يمثل الفنان راشد الماجد مكانة وقيمة في الأغنية الخليجية والعربية، عطفاً على مشواره الفني الذي أنتج لنا فناناً له لون وطابع وأسلوب خاص به، جعله يتمتع بشخصية فنية مستقلة قدم من خلالها نفسه، بل إنه رسخ تلك الشخصية في أذهان المتابعين له والمعنيين بالأغنية كافة، ومع الأيام نمت هذه الشخصية وتطورت وبلغت مراحل متقدمة من النضج الفني المطلوب، وهو ما جعله فناناً يحظى بالتأثير في ساحة الأغنية.
المتابع لمشوار «سندباد الأغنية» يلمس ويدرك أنه يملك مواصفات الفنان الناجح، الذي مشى في دروب الفن بثقة كبيرة وعرف أين المحطة أو كما يقولون في عالم الأغنية (السكة)، التي يصل من خلالها إلى قلوب الجماهير، على مدار ثلاثة عقود من الزمن قضاها راشد الماجد يعمل بجد وإخلاص وتفانٍ وطموح ومثابرة وتضحيات كبيرة، ومن يعرف عالم الفن يعلم جيداً الجهد والتضحيات والمعاناة والألم الكبير الذي يعيشه منسوبوه، ليقدموا لجماهيرهم عملاً مرضياً لهم وله في الوقت نفسه ويسجل في رصيد الأغنية كمنتج فني.
منذ بدايات الثمانينات الميلادية التي شهدت انطلاقة راشد الماجد، كان لافتاً للنظر بموضوعاته التي قدمها للأغنية مثل: «لي بنت عم» و«أنا مسافر في سما النسيان» وغيرهما، جعلت المراقبين لصناعة الأغنية ومنتجيها يلتفتون ويتوقفون ويتابعون القادم الجديد ذا الشكل الجديد. وابتدى مشوار هذا النجم مع الإبداع بهدوء كطبيعته يمشي الهوينى كما يحلو لمحبيه أن يصفوه. حتى أصبح ملء السمع والبصر، وفي المرحلة الأولى من مشوار السندباد نجح ببراعة متناهية في أن يقدم نفسه على النحو الأمثل، ولكنه كان على موعد مع محطة انطلاق جديدة حلقت به عالياً ودفعت به إلى مقدمة نجوم الأغنية السعودية والخليجية، وبات مطمعاً للكتاب والملحنين والمنتجين، الأمر الذي جعل من الملحن طلال يلتقي به في عام 1990، ويقدم معه باكورة ألحانه «الدنيا حظوظ» الأغنية التي أشعلت الفضاء بالنجاح والتفوق، وارتبط الاثنان بعلاقة مميزة نجم عنها انضمام السندباد لفنون الجزيرة، التي تعود ملكيتها للملحن طلال آنذاك، وقدموا سلسلة من الأعمال الغنائية الناجحة، مثل: «عفناك ياللي بعت نفسك رخيصة، اجيبه يعني اجيبه لو كان تحت الحراسة» وخلافها العديد من الأغاني التي قفزت براشد الماجد إلى عالم النجومية بقوة، وجعلته ينفتح على آفاق شاسعة في عالم الموسيقى بفضل تقديمه لصور غنائية مع ملحنين عدة ذوي مكانة مرموقة في السعودية والخليج والعالم العربي.
تحسب لراشد الماجد معرفته بكيفية تقديم نشاطه الفني وتوثيق علاقته بجمهور الأغنية، وإصراره على تقديم الجديد وإيمانه العميق بالموروث الشعبي في الأغنية وارتكازه عليه، وإعادة تقديمه بصورة فنية لائقة ومتطورة للغاية بعد تطعيمها بلمسات فنية معاصرة لا تُخِلُّ أبداً بتكوينها، وهو ما جعل راشد يتفوق بمهارة واضحة وجلية في هذا الاختصاص، ناهيك عن انفتاحه على الجديد في الأغنية من أفكار نصية ولحنية وموسيقية من حيث التوزيع، وعمله على الحفاظ على شخصيته التي بناها منذ وقت مبكر، ووصل من خلالها إلى الناس الذين أحبوه فيها، فكيف وهو البارع في اختيار النصوص الملائمة له وتوقيته في الظهور بأعماله ومصافحة جماهيره، الذين ينتظرونه كثيراً وطويلاً.
في هذه المرحلة دخل راشد الماجد عالم الإنتاج بعد امتلاكه لفنون الجزيرة، وارتباطه بعقد عمل مع محطة mbc قدم بموجبه برنامج «ألبوم» وأسس شركة لتقديم الأصوات الشابة للأغنية في المملكة والخليج، وخاض غمار تجارب عميقة تعزز كفاءة راشد الفنية وملاءتها. وفي ظل ما تقدم كانت «روتانا» تفاوض راشد الماجد للانضمام إليها منذ سنوات بغية الاشتراك معاً في تقديم مرحلة من مشوار الأغنية بهوية «روتانا»، استمر الأمر طويلاً حتى أعلنت «روتانا» مؤخراً نجاحها في جذب راشد الماجد والتوقيع معه لينضم إلى قائمة فنانيها.