج لهذا المرض الخطير إلا أن الأبحاث في هذا المجال تتقدم من عام إلى آخر. كما أثبتت الأبحاث أن العناية بالمريض والوقوف بجانبه تؤدي إلى أفضل النتائج مع الأدوية المتاحة. والداء مسمى على اسم العالم الألماني وطبيب الأعصاب أوليس ألزهايمر الذي وصفه، بعد أن زارته في عام 1901 بمدينة فرانكفورت إحدى المريضات، وتدعى أوجستا ديتير، كانت في الـ50 من عمرها، لكنها لا تتذكر تفاصيل حياتها وكانت شاحبة ومنفعلة وعصبية وعدوانية، وكان بعض الأطباء يتوقعون أنها تعاني اضطراب جنون العظمة، وصف لها الطبيب العديد من الأدوية والمضادات الحيوية، ولكن للأسف لم تتحسن بل ساءت حالتها إلى أن توفيت في عام 1906. وأخذ أوليس دماغ أوجستا لتشريحه ومعرفة أسباب المرض، حيث اكتشف أنه أصغر من المخ الطبيعي ومنكمش ويحتوي على الكثير من الفجوات، ولكن في الوقت نفسه منتفخ، ومن الواضح أنه غير طبيعي.

تصرف للمصابين بـ«ألزهايمر» الأدوية والرعاية الصحية، ولكن حتى الآن لم يستدل على الأسباب أو العلاج الفعلي، ومن المتوقع أن يزيد عدد المصابين بـ«ألزهايمر» ليصل إلى 150 مليون شخص عام 2050 بمعنى أدق، إما أن تكون مصاباً بـ«ألزهايمر» أو من ترعى مصاباً. والكثير من الأشخاص ومنهم أطباء يتعاملون مع «ألزهايمر» بأنه مرض الشيخوخة، وهذا غير صحيح بدليل أنه بدأ يصيب صغار السن في عمر 30 و35 لأسباب جينية أو أسباب غير معروفة.

استشارة

* تغيرت أمي فجأة، لم تعد كالسابق، وبدأت تنسى كثيراً وأحياناً تغيرت معظم عاداتها اليومية.. هل هو «ألزهايمر»؟
- هناك دواء يصرفه الطبيب النفسي يطيل المرحلة الأولى، وينشط بعض أجزاء الدماغ، وبالتالي يؤخر تطور وتدهور العمليات العقلية كالتذكر، كما أن هناك دراسة تؤكد أهمية زيت جوز الهند والأهم «الحب».