المستحيل هو ما نُخبر عقولنا أننا عاجزون عن عمله، وباقي ما في الحياة ممكن. شاهدت مثل كل العالم «البوست» الذي ظهر فيه الشيخ  ?راشد بن سعيد? آل مكتوم، رحمه الله، يرافقه صاحب السمو الشيخ  ?محمد بن راشد?  آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بقمرة قيادة قطار بلندن عام 1959، لحظة كان يمكن أن تكون صورة تذكارية فقط، ولكنّها أصبحت درساً فيه الكثير من العِبَر ليس فقط للمشاريع الحكومية وطموح الدول ولكن للإنسان.
أنا بطبيعتي أعشق التصوير، فهو أحد أمور كثيرة أخذتها عن والدي، رحمه الله، خلال مرافقتي له، ومحظوظة بأرشيف صور ثري من فترة عمل والدي سكرتيراً خاصاً للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. ولكن ما حضرني خلال رؤية صورة قمرة القيادة، شريط من ذكريات كثير منها يرتقي لمرتبة أحلام جديرة بالتحقق، رأيتها تتحقق أمامي على المستوى الشخصي خلال السنوات الماضية.
في رمستي هذه المرة، عثرت على فرصة أخرى لقهر المستحيل، فالمستحيل مجرّد قفل ورقي من كلمات نهمس بها لذواتنا، ويمكن أن يكون جداراً فولاذياً يحجب رؤيتنا لحلّ أي مشكلة تواجهنا أو يحول بيننا وبين حلم وهدف نريده.
كثيرون يكاد تأخّر تحقيق أمنياتهم يمنعهم من النوم ويؤرق أيامهم، رغم أن الأصل في هذه الحالة التوكّل على الله، وأن نثق بأن ما هو مقسوم لنا لن يكون من نصيب غيرنا، لكن القلق شعور بشري وجزء منّا إن سيطرنا عليه كان سبباً في تميزنا، وإن بالغنا فيه كان نبعاً من السلبية يغذّي أموراً قررنا أنه لا وجود لها بحياتنا مثل كلمة مستحيل.
بعد تغريدة صاحب السمو، التي بثها بمناسبة 10 سنوات على إطلاق مترو دبي، ذهبت إلى غرفتي وكأنني مشتاقة لأحتضن أرشيف صوري، لأراجع ما فيها من أحلام وأمنيات قيد التحقيق. قلّبت الصور ووجدت في الماضي مستقبلاً أكثر جمالاً بدأ منذ الآن ولا يزال يحمل الكثير من الأمل لقهر أي مستحيل. رمستي جانبٌ من حديثي مع صوري، ومتأكدة أنّ بين طيّات صوركم أمنيات تستحقّ أن تحتضنوها وتدب فيها الحياة، وقد تنبض حياة تستمر بعد نهاية سطوري فهل أنتم مستعدون للرحلة؟