يتمتع الفنان التونسي صابر الرباعي بحضور فني وجماهيري مؤثر في الساحة الفنية، فالمطرب الذي يلقبه عشاق فنه بـ«أمير الطرب العربي»، كانت «زهرة الخليج» في حوارها معه شاهدة على احتفائه بيوبيله الفضي على ظهوره الأول على مسرح «مهرجان قرطاج»، وتفاعل الجمهور مع أسطوانته الجديدة التي صدرت مؤخراً، والتحديات المقبلة التي تنتظره.

• صابر، بعد أن أنهيت جولة حفلات صيفية ممتلئة بالجمهور في مختلف المدن التونسية، إضافة إلى لبنان ومصر، وتلقيك إشارات نجاح أغنيات ألبومك «صابر 2019»، ماذا تقول؟
أسأل نفسي، إلى أين أمضي بعد؟ وأين السبيل؟ وكيف سأحافظ على هذا النجاح؟ فهو مسؤولية كبيرة. ولا أخفيكم أني أخاف من عزوف الناس عني في مرحلة ما.

• هل تخشى مصير رواد كبار الفن، أمثال وديع الصافي و«الشحرورة» صباح، عندما لم ترحمهما بعض وسائل الإعلام من انتقاد صوتيهما؟
عاهدت نفسي ألا أسمح بأن تتحول نظرات إعجاب الجمهور بي إلى شفقة مهما كلفني الأمر.

• هل ستكون صادقاً مع نفسك حينها وتنسحب من الفن؟
بكل تأكيد. لأنني إن وصلت إلى مرحلة اختلف فيها صوتي أو قل عطائي سأتوقف، فرحم الله امرأ عرف حده فوقف عنده.

بريق الأضواء
• هذا الكلام سبق أن سمعه الجمهور من فنانين كثر، لكن بريق الشهرة والمال والأضواء حجب قدرتهم على اتخاذ قرار انسحابهم من الفن، فلم يكونوا صادقين مع أنفسهم!
أنا منطقي جداً في تفكيري، وكما أسست لشهرتي وفني يجب أن أؤسس لخروجي، وعندما أشعر بالوهن سأغادر فوراً ولن أنتظر من أحد أن يقول لي ذلك.

• هل ترغب في أن تسير على خطى «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، بأن تتوقف عن الغناء وتبقى ملحناً؟
الحضور الفني ليس جسداً فقط، هو خبرة وتجربة ومعرفة تقدمها لغيرك، ممكن أن نقدم أصواتاً غنائية للساحة الفنية بطريقة ما، ممكن أن نلحن لأصوات أخرى، أو نشارك في برامج للأصوات. فالخروج للمسرح بشكل دائم مجهود كبير وضغط نفسي وجسماني، وعليك أن تحرم نفسك من أشياء كثيرة وأن تكون لديك لياقة الوقوف على خشبة المسرح لساعات طويلة.

• هل عبرت بك لحظات ضعف؟
بكل تأكيد، والضعف والفشل يولدان في نفس الإنسان القوة، فهذا الشعور يجعلك بقرارة نفسك أن عليك أن تكون أقوى حتى لو فشلت مرة، يجب أن تستمر حتى تصل إلى هدفك.

عزوف إليسا
• هل العزوف الذي تخشاه ويقودك إلى الاعتزال هو ذاته الذي أدى بإليسا للإعلان عن نيتها ترك الساحة الفنية بسبب مافيات شركات الإنتاج كما سمتها؟
لا أعرف أسباب دوافع إليسا لما غردت به عبر «تويتر»، لكن بالنسبة إليّ أنظر لشركات الإنتاج بطريقة مختلفة، فأنا كمطرب أتعاون مع شركة الإنتاج ولا أبيع نفسي لهم، فهنالك فرق بين أن تمتلك ثقافة كافية للعمل في الساحة الفنية من دون وساطة هذه الشركات، أو أن تمتلك شركة خاصة وأن تتعاون مع شركة تحمل الرسالة الفنية ذاتها، بالأهداف السامية نفسها، ومثال على ذلك، حالياً عدت للتعاون مع «روتانا»، كونها شركة رائدة تحترم فنانيها وجمهورها. وكنا قد توقفنا عن التعامل معاً في مرحلة ما، واليوم نعيد التجربة معهم، بعد أن جربوا أن يعملوا مع فنانين شباب فقط، قبل أن يدركوا أن عليهم العمل أيضاً مع الفنانين الكبار.

• ماذا تقول لإليسا في مثل هذا الظرف؟
برأيي الشخصي إليسا نجمة كبيرة ولديها جمهور ينتظر أغانيها، وكفنانة هي ليست ملك نفسها بل ملك لجمهورها، عدا أنها ليست كبيرة في السن حتى تنسحب، فالجمهور لن يسمح لها بالابتعاد.

• في الوقت الذي توجه فيه معظم الفنانين لإصدار الأغنيات «سينغل»، تعود أنت لإصدار الألبومات!
الألبوم «برستيج» للفنان، وبه يجمع الأنماط الغنائية المتنوعة التي يقدمها المطرب، وبالنسبة لي أحرص على التنويع وغناء جميع الأنماط لأصل إلى مختلف أذواق الجمهور.

