انطلق هذا الاتجاه من كوريا الجنوبية، حينما روجت علامات العناية بالبشرة مستحضراتها بوصفها أكثر تركيزاً من المنتجات التقليدية، ثم تطور المفهوم وصار يعني أسلوب حياة مستداماً. وعندما نفكر في الاعتناء بالبشرة بمكونات غنية وفاخرة، لا يرد الماء إلى الذهن. هذه السلعة الثمينة تزداد ندرتها في ضوء تفاقم الاستهلاك. ومع الزيادة السكانية العالمية وما يتبعها من تنمية اقتصادية، يستهلك الفرد في الغرب حوالي 140 لتراً من الماء يومياً، ما أدى إلى زيادة الطلب عليه بمعدل 1% سنوياً وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة.

هل ينقذ «خالٍ من الماء» كوكبنا الأرض؟
تسبب التغير المناخي في جعل الأقاليم الجافة أكثر جفافاً، ومعاناة أكثر من ثلثي سكان العالم من ندرة المياه على الأقل لشهر واحد كل عام. وبينما تعد الزراعة المتهم الأول باستهلاك الماء (حوالي 70%)، فإن ازدهار صناعة مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، أسهمت في هذه الحصة بشكل كبير. وهي صناعة ليست مستدامة، ولذا فكلما ازداد وعي المستهلكين بهذا الأمر، ازداد الضغط الواقع على العلامات التجميلية لإيجاد حلول مستدامة.
وبالفعل، قبلت الشركات التجميلية الرائدة التحدي، حيث وعدت L´Oréal بالحد من استهلاك الماء بنسبة 60% في مستحضراتها بحلول العام المقبل، كما أعلنت Unilever خفض استعمالها للماء في تصنيع واستعمال منتجاتها إلى النصف بحلول 2030. وهي أخبار جيدة خاصة أن الماء يشكل نسبة كبيرة في مستحضرات العناية بالبشرة والتجميل، إذ يتصدر قائمة مكونات أغلبها مثل منظف البشرة والشامبو والبلسم وكريم الأساس!

زهيد الثمن.. ولكن
قديماً كان يتم استعمال الماء كمادة لملء المستحضرات، أو قاعدة أساسية تمثل حوالي 80% من المكونات، فهو زهيد الثمن، ووفير، ولا يسبب حساسية، ولا يتفاعل سلباً مع مكونات أخرى. ولا يخفى علينا أن ثمن الماء أقل من المحتويات الأخرى، مما يجعل المستحضر مربحاً. وللأسف فإن هذه النظرة إلى الماء بوصفه زهيد الثمن أسهمت في تأصيل الفكرة الخاطئة بأن الماء مصدر لا ينضب.

حلول بيئية
أخذت شركات التجميل على عاتقها إنتاج مزيد من منظفات البشرة التي تأتي على هيئة قطع من الصابون، أو على هيئة بودره، كذلك المقشرات وأقنعة العناية بالبشرة مثل Charlotte Tilbury Instant Magic Facial Dry Sheet Mask، وهو قناع من الموسلين جاف تماماً، يحفز تكوين الكولاجين ويمكن استعماله حتى ثلاثة مرات. وكذلك قناع Starskin Lifting Lace Sculpting Face Mask، وهو الأول من نوعه من دون ماء، ويمتاز بغناه بالقهوة العربية والفطر لنحت الوجه وجعله على شكل حرف V، وكأن البشرة خضعت لعملية شد جراحية.