أنشأت المصممة السعودية المقيمة في الإمارات، عفة الدباغ علامة أزيائها منذ 12 سنة، وبدأت رحلتها برأسمال 50 ألف درهم، أما الآن فلديها متجر ومشغل خاص وفريق عمل من جنسيات مختلفة. تصمم العباءات والأزياء الجاهزة، وتتميز بالجرأة في الموديلات والألوان.

• كيف أسست وكوّنت هوية علامتك؟ وكيف تميزينها عن غيرها؟
عملت مع (لاكروا وفالانتينو) في «شلهوب جروب» كمدير مسوؤل، وكنت أسافر إلى باريس وميلانو بمعدل أربع مرات في السنة، فتشكلت لدي خبرة تعلمت فيها الكثير، لجهة الإدارة العملية للموضة والأزياء. وبالطبع درست تصميم الأزياء إلا أن ما نتعلمه في الجامعة هو كيفية الإبداع والأفكار المبتكرة والجديدة، لكن كل هذا وحده لا يجعلك تنجحين في تسويق الإنتاج. فمن الضروري أن نفهم السوق الذي نعمل به وما تريده كل امرأة، أما أن ننفذ ما نريده فقط حسب ذوقنا، فلا يشكل عاملاً لنجاحنا، فأنا تعلمت ماهية (البراند وصناعة الأزياء)، ولدي بصمتي الخاصة على العباءة مثلاً، واستغرقني الوقت عدة سنوات، حتى كوّنت هويتي الخاصة وذلك بعد تجارب عدة فيها أسلوبي ورؤيتي، وصرت أعرف الصفات الواجب توفرها في كل تشكيلة.

صفات
• ما هذه الصفات؟
أهمها الأناقة والجودة، وشخصياً لديَّ اهتمام كبير باختيار الأقمشة والقصات و(الفينيشينغ)، فكل قطعة من تشكيلتي أتابعها بمسؤولية وبكل تفصيلة فيها، فأجربها على نفسي أولاً لأرى إذا كانت مريحة في الحركة أم لا، وهذه التفاصيل تميز عباياتي وفساتيني عن بعض المصممين في المنطقة، فأنا أشرف يومياً على العمل، للتأكد من الجودة والحفاظ على مستوى الإنتاج.

• تصممين العباءات والملابس الجاهزة، ما التميز الذي تقدمينه في كل منهما؟
منذ سنتين ركزت عملي على تصميم العباءات، وخصصت شهر رمضان للملابس الجاهزة. أقدم العباءات في ثلاث تشكيلات خلال العام، واحدة لفصلي الربيع والصيف، والأخرى للخريف والشتاء، أما الثالثة فهي لشهر رمضان والعيد. ولدي خطان رئيسيان للعباءة، (العباءة كوتور) وفيها شغل يدوي وخاماتها ذات نوعية عالية وفخمة ومرتفعة الثمن، وتتضمن قصّات وعملاً يدوياً، وهذا الخط يختص بالمناسبات المهمة والأعياد ويعتبر رسمياً، أما الخط الثاني فهو (تشكيلة Miss Effa) وعليها طلب كبير، لأنها مصممة لكل يوم (كاجوال)، وفيها أضع بصمتي لجهة القصات والبساطة في التفصيلات العصرية والشبابية، والعديد من الألوان مع المحافظة على الأناقة التي تصلح لكل الأعمار.

بساطة أكثر
• ما العباءة الأكثر طلباً وانتشاراً بين تصميماتك؟
عباءة Miss Effa online، لأن اللباس (الكاجوال) هو الغالب على اللباس الرسمي، وكل امرأة تنتقي ما يناسبها حسب أسلوب حياتها وعملها، إذا ما كان عندها مناسبات رسمية أكثر من غيرها، فتختار من التشكيلة الرئيسية كسيدات الأعمال أو صاحبات المناصب العالية الرسمية، وبشكل عام فإن أسلوب حياتنا اختلف، فصارت المرأة الخليجية تميل إلى البساطة أكثر.

• ما مصدر الهامك في تشكيلة خريف وشتاء 2019 الذي بنيت عليه تصاميمك، بعد لجوئك إلى القرن الـ19 في تشكيلتك السابقة؟
أعشق التاريخ وأحب لباس الأميرات. وبالنسبة إلى التشكيلة الجديدة فقد أحدثت فروقات بسيطة في الخط الرئيسي واستوحيت من المعطف، ومزجت ما بين الأقمشة والتطريز فلديّ، الجاكار المطرز والمعطف التقليدي، واخترت قماشاً خفيفاً يناسب الطبيعة في الخليج.