هوامير الفن
• انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة «هوامير الشعر والتلحين» من الأثرياء والشخصيات الكبيرة التي تنتج وتكرم المطربين، فهل أنعشوا الأغنية؟
هؤلاء الذين تتم تسميتهم بـ«الهوامير» هم شعراء وملحنون منتجون، هم طرف من الأطراف الذين يسهمون في تحريك الساحة الفنية، بعد أن أصابها الركود بسبب عدم قدرة شركات الإنتاج على تحصيل مردود من الإنتاجات التي تقوم بها، بسبب استباحة التطور التكنولوجي ومنصات «السوشيال ميديا» لجميع أعمال الفنانين من دون وجه حق.

• وهل أسهم «الهوامير» في رفع ذائقة الأغنية العربية؟
هنا يأتي دور المطرب نفسه، عليه أن يختار ما يناسب هويته وقيمته الفنية وأسلوبه، وأن يرفض أن يُفرض عليه عمل معين هو غير مقتنع به.

• كيف ترى حال الأغنية العربية بشكل عام؟
تتخبط بين الغث والسمين، وبين الرداءة والاستسهال، لكنها نوعاً ما تحافظ على مستوى معين من الغناء، لكنها ليست بخير إجمالاً.

«ذا فويس» للكبار
• على عتبات الموسم الخامس من برنامج «ذا فويس» للكبار، هل تتفق مع التغييرات التي طرأت على لجنة المدربين في البرنامج؟
التغيير ليس سيئاً وكراسي المدربين ليست حكراً على أحد، لكن هناك من تعلق به الجمهور وأحبوه ويريدونه، واعذرني لن أتكلم عن شيء ماضٍ أكثر من هذا الحد.

• لكن قيل مرة إن إدارة البرنامج لم يجددوا معك بسبب طلباتك المالية المرتفعة، ومرة أخرى بأنك لا تفتعل المشكلات لزيادة الإثارة، فتم التغاضي عن التفكير بتجديد عقدك؟
انتهى عقدي لثلاثة مواسم ولم يتصل بي أحد في الموسم الذي يليه، وهذا كل ما في الأمر.

• يقال إن لجنة الموسم الماضي (أحلام، عاصي، إليسا ومحمد حماقي) لم تعوض الجمهور عن اللجنة الأولى (صابر، كاظم، عاصي وشيرين)، فتم تشكيل لجنة جديدة للموسم المقبل هم (راغب، أحلام، سميرة سعيد، حماقي) لإعادة إحياء بريق البرنامج؟
كل الذي يقال جائز، لكن لا أستطيع تبنيه لأنني لست قريباً من الأجواء حالياً.

• هل تتفق مع الرأي الذي يقول إن إعادة جمع راغب علامة وأحلام في لجنة واحدة هدفها إحياء البرنامج من جديد، بسبب المناكفات المتوقعة بينهما؟
لا يصح القول إن إحضار الفنانين لهذه البرامج لأجل المناكفات والانتشار والبرنامج ليس من أجل التسلية والمشاحنات، فهدف البرنامج هو تدريب المواهب من قبل كل فنان، وإعطاؤهم من خبرته وتجربته الفائدة لكي يواصلوا طريقهم.

• سمعنا أن اسمك أنت ونوال الكويتية مطروحان لكي تكونا ضمن فريق المدربين في النسخة الأولى من البرنامج الجديد «ذا فويس سينيور»؟
فكرة البرنامج خفيفة الظل وجذابة، لكن لم يتحدث أحد معي بهذا الموضوع.

أهلاً وسهلاً.. كاظم الساهر
في رده على عدم انتشار أغانيه التي قدمها بالفصحى، مقارنة بالأغاني التونسية والمصرية واللبنانية التي يقدمها بصوته، كشف صابر الرباعي لنا أن نمط القصيدة المغناة ليس سهلاً، وأن الجمهور لا يستسيغ عادة مثل هذه الألحان، مضيفاً: «أنا أيضاً مقل في غناء القصائد الفصحى، وهي ليست ملعبي الأساسي، لكنني أغنيها من باب الحفاظ على رونق اللغة العربية». وفي رده على ترقب الجمهور العربي تعاونه مع المطرب كاظم الساهر بأن يغني من ألحان الأخير قصيدة، أبدى صابر تحمسه قائلاً: «الموضوع كان قاب قوسين أو أدني لكي يتحقق، أثناء اجتماعاتنا المتكررة أثناء مواسم «ذا فويس»، وأنا حريص على أن يتم هذا التعاون في القريب العاجل». وعن جديده الغنائي، كشف صابر أنه كان قد سجل أغنيتين باللهجة العراقية من ألحان المطرب حاتم العراقي، قبل عدة سنوات، وأنه يفكر في أن يطرح إحداهما قبل نهاية هذا العام، وهي بعنوان «أهلاً وسهلاً».