الاستشارية النفسية والتربوية الدكتورة فوزية الدبوس، كانت من أوائل الناس الذين عملوا في مجال الاستشارات والعلاج النفسي منذ عام 1998، ثم انتقلت بعد سبع سنوات للعمل في مجال التدريب، صممت منهج الحب الكامل لعلوم النجاح الشامل، ولها بصماتها وإبداعاتها في مجال تطوير الذات والوصول للنجاح.

• لماذا طغت المادية على حياتنا؟
لا يمكننا الجزم أو التعميم (فلو خليت خربت)، وأصل الحياة منذ القدم كل عمل لا بد أن يكون له مقابل أو ثمن، ولكن لا يمكننا أيضاً أن نُغفل أن هناك كثيراً من البشر يقدمون خدمات جليلة دون مقابل، كمن يكفل الأيتام ويقدم العون لكبار السن والنساء العاجزات عن إعالة أسرهن، ويقدمن يد العون للمحتاجين دون مقابل، فالخير رغم طغيان الصبغة المادية سيظل موجوداً.

• لماذا يلهث أغلب البشر نحو الثراء؟
هي فطرة، ولا يوجد مخلوق مهما كانت درجة ثرائه لا يرغب في الزيادة، فهناك العديد من الأهداف والطموحات الإنسانية يحققها المال، فالمال أداة تسهل الحياة، المهم ألا ننسى ونحن في رحلة بحثنا عن الثراء القيم والمبادئ والبحث عن المكسب الحلال، فالسعي في الأرض والرغبة في الغنى أمر محمود بل مستحب. وفي الوقت ذاته الفقر ليس أمراً معيباً، لكن المشكلة أن الفقر قد يُورث في بعض الأحيان آثاراً إيجابية، فيجد الشخص ويجتهد لتغيير واقعه وتحسين حياته، أو يؤثر سلبياً فيصبح ناقماً ساخطاً يحقد ويحسد كل شخص ثري. فالسعي للحصول على حياة آمنة مطمئنة مطلب مشروع ولكن لا يشترط أن يوفر السعادة.

الحب والمال
• هل الحب أكثر أهمية من المال أم العكس؟
الأمر يختلف من شخص لآخر كل حسب احتياجه وقيمه، ولكن لكي يعيش الإنسان حياة متوازنة لا بد أن تكون كل الجوانب الحياتية في حالة توازن لا يطغي جانب على الآخر لأن ذلك سيؤدي لوجود خلل ومعاناة حياتية.

• هل الثراء يوصل إلى السعادة؟
السعادة توصل ليس فقط إلى الثراء ولكن إلى أمور أعلى بكثير، فالسعادة عادة ومنهج حياة، فالسعيد يرضى ويقدر ما يملك سواء كان قليلاً أو كثيراً، وبقدر استطاعتنا أن نحيا حالة ملؤها الامتنان لكل ما نملك، سوف تتضاعف لدينا السعادة وتفتح لنا أبواب الخير من كل مكان ونتحول لمغناطيس لجذب المال.

• لماذا تحول التعبير عن الحب إلى ترجمة مادية؟
القلوب جبلت على حب من أحسن إليها، والحب يجب أن يترجم لأفعال بغض النظر عن أن يكون هذا الفعل بذل مال، فهناك من يبذل وقته وصحته وراحته، والحب الحقيقي لا يمكن أن يكون مشروطًا أبداً، فالحب حين يدفع ثمنه بالمال هذا يسمى شراء ذمم وليس حباً. والحب هبة أو رزق لا يمكن شراؤه.

إدارة الوقت
• هل قراءة الكتب وحضور الدورات الخاصة بالثراء أمر مثمر؟
يجب على الشخص أن يقرأ سِيَر الناجحين والأثرياء ويسير على خطاهم حتى تبدأ تُبنى لديه القناعات الصحيحة التي تقوده للثراء، وعليه أن يتعلم علوم الإدارة وخاصة إدارة الوقت. على ألا يصل لمرحلة الهوس لدرجة تضييع الوقت، ينتقي الكتب النافعة والتي تكون نتاج تجربة شخصية صادقة، وكذلك إن وفق في دورات ذات مستوى جيد فليلتحق بها.

• هل الثراء بحاجة لرأس مال؟
بداية الثراء تكون بالاستثمار بذكاء وإيجابية في الوقت، فالوقت رأس المال الحقيقي، ونحن جميعاً متساوون في مسألة الوقت.

أسرار الوصول إلى الثراء
تقول الاستشارية النفسية والتربوية الدكتورة فوزية الدبوس، إن من أهم أسرار الوصول للثراء، استثمار الوقت بشكل صحيح، موضحة: «على من يرغب في الثراء، أن يضع قصداً ونية صادقة إيجابية ترشده لسبب سعيه خلف الثراء، أسباب يجب أن تكون مقنعة له في المقام الأول، وأن يترجم كل تلك الأفكار على الورق، وأن يعلم نفسه كيف يجيد مهارة الكتمان، وأن يعرف قيمة نفسه ويقدرها ويثمّن وقته ويقضيه في ما ينفع بتواضع ولين».