تقول الكاتبة أحلام بشارات: «ما يميزنا عن بعض.. هو أن لا أحد منا يكرر الآخر»، فهي التي تواظب السير، كصوفية، لسنوات طويلة حافية فوق سخونة التراب، تعلمت الكتابة من تعداد النمش في وجهها وعطش الليل على جبينها، من الشمس التي عرفت كيف تنظر إليها وتحكي لها الأحلام، وتكتبها في قصص الأطفال وبعد هي في أعمارهم. فهي الكاتبة التي تقيم في الذكريات وتكتب الشعر والقصص القصيرة والروايات، واسمها الحركي «فراشة».

• لماذا الكتابة للأطفال بالتحديد؟ وأي عالم ترسمينه لهم؟
لأنّ الأطفال أكثر تسامحاً وأكثر حرية وتلقائية، ولأني أشبههم في كثير من صفاتهم، ويشبهونني في كثير من حرجي. أنوي أن أرسم لهم الشمس والحديث عنها ليس موضوعاً سهلاً، وقد يستنزف حياة كاملة لإنسان، ثم يأتي إنسان آخر ليكملها. أريد أن أرسم الكائنات التي لا تنتهي حولنا وبيننا وفي داخلنا، والأفكار، والعواطف، والنجوم، والزخارف.

 حظ الكلمات
• تأتي رواية «مصنع الذكريات» بعد سلسلة من مؤلفات تتضمن قصصاً قصيرة، مما سبب هذا التوجه إلى كتابة الرواية، أليست مخاطرة مع صغار قد يملون قراءة المطولات؟
على العكس، إن الاستمرار في السرد مغامرة باهرة. لقد أتاحت لي الرواية أن أسير مع رغبتي في الحديث الجميل الذي أتقنه ويحبه أصدقائي. ولكن يوجعني أمران، الأول هو أن يعتبر البعض انحيازي لرواية اليافعين يضيع عليّ فرصة كتابة رواية للكبار، والثاني هو اعتبار الأمر مخاطرة مع الصغار. الكتابة ليست فعل إرضاء، علما بأنني أستمتع بها، ولولا هذه المتعة لما فسرت هذه الحياة لنفسي الصغيرة، فأنا اخترت الكتابة للأطفال واليافعين لأنه مسلٍّ ومبهج أن تصعد جبال الحياة وتهبط في وديانها ويدك في يد طفل.

• هل تعتبرين أنك وصلت إلى الطفل بالصورة التي أردتها؟
قبل أيام وصلتني رسالة من شابّة في العشرينات، قالت إنها قرأت قصة «اسمي الحركي فراشة» أول صدورها في عام 2009، وأنها ما زالت تحفظ منها مقاطع بأكملها، وأنّها كانت رفيقتها في مراهقتها، وساعدتها كثيراً في مواقف صعبة في تلك المرحلة، وصارت الآن وهي تصعد على درج الشباب، جزءاً مهماً من ذكرياتها عن حياتها في طفولتها. فهل هكذا أكون وصلت للطفل أم بعد؟

الجوائز للاستمرار
• حصلت على جوائز وتكريمات عدة، ماذا يعني أن يحصل الروائي على جوائز كثيرة؟ 
الكتّاب في حاجة إلى الدعم للتفرغ لمشاريعهم والتفكير بعيداً عن تشويش الحياة المروّع. لو كانت هناك جائزة تعطيني رفاهية القبض على وقتي، تحديداً وقت الصباح، للكسل وشرب القهوة، وإنقاذ الكلمات التي لا تصحو أبداً مهما هززتها من كتفيها. أريد وقتاً لتقشير الكلام عن جلدي، ولا يوجد إلى الآن دكان واحد لبيع الفراغ، ولا جائزة لدعمه.

• هل من جائزة حصلت عليها وتعني لك أكثر من غيرها؟
أعجبني جداً وجود روايتين لي «اسمي الحركي فراشة»، و«أشجار للناس الغائبين»، على قائمة جائزة الاتصالات الإماراتية عام 2013. ورغم أن أياً من الروايتين لم يفز، وكنت فيهما أدافع عن كتابة لا تستخف بعقول اليافعين وتناقش أموراً تهمهم، حتى لو لم تعجب الكبار، لم أكن أعلم بأن الناشر أرسلهما للمنافسة، فكان الخبر مفاجئاً وإشارة عظيمة لي، لأستمر في الكتابة لليافعين.