كيف للحب أن ينتهي؟ كيف للشوق أن يخمد؟ كيف للصداقة أن تتحول نفوراً؟ علاقات إنسانية راقية، ثنائي تبعث رؤيته على التفاؤل والبهجة، كأنهما شخص واحد؛ لشدة انسجامهما لا لتطابقهما. أياً كانت هذه العلاقة بين المحبين أو الأصدقاء حين نسمع أن العروة قد حُلت، وأن العقدة انفكت، بل زالت من مكانها تماماً فإن القلب يحزن؛ لأنهما كانا أنموذجاً مثالياً، مضرباً حقيقياً للمثل عند المحبين. من المسؤول عن إنجاح علاقة الحب أو الصداقة؟ كل من يدخل في علاقة مسؤول عن نجاحها أو فشلها، المسؤولية للطرفين لا لطرف واحد، أول المسؤولية حسن اختيار الطرف الثاني، معرفته بشكل جيد، معرفة طبائعه وعاداته وتوقع أقصى ردود أفعاله وأقساها، مع القدرة على التعامل معه بشكل فعّال؛ من أجل أن يحافظ على هذه العلاقة بصورة حيوية وإيجابية؛ لتكون قادرة على البقاء في مواجهة أي ظروف.
وعي المرء بذاته، ما يحدث في خلجات النفس وأوهامها وأحلامها، من ثم سيطرته على أي انفعالات سلبية من غضب وكآبة، ليوجهها بشكل إيجابي في تعامله مع الطرف الآخر، مع إدراكه لمشاعر وأفكار الطرف الآخر، مراعياً الظروف التي يمرّ بها، فإن كان في محنة أو مصيبة أبقى هذه الظروف المؤقتة في مرمى نظره، متذكراً إياها؛ لأن أي ردود فعل للطرف الثاني لن يكون معظمها إلا إسقاطاً لما عاناه من ظروف. بعض البشر لديهم حساسية عالية، قد يكتمون مشاعرهم وإحباطاتهم؛ لأنهم لم يعتادوا الحديث عنها، أو لأنهم يخجلون، لكن هذا الكتمان قد ينفجر في لحظة غضب جارف.
الغضب من أكثر الانفعالات السلبية تدميراً للعلاقات الإنسانية؛ مما يتسبب في فقدان الإنسان ضبط أعصابه، فيفلت عقال لسانه وأحياناً يده عند بعض الأشخاص، فإن لم يسبب أذى لمن يحبه فإن سيحطم ما حوله من أشياء. الغاضب لا يعي ما يقوله، فالغضب يعمي القلب والعين، ومن ثم تتكسر كل حواجز العقل، فينفلت اللسان بما لا يجوز قوله. إنه الغضب الذي لا يملكه ولا يربطه إلا الحكيم العاقل، أو المحب الصبور.