من العراق إلى الأردن فتونس فبلجيكا، محطات نهل منها المؤثر على منصة الـ«يوتيوب»، لؤي ساهي الذي لديه مليونا متابع، فاختزن من الثقافتين العربية والأوروبية، ليكون شخصية ميالة إلى الحياة الاجتماعية.

دفعه حبه للإعلام والفنون أن ينال شهادة جامعية فيها، ويتخرج مديراً فنياً ويحجز مكانه في شركة إعلانية عملاقة في بلجيكا، إلا أن حلمه بدبي كان وراء قدومه إلى الإمارات، حيث تغيرت حياته.

طاقة إيجابية
في عام 2012 وصل ساهي إلى دبي، حيث تقيم عائلته واستقر فيها، بدأ عمله مديراً فنياً في إحدى الشركات المحلية، قبل أن ينتقل ليعمل مع والده في صياغة المجوهرات، إلا أن حبه للفن والإعلام وموهبته في صناعة المحتوى من إخراج إلى قصص إلى أفكار فكاهية، حفزه على توثيق حياته على الـ«يوتيوب»، وهي الخطوة التي غيرت حياته، حيث يقول: «لم أعتقد أن حياتي ستهم الآخرين وكنت أعتبرها عادية، ربما استمدوا الطاقة الإيجابية من القصص الصادقة التي أقدمها وتعلقوا بي، فأحببتهم بدوري ونشأت بيننا علاقة وطيدة».

صدفة
يعترف ساهي، الذي  يصل عدد من يشاهد أعماله أحياناً إلى مليونين و700 ألف شخص، بأن «الاتجاه إلى الـ«يوتيوب» لم يكن اختياري الشخصي، إنما حصل بالصدفة. فقد اعتدت وأنا في طريقي إلى مكتب والدي، أن أصور (سناب تشات) لأهلي وأصدقائي، ومواقف فكاهية ونظرتي الغريبة إلى الحياة، ويبدو أن أحد الفيديوهات حقق انتشاراً، لأجد بين ليلة وضحاها آلاف الناس يتبعونني. ولأن البعض يتعامل مع الفكاهي على أنه شخص فارغ، رأيت أن أبرهن على أن الشق الكوميدي في شخصيتي ليس كلها، ووجدت في الـ«يوتيوب» مخرجاً، وصرت بدل تصوير فيديو لا يتجاوز الـ15 ثانية، أنشر عبر منصتي فيديوهات تتجاوز مدة كل منها 12 أو 15 دقيقة عن مواهبي المتعددة، مثل: المطالعة والرسم، وأظهر أهمية العائلة ومبادئ الحياة».

شهرة غير مجانية
من جهة ثانية، وعلى الرغم من عدم توقع ساهي الشهرة الكبيرة التي وصل إليها، هو لا يخفي: «لطالما أحببت فكرة الشهرة وإثارة اهتمام الناس بأي عمل أنجزه، وكنت صغيراً أغمض عيني وأحلم بأن أكون لاعب كرة قدم مشهوراً». ويتحدث عن نهضة جيل كامل على الـ«يوتيوب»، مبرراً: «لم يعد يتابع عدد كبير من جيلنا الإعلام التقليدي لأن ما يبثه أو ينشره لا يشبهنا، في حين أنه يرى فيما أقدمه، لا سيما الشباب الذين هم في عمري، نفس الطموح والمشكلات الاجتماعية مما خلق نوعاً من الثقة بيني وبينهم».

أعمال خير
يتطرق ساهي إلى الأعمال الإنسانية والخيرية التي بدأ يتبناها، بعد تعليقات وصلته من المتابعين تكشف حقيقة عوزهم، ويقول: «أعيش في مدينة الأحلام حيث يتوافر لي كل ما أشتهيه، وهناك آخرون لديهم مواهب ومهارات لكنهم يفتقرون إلى الأدوات التي تصل بهم إلى حيث يريدون، فصار همي أن أساعدهم من خلال زرع فكرة إيجابية لتمكين أنفسهم. كما نفذت حملات كثيرة لجمع ملابس جديدة من متبرعين لمحتاجين في بعض الدول». وعن العمل الإنساني الأهم بالنسبة لساهي يضيف: «أهديت أول (فلوغينغ) في الشرق الأوسط، لفتاة مصابة بمرض السرطان، كان حلمها أن ترى دبي ولا تستطيع مغادرة فراشها. تسكعت في شوارع المدينة وصورت لها بكاميرتي أجمل ما فيها متمنياً لو رافقتني الجولة». ويكمل: «مجتمعنا لا يحتاج للتحفيز على العمل الإنساني فهو متقدم عن غيره من المجتمعات في هذا المجال، يكفي أن نساعده على إيجاد الوسائل لإتمام هذا العمل النبيل».

قصة الموهوبين
عن مستقبل «السوشيال ميديا» يرى ساهي: «ما دام هناك ناس لديهم قصص ممتعة وهادفة ويتمتعون بمصداقية، ولا ينشدون الربح المادي فحسب، سيحصلون على ملايين المتابعين وهي قصة كل الموهوبين في التاريخ، ولا فرق بيننا وبين الكاتب أو الشاعر أو الرسام». ويتابع: «طموحي الشخصي أن تظل رسالتي واضحة وتلامس قلوب الناس. قريباً أنتقل إلى وسيلة جديدة مختلفة هي كتابة الدراما والإخراج والتمثيل، لا باللغة العربية فقط بل بالفرنسية والإنجليزية، وهدفي أن أوصل صورة إيجابية عن العالم العربي للغرب».

مسلسل
كشف لؤي ساهي عن مسلسل تلفزيوني كوميدي بدأ بتصويره، مخرجه من إيطاليا وكاتبه من أستراليا، ويضم عدداً من الممثلين من الجيل الشاب ومن عدة بلدان، أما القصة فمقوماتها حسب تعبيره، «مليئة بالحب والفكاهة والرسائل الهادفة».