نحن معشر النساء، في أزماتنا العاطفية الشديدة، نبحث عن قارئة للفنجان، أو ضاربة بالودع، كي تطمئننا بأننا سنخرج منها سالمات، نحمل قلوبنا على أيدينا، تصبح الكلمات التي نسمعها من الآخرين ذات حروف رمادية اللون، ويغدو ليلنا أسود من كحل أعيننا.. نستمع لنصائح من القريب والبعيد، هذا الذي يقول عليك أن تتجاوزي، وتلك التي تربت على أكتافنا وتقول في الأصل هو لا يستأهل امرأة مثلك، والآخر الذي ينصح بعدم زيارة الأماكن التي زرناها معاً، والبعض الذي يقول، سافري بعيداً لفترة واختلطي بآخرين، وهذا كفيل بأن ينسيك. والحكيم الذي يقول، دعوها الزمن كفيل بