انقلبت حياة الشابة المصرية مها نور، خريجة كلية التجارة في جامعة القاهرة، رأساً على عقب حينما اكتشفت أنها مصابة بسرطان الثدي وأنها بحاجة لإجراء جراحة عاجلة، فواجهت المرض بشجاعة وتغلبت عليه بثبات وتحدته، واستطاعت أن تتخطى الآلام المبرحة النفسية والجسدية التي مرت بها، لتتحول من ربة بيت بسيطة إلى واحدة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين فيها، بعد أن أطلقت العديد من المبادرات الاجتماعية والإنسانية لدعم أبطال السرطان ومساندتهم لتخطي محنهم.

انقلبت حياة الشابة المصرية مها نور، خريجة كلية التجارة في جامعة القاهرة، رأساً على عقب حينما اكتشفت أنها مصابة بسرطان الثدي وأنها بحاجة لإجراء جراحة عاجلة، فواجهت المرض بشجاعة وتغلبت عليه بثبات وتحدته، واستطاعت أن تتخطى الآلام المبرحة النفسية والجسدية التي مرت بها، لتتحول من ربة بيت بسيطة إلى واحدة من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي والمؤثرين فيها، بعد أن أطلقت العديد من المبادرات الاجتماعية والإنسانية لدعم أبطال السرطان ومساندتهم لتخطي محنهم.

شبح إنسان
تقول مها عن ذكرياتها: «عندما علمت بمرضي لم أشعر باليأس لحظة، لكن ما آلمني كثيراً تساقط شعري، إذ صرت كلما نظرت في المرآة وجدت شبح إنسان آخر لم أعرفه من قبل، لكن بسبب إيماني الشديد كنت أقول لنفسي دائماً.. سقط شعري لكن عقلي لا يزال بخير». وتسترسل مها عن اللحظة التي قررت فيها القيام برد فعل تجاه مرضها، بالقول: «قررت في ذلك اليوم أن أختار أحد الطريقين، إما الاستسلام لليأس والموت البطيء، خاصة بعد الكلمات السلبية التي قالها لي أحد الأطباء (أنت الآن أنثى في بطاقة الهوية فقط)، أو أن أرفض ذلك وأبدأ بتغيير حياتي للأفضل، فقررت أن أثبت لنفسي أولاً ولجميع من حولي أنني أنثى وما أمُر به مجرد محنة سوف أتجاوزها، وكانت نقطة البداية».

منصة تفاعلية
الأمل يولد دائماً من رحم المعاناة، هذه المقولة اتخذتها مها منهجاً لتسير عليه في الحياة، وتقول عن بداية انطلاقها وتغيير مسار حياتها تماماً: «قبل مروري بمحنة المرض كنت ربة منزل عادية، وأقصى إنجازاتي هي الأعمال المنزلية اليومية، إلى أن علمت بإصابتي بالسرطان، وعندما شعرت بأنني على مشارف الوقوع في جب اليأس، دعمني زوجي كثيراً لأتخطى هذه المحنة بنجاح، فبدأت بإنشاء مجلة إلكترونية «مجلة سحر الحياة» التي أصبحت فيما بعد مدونة تفاعلية للنساء لمساعدتهن على إيصال أصواتهن ومواهبهن للعالم من خلالها، وتطورت المجلة وأصبحت منصة للجميع، الرجال والنساء والأطفال لتناقش موضوعات متنوعة، واستطعت من خلالها نسيان محنتي وما أمر به من آلام».

مضاعفات خطيرة
المحطة التالية من حياة مها نور، كانت مبادرة «ذراعي خط أحمر»، التي أطلقتها من خلال منصة «الفيسبوك» والتي تهدف من خلالها إلى حماية السيدات المصابات بسرطان الثدي من التعامل الطبي الخاطئ للذراعين عند سحب الدم أو إدخال الأدوية، نظراً إلى إزالة الغدد الليمفاوية، والتي بدورها تسبب مضاعفات خطيرة، حال التعامل معها بطريقة غير سليمة قد تصل إلى حد بتر الذراع، فابتكرت إسوارة مدوناً عليها (ذراعي خط أحمر) بعدة لغات، وتضم الإسوارة فلاشة تحتوي على كل البيانات الخاصة بالمريضةوحصلت على براءة اختراع من أكاديمية البحث العلمي.

شحنات إيجابية
لم تكتفِ مها بهذه المبادرة، بل أطلقت مبادرة أخرى حملت عنوان «بالفن نهزم السرطان» تقول عنها: «تهدف المبادرة إلى مساعدة المصابات بسرطان الثدي للتخلص من أي شحنات سلبية من خلال الفن، فقدمت لهن، ورش عمل سواء في مجال الرسم أو الموسيقى والأشغال اليدوية، برعاية الكثير من مشاهير الفنانين والفنانات في مجال الإذاعة والتلفزيون».

تجميد البويضات
شعرت مها نور بأهمية الإنجاب، خاصة بعدما حرمت منه بعد تعافيها من السرطان، وعلى الرغم من إنجابها ولدين قبل إصابتها بالمرض، فأطلقت مبادرة «تجميد البويضات والحيوانات المنوية لمرضى السرطان»، بهدف تجميد البويضات حتى لا يحرم مريض السرطان من الإنجاب عقب الشفاء، وتوضح: «تجميد البويضات للنساء وتجميد الحيوانات المنوية للرجال، الهدف منه عدم الحرمان من الإنجاب في المستقبل، لا سيما أن مريض السرطان في الغالب لا يستطيع الإنجاب ثانية بعد التعافي من المرض».

التمسك بالأمل
بعد عبور المحنة تقدم مها نور نصيحة لكل نساء العالم بعدم الاستسلام لمرض السرطان مهما كان، وأن يتشبثن بالأمل ويحاولن قدر المستطاع الابتعاد عن التوتر والحزن، لأن تلك الأمور تضعف المناعة وتساعد على تحفيز الأمراض السرطانية في الجسم، منوهةً بأن التمسك بالعادات الغذائية السليمة وممارسة الرياضة والابتعاد عن الأمور السلبية تجعل الإنسان يعيش حياة إيجابية خالية من المرض.