هناك أحداث في حياتنا تضعنا في لحظة تماس مع الحقيقة، سواء كانت الحقيقة مريحة أم غير مريحة. أحداث كبيرة في العادة، من مثل موت عزيز، أو خسارة عمل، أو فقدان أموال، أو حتى معاصرة حرب ما. لا بل إن هذه الأحداث تعطينا وفي أحيان كثيرة إجابات عن أسئلة وجودية كانت دائماً محيرة لنا. أدركنا ذلك أم لم ندرك، ومن دون تلك الإجابات سنبقى ندور في حلقات مفرغة باحثين عن التوازن المفقود من دون العثور عليه.
بعد هذه الأحداث لا يعود واضحاً في أذهاننا ما هو مهم بالنسبة إلينا، وما يستحق أن نمضي أعمارنا الباقية بحثاً عنه. بمعنى آخر لا تعود لنا غاية في الحياة.. ما الذي ينقذنا إذاً؟ الجواب قصص الأمل. إنجاز عمل ما حتى النهاية يمنحنا أملاً في غد أفضل. تربية أبناء بشكل سليم تخفف ضبابية المستقبل عنا. بناء بيت جديد، حب جديد، جمع المال. حتى لو صغرت قصصنا التي نريد تحقيقها وأصبحت بحجم تعلم عزف البيانو أو تعلم السباحة، أو تخفيف معاناة شخص ما، مما يسمح دائماً لعقولنا بالبقاء مقتنعة بأن هناك قيمة لوجودنا. طبقات لا نهاية لها من قصص الأمل هي التي تصنع حياتنا. يجب أن تكون هناك أهمية لشيء ما، وإلا سنفقد الرغبة في مواصلة الحياة بعبثيتها. هذا إذا استثنينا مسألة الإيمان والتدين، لأنه معروف أن الأشخاص المتدينين «حقاً وليس مظهراً»، أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب وأقل عرضة للانتحار أيضاً. لكن ليس كل الناس متدينين ومؤمنين، لذلك، فإن القصص التي تجعل لحياة أي شخص معنى تختلف من واحد إلى آخر، وليس بالضرورة أن ترتبط بالإيمان أو القضاء والقدر.
«ليس الغضب أو الحزن نقيضاً للسعادة إذا كنت غاضباً أو حزيناً، فهذا يعني أنك ما زلت مبالياً بشيء من الأشياء، يعني هذا أنه لا يزال هناك شيء له أهمية بالنسبة إليك، ويعني هذا أنك ما زلت تملك أملاً». مارك مانسون