أنهى استشاري الجراحة التجميلية الدكتور مازن الجنابي دراسته في بلده الأم العراق، ثم أكمل تخصصه في بلجيكا وأميركا، ليأتي ويستقر في العاصمة الإماراتية أبوظبي. وعمله المتميز في طب التجميل لم يمنعه من التميز بمواهب أخرى، مثل إتقان العزف على آلة الجيتار وامتهان الفن التشكيلي بحرفية المزج بالريشة بين السريالية والواقعية، والحصول على شهادات أربع في التميز بفنه من منظمة اليونيسكو.

• متى بدأت الرسم؟
في سن صغيرة، وكانت رسوماتي عبارة عن نقل لشخصيات الأبطال الخارقين بأسلوب الـ comics (الكاريكاتور)، وفي عمر المراهقة تبلور شغفي بالرسم، فدرست عن منحوتات الإغريق، وغصت في عالم الفنانين الكبار مثل ليوناردو دا فينشي ومايكل أنجلو ورامبرانت وغيرهم.

خارج الإطار
• هل تتبنى أسلوب فنان ما في رسوماتك؟
أذكر أنني كنت معجباً برسومات الفنان الإسباني سلفادور دالي وكنت أرسم بأسلوبه، ولكن مع مرور الزمن والنضج الفني، وجدت نفسي أخرج من الإطار إلى المدرسة الواقعية والتعبيرية أو حتى الرومانسية، وإلى هذه اللحظة ما زلت أحاول تجربة أنماط مختلفة لأنني غير مقتنع بنمط واحد.

• لماذا يصعب عليك اختيار نمط فني واحد؟
تعلمنا أن الفن للفن، ويعني ذلك أن يفهم اللوحة التي نرسمها كل متفرج عليها أياً كانت مداركه الثقافية. للأسف دخل الفن التجريدي اليوم في أساس الفن للفن بحيث يُعتمد بالكامل في اللوحات، ما يصعب على الإنسان العادي فهمها في حين يراها النقاد عظيمة. لذا قررت أن أقف في الوسط وأجمع في لوحاتي المعنى والتشخيص وشيئاً من التجريد لإرضاء الناس والنقاد.

• هل يسمح لك الوقت، بما أنك طبيب ممارس، بالتفرغ للرسم؟
التفرغ الكلي للرسم صعب بسبب عملي طبيباً، ولكنني انطلاقاً من إيماني بأن الفن يجب أن يسخر لخدمة القضايا الرائدة في المجتمع، أقمت معرضاً كاملاً بعنوان «خيول الأغنية الحزينة» في أبوظبي في عام 2006 عن الحرب في العراق، وتعاملت مع هذه القضية برسم لوحات تنضوي على جمالية إيجابية معبرة مسخراً لها الفن التشكيلي المعاصر. كما أنني شاركت في ستة معارض أخرى، في الأردن وبغداد، ولديّ لوحات دائمة في معرض الفن العراقي المعاصر في بغداد.

مواهب
• ما حكاية موهبتك الموسيقية؟
منذ صغري أحب العزف على آلة الجيتار وفي زمننا لم تكن معاهد الموسيقى متوافرة كما هي الحال اليوم، فلجأت إلى صديق موسيقي ليعلمني، ومن ثم طورت نفسي بنفسي. لا أدعي أنني محترف بالعزف ولكن شغفي بالموسيقى جعلني أجتهد لأتقن العزف.

• ما الذي أخذك إلى مجال الطب وأنت مولع بالفنون؟
صحيح أنني مولع بالفنون ولكنني منذ الصف التوجيهي مولع بطب التجميل أيضاً. أراه مثل ورشة نحات، نجد فيها الغبار والإزميل والمطارق والأدوات الكثيرة، في الجوهر نتحدث عن عمل مضنٍّ وخشن، ولكنه ينتهي بتحف فنية جميلة. وهكذا العمل في التجميل، لا توقفني تفاصيل الدم والقطع والخياطة وغيرها، بل أتطلع إلى الجمال الذي أصنعه أخيراً.
 

• بين الطب والرسم والعزف، أين تستمتع أكثر؟
يمدني عزف الموسيقى بالهدوء والاسترخاء، ولكن الرسم هو الأقرب لي لأنني من خلاله أبتكر عملاً من الصفر وأبدع فيه، إن على صعيد الألوان أو النسب أو الفكرة بحد ذاتها. أما الطب فلا يمكن الاسترسال فيه لأنه يفرض شروطاً ومعايير عالمية، وهذا لا يعني أنني لا أرسم صورة جميلة للمرأة في خيالي، وأسعى إلى صناعتها في الواقع.

ثقافة وحس وخيال
يقول الدكتور مازن الجنابي عن الميزة الإضافية التي يتمتع بها كفنان وطبيب في آن واحد: «كوني فناناً قد أتمتع بأمور ثلاثة مهمة في عملي طبيباً، أولها ثقافتي في النسب الجمالية للجسم، إضافة إلى الحس الفني الذي يحفزني إلى التعامل مع المرأة بشكل مغاير عن غيري من الناس،وكذلك خيالي الواسع الذي يفتح أمامي خيارات استخدام تقنيات معينة في التجميل، للحصول على نتائج سبق أن رسمتها في ذهني».