ربما تمر علاقتك بشريك حياتك بلحظات صمت أو فتور، أو مشاكل تُبقي أثراً كبيراً في نفسيكما، فيعرض كل منكما عن الآخر، وتزداد الفرقة بينكما، لكن برغم كل ما تمر به علاقتكما، عليك أن تتكلمي يومياً معه في مواضيع تقرب بينكما، وتفتحي مجالاً للحديث عن مشاعركما، فتصفو النفوس ويعود الود بينكما، وتسري المحبة في شريان علاقتكما.  يرى علماء الاجتماع أن التحدث مع الشريك يزيد من فرص التفاهم، ويجعل نوعية الحياة أفضل وأسهل، وحددوا أربعة موضوعات يجب التحدث فيها يومياً لتكون العلاقة على ما يرام، وهي:

1  الأحلام والأهداف
ما يزيد من اندماجك وربط علاقتك أكثر بشريكك، الحديث عن الأهداف والأحلام والمشاريع المستقبلية لكما معاً، وسواء كانت هذه الأهداف صغيرة، مثل تغيير موضع مقاعد غرفة الاستقبال، أو كبيرة، مثل شراء بيت وتأسيسه، كذلك لو كانت أهدافاً عملية، ترغبين في تحقيقها كترقية في عملك، أو تنمية مهارة أو هوية تحبينها.. إلخ، أو أهدافاً شخصية، مثل أنك تنوين تخفيض وزنك، أو الذهاب إلى صالة رياضية، أو شراء فستان سهرة. إن مثل هذا الحديث يخلق جواً من المشاركة، ويجعل تحقيق هذه الأهداف أسهل، كما أنه يجعلكما ملتزمين بها بصورة أكبر، وذلك بحسب دراسة أجريت في النمسا عام 2005، حول مدى تحقق الأهداف إذا تحدث الشريكان فيها معاً.

2  أسئلة صحية
في كل يوم تستيقظين فيه يجب عليك السؤال عن صحة شريكك، وسؤاله هل نام جيداً، هل يواجه مشاكل صحية؟ هل يشعر بالتعب أو الإرهاق أو الألم؟ فهذه الأسئلة من أسباب تقوية العلاقة بينك وبين شريكك، فهي تدل على مدى اهتمامك بكل تفاصيل حياته، وهي طريقة جيدة للتعبير عن حبك وحرصك على سلامته. كذلك في لحظات المرض التي يشعر فيها كل شخص بأنه ضعيف، ويحتاج إلى يد حنونة تشعر به، وتحس بألمه، فلتكن يدك، كوني بجانبه وقت مرضه، وفي زيارة الطبيب، أو المبيت في المستشفى معه إذا استدعى الأمر.

3  اللحظات المميزة
ربما تتحدثين باستفاضة عن مواقف صعبة مررت بها خلال اليوم، مع شريكك، وتشرحين كم الغضب والقلق والتوتر الذي سببته لك هذه المواقف، وقليلاً ما تتحدثين عن مواقف صغيرة مضحكة، أو مميزة حدثت لك خلال اليوم، ينصح علماء الاجتماع الشريكين بأن يتحدثا عن مواقف سعيدة، وطريفة مرت بهما لإدخال البهجة والسرور في علاقتهما، ويرى علماء النفس أن العلاقة الناجحة بين الشريكين هي التي يتحدث فيها الاثنان عن المواقف الصعبة التي مرت بهما، وفي الوقت نفسه يتحدثان عن المواقف المثيرة والمضحكة، وحبذا مشاركة الأطفال في ذلك الحديث.

4  أهمية الشريك
يرى المحللون الاجتماعيون أن المشاكل والضغوط اليومية بين الشريكين تسببان التوتر في العلاقة، وتفتحان الطريق لكثير من المشاكل أن تظهر، مما يجعل الشريكين بعيدين عن التعبير عن مشاعر الحب التي يكنها كل منهما للآخر، فتصبح حياتهما جافة، خالية من العواطف والمشاعر، الأمر الذي يجعل الحياة جحيماً لا يطاق، ومن أفضل الحلول لخلق جو من المحبة تحدثك مع شريكك في إبراز دوره المهم في حياتك، ومدى حبك وتقديرك له، ومدى إحساسك بما يقدمه لك وللأسرة، ولا تنتظري منه أن يعبر لك هو عن أهميتك في حياته (رغم أن ذلك مطلوب)، لكن تبعاً لإحصاءات علم الاجتماع أن نسبة 80% من الرجال يعتبرون أن توفيرهم حياة كريمة لأسرهم وزوجاتهم هو أعظم دليل على الحب، فهم يقدمون الحب على شكل أفعال، ولا يجيدون التحدث عن مشاعرهم، بينما تستطيع المرأة الحديث عن مشاعرها بكل سهولة.

عادة يومية
عليك أن تتحدثي في هذه الموضوعات وغيرها، مع شريكك، فهي ستضيف نكهة إلى حياتك، وسوف تجعل علاقتكما أكثر اتزاناً، وسعادة، لذلك اجعلي منها عادة يومية، وحددي أوقاتاً معينة ومناسبة لكل منكما للتحدث بحرية وراحة، بعيداً عن التوتر، ربما تجدين صعوبة في بداية الأمر من تجاوب شريكك معك في الحديث، لكن ستكونين حققت هدفاً لو شاركك في موضوع واحد على الأقل كبداية، ومن ثم سيتعود شيئاً فشيئاً على التعبير عن نفسه وأحلامه، ولن يتحرج في أن يخبرك أو يشاركك مواقف صغيرة أو كبيرة حدثت معه.