• من أين تختارين أقمشتك؟
أتعامل مع وكالة تجلب أقمشتها من اليابان وكوريا، فالخامات اليابانية تناسب العباءة أكثر من الخامات الأوروبية. وهم يصنعون أقمشة خاصة للعباءات تكون عريضة وتشبه الكيمونو، وهم خبراء في هذا المجال لأنهم ينتجون أقمشة خفيفة وباردة وعريضة، ومن كل المستويات من ناحية الجودة والأسعار، فأدقق جداً في الاختيار.

• هل لهذه النوعية من القماش اسم معين؟
هذه الأقمشة عبارة عن أنواع مختلفة من (الكريب) والكتان والساتان والجاكوار، وفي بعض الأحيان أستخدم قماشاً مصنّعاً خصيصاً للعباءات وأراها مناسبة وأستخدمها، كما أحب مزج الأقمشة وجمعها.

• كسعودية كيف تنظرين إلى الانفتاح الحاصل في المملكة؟
شيء إيجابي إلى حد بعيد، وهناك خطوات متقدمة للمرأة واستثمارات كبيرة في الشأن الثقافي وهذا مؤشر جيد، فلكل بلد ثقافته وتراثه ففيما كنا في الماضي نركز على التراث القديم التقليدي، أصبح لدى الجيل الشاب ابتكاراته وتجديداته، ويملك فرصة التعبير عن ثقافته بطريقة جديدة وعصرية. وكل هذه الفرص والاستثمارات التي تحصل في المملكة صحية لمجتمعنا.

تطور العباءة
• ما الذي تستوحينه من هذا الانفتاح وكيف تتأثرين وتؤثرين به كمصممة؟
هناك من قال إن النساء لم تعد ترتدي العباءات، وعليك أن تغيري وتصممي أشياء أخرى، إلا أنني أختلف معهم إذ إن العباءة نفسها تطورت، وأنا كنت من بين المصممين الوحيدين الذين غيروا في شكل العباءة التقليدية عام 2007، فالعباءة هوية ولكن ليس بالضرورة أن تبقى ثابتة في شكلها التقليدي المعروف، منذ 20 أو 30 عاماً، فالهوية تتطور مع الشعب، فأصبحت مبيعات العباءات تنقسم إلى 50% ملون و50% أسود، وهي عملية أكثر بفعل تغير طبيعة حياة المرأة الخليجية، فالكثير من النساء السعوديات يعملن ويرغبن في ارتداء العباءة العصرية التي تشبههن.

• لدى كل مصمم طموح الوصول إلى العالمية، فكيف ستحققين ذلك؟
أعمل على تسويق علامتي بطرق مختلفة، فيعنيني كثيراً الوجود في بوتيك في الرياض مثلاً، لتستطيع النساء الحصول على تصاميمي وتلمسها وتجربها، وهو أفضل بالنسبة إليّ من الوجود في عرض أزياء. فكم من المصممين العارضين في أوروبا لا تجدين تصاميمهم في المتاجر؟ وأهتم كثيراً بتجربة البوتيك وتحقيق الرفاهية للمرأة، والوصول إليها (أون لاين) أو عبر منصة إنستجرام، لمن تكون خارج دبي لتأمين طلباتها. كما شاركت في باريس في صالة عرض لبيع الأزياء وليس لعرضها.

• كيف تلخصين ما حققته منذ عام 2007 وحتى الآن؟
أولاً تكرار الاسم عبر 12 عاماً فهناك علامات جديدة تبدأ وتنتهي، وسعيدة بوجودي الدائم والصدى الذي تلقاه تصاميمي وخصوصيتها، وبأنها ستبقى جيدة بعد سنوات. وما جعلني أستمر هو التأسيس الجيد وهذا ما أفتخر به وأركز عليه، فعندما تحصل المرأة على مبتغاها وتكون سعيدة وثقتها بنفسها عالية، وتشعر بأنها ملكة.. أكون قد نفذت مهمتي.

نصائح خبيرة
تؤكد مصممة الأزياء السعودية عفة الدباغ على كونها فخورة بالجيل الجديد من المصممات الشابات، وتؤكد بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ87: «أفتخر بالشعب السعودي ولدينا جيل جديد مبدع في الفن والتصميم والأزياء وأنا فخورة جداً بالمصممات الشابات». وحول النصائح التي تقدمها للمصممات الشابات، تقول الدباغ: «أنصحهن بأن يبدأن بشكل صغير، ثم يكبرن رويداً رويداً، لأنه لا ضرورة لإنفاق الأموال الكثيرة في البداية، لأن أخطاءهن حينها ستكون كثيرة وسيخسرن، إنما إذا بدأن على مستوى بسيط فالأخطاء ستنحصر وتتم تغطيتها. ومن واقع تجربتي، فأنا انتظرت 20 عاماً، حتى أنشئ علامة فاخرة، فالعلامات الأوروبية بعضها فاق عمرها عشرات السنين، فما نريده هو الاستمرارية وليس الوصول السريع».