نشاط فني ملحوظ يعيشه «زعيم الأغنية السعودية» راشد الماجد، حتى بدا وكأنه أعلن حالة الطوارئ في مشوار رحلته المقبلة. وإذا كان بعض النجوم عندما يتجاوزون سن الـ50 يهدؤون ويخففون سرعتهم، إما حرصاً أو كسلاً، يفعل راشد الماجد العكس ليثبت شبابه المتجدد وأن قلبه لا يزال أخضر يتوق لأي عطاء ونجاح، فوقّع اتفاقية مع «روتانا»، وقدم ثماني أغانٍ وطنية في حفله بمناسبة «اليوم الوطني السعودي 89»، وأحيا بالمناسبة حفلاً هو الأول له في القصيم شاركته فيه المطربة بلقيس، وبدأ بتسجيل أغاني أسطوانته الجديدة، ومن باب تصالحه مع نفسه كشف الاكتئاب النفسي الذي أصابه وكيف تغلب عليه.

• عدت بقوة للساحة حيث الأغاني والمشاركات الفنية والحضور عبر «السوشيال ميديا»، ومؤخراً احتفلت بتعاقدك مع «روتانا»، وكان لك تواجد في حفلات «اليوم الوطني السعودي 89». ما سر هذا النشاط؟
سعيد جداً بالتغيرات التي تحدث في وطني، وبصراحة الانفتاح الحاصل لدينا في المملكة العربية السعودية فتح نفسي على الغناء. وببساطة، أنا اليوم غير لأن بلدي السعودية غير، فنحن نعيش في أجمل عهد للرقي والانفتاح الطامح لأروع مستقبل في ظل «رؤية 2030» الحكيمة.

علمتني الحياة
• جميلة هذه الروح التفاؤلية التي نقرؤها بين السطور في إجابتك..
(مقاطعاً): علمتني الحياة أن أكون متفائلاً في كل الأحوال، لأن التفاؤل يمنح صاحبه طاقة إيجابية. وقد تعلمت هذا من نفسي، ففي السنوات الثلاث الماضية أصبت بحالة اكتئاب نفسي أحبطتني وقادتني إلى الانعزال.. فلم أكن أرغب في مشاهدة أو التحدث مع أحد، وتاهت بي الأفكار بين هنا وهناك، لكني خرجت منها وعالجت نفسي بنفسي، وأخذت أسترجع حالي بالقراءة والتفكر في الكون والتأمل في قدرة الخالق، واليقين أن كل إنسان مصاب، وأن علينا أن نعقلها ونتوكل ونتفاءل بأن كل ما يصيبنا هو خير.

• هذه الروح الجديدة لديك هل تنقلك من حقبة إلى حقبة، ومن مرحلة التفكير إلى التغيير؟
هذا صحيح وخاصة في هذا الوقت. وفي عام 2020 سنسعى موسيقياً إلى أن تكون لدينا مواهب جديدة تغذي الأغنية السعودية وهو ما أشتغل عليه، فنحن المطربين المتواجدين في الساحة، لنا سنوات نغني ونحظى بالمكاسب على صعيد المشاركات في جميع الحفلات والمناسبات، وأعتقد أننا «شبعنا» فنياً ومادياً، لذا واجب علينا الأخذ بيد الجيل القادم وأن نقدّم مواهب جديدة تغذي الأغنية السعودية.

سأحدث تغييراً
• كلامك يحمل مؤشراً إلى أن لديك طاقة وتفاؤلاً أنت قادر من خلالهما أن تحدث تغييراً في الساحة الغنائية الفترة المقبلة؟
«لازم أحدث تغيير»، وإلا لما قبلت النزول للملعب من جديد. في رأسي أفكار عدة أود تقديمها منها ما سأقترحه على شركة الإنتاج، ومنها ما سأعرضه على إخواني الفنانين كي يكون لنا موقف وتوجه واحد.

• بعد تعاقدكما قال الرئيس التنفيذي لـ«روتانا» سالم الهندي: «راشد الماجد إضافة لنا ونحن إضافة له»، هل تشعر بهذا؟
أتمنى ذلك، وسأسعى إلى أن يحمل تعاقدنا فائدة للجمهور الذي سنذهب ونغني له في كل منطقة داخل المملكة لاسيما أن الفعاليات كثيرة، وأتمنى أن أنجح في رهاني هذا لأني حقاً أملك رؤية فنية.

• ما هي؟
اتفقت مع سالم الهندي على عمل لجنة للمواهب الجديدة، نمد لهم أيدينا ونعطيهم من خبرتنا ونصقل مواهبهم، فالساحة تحتاج، والسعودية بها فن من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال، وأحس بأني مع «روتانا» سنحدث بصمة كما فعلت بصمات سابقاً مع الشركات التي تعاونت معها.

قيمة الصفقة
•البعض يستغرب انضمامك إلى «روتانا» في هذا التوقيت، فهل تعتقد أن هذه الخطوة جاءت متأخرة؟
من فترة طويلة كانوا راغبين أن نتعاقد معاً، وكنت أؤجل الخطوة، ومضت السنون حتى شعرت بأنه آن الأوان كي أنضم اليهم، فوقعنا عقداً مدته ثلاث أسطوانات سيتولون إنتاجها لي، ثم إن اللاعب الهدّاف ينتقل من نادٍ إلى آخر بحثاً عن زيادة في الخبرة، وكي يفيد ويستفيد، وأنا هدّاف لديّ الرغبة في تسجيل أهداف جديدة.

• أيضاً، انتقال اللاعب الهداف من نادٍ إلى آخر يعتمد على العرض المادي، ويقال إن قيمة الصفقة بلغت رقماً يسيل له اللعاب؟   
المسألة ليست مادية أو كما يحب البعض أن يصفها بالصفقة التي يسيل لها اللعاب، لأني «شبعان» والكل يعرف هذا، بل الأمر مشروع فني به إضافة لي ولهم وللفن السعودي. 
فتعاقدي لن يقتصر فقط على إنتاج ثلاثة ألبومات، وعلى مسألة مشاركتي في الحفلات والمهرجانات، وتوليهم إدارة أعمالي، واستثمارهم (كتالوجات) جميع أغاني ألبوماتي السابقة ، بل له هدف أكبر أسعى لتحقيقه، إذ مع «رؤية 2030»، والانفتاح الذي حصل في المملكة على صعيد الحفلات والاحتفالات، وما تقدمه «الهيئة العامة للترفيه»، كل هذا فتح لنا مجالات كبيرة كنّا محرومين منها، ويحفزنا أن نكون على قدر المسؤولية.

إبداع فريق
• بعد التعاقد، زرت الأمير الوليد بن طلال الذي رحب بك مؤكداً أن «روتانا» هي بيتك..
(مقاطعاً): كانت كلماته جميلة كالعادة، وهو داعم لهذا التعاقد من زمن، ويجب ألا ننسى كيف احتضن الوليد المطربين منذ نهاية التسعينات وحتى الآن، وكان كريماً وداعماً للفنانين مادياً ومعنوياً.

• هل تعتقد أن تعاقدك مع «روتانا» سيحفز زملاءك في الشركة، على المزيد من الإبداع خاصة وهم يرون لاعباً مخضرماً وهدافاً قد انضم للفريق؟
طبعا سيقوى الفريق والجميع سينشطون، وأنا لم أنضم لروتانا كي أنافسهم، بل كي أكملهم.

• في ظل الانفتاح الذي تعيشه المملكة، ما نصيحتك للشباب، سواء في مجال الغناء أو المجالات الأخرى؟ 
أتمنى من كل شاب وفتاة سعودية أن يتحركوا، وكل واحد لديه موهبة أياً كانت أن ينميها ويبدأ يتحرك لإبرازها، لأن توجه «رؤية 2030» والحكومة هو أننا جميعاً علينا أن نضع أيدينا بأيدي بعض في كل المجالات، ولأن مجالي فني عليّ أنا وزملائي أن نبدع كي نثبت لقادتنا ولمن أتاح لنا هذه الفرص أننا نستحقها، ونفاجئهم بالأجمل. 

«راشد  2020 »  و«موسم الرياض»
كشف راشد الماجد عن أن أسطوانته الجديدة ستصدر مطلع عام 2020، وستتضمن أعمالاً كان يحتفظ بها إضافة إلى أفكار يتم تجهيزها، وقبل صدور الألبوم هناك أغانٍ سيطرحها «سنغل». أما على صعيد الحفلات، فقال راشد إن لديه حفلاً في «موسم الرياض» الذي ينطلق (من 11 أكتوبر حتى 15 ديسمبر 2019)، كما سيشارك في «مهرجان فبراير الكويت 2020»، ويتم التباحث معه لأجل مشروع ضخم في دبي، ومتشوق للقاء الجمهور المغربي والتونسي واللبناني الصيف المقبل من خلال المهرجانات التي تقام هناك.

راشد دياب
بعد أن صدرت لراشد الماجد الأسبوع الماضي أغنية جديدة بعنوان «أها»، من كلمات تركي آل الشيخ، وألحان عمرو مصطفى، غيّر فيها (بو طلال) ستايله الغنائي كلياً، أطل أحدهم عبر «السوشيال ميديا» منتقداً العمل ومطلقاً على الماجد وصف (راشد دياب)، معتبراً أنه يسير على خطى «الهضبة» عمرو دياب خاصة أن ملحنها قد لحن الكثير من أغاني دياب. ويقول راشد عن هذا الوصف: أنا من زمان معتاد النقد، فأغنية «مشكلني» عندما قدمتها وصورتها بالطريقة التي ظهرت بها، هاجموني وانتقدوني، لكن بعد ذلك أحدثت الأغنية نجاحاً مدوياً، وهذا ما سيحدث مع «أها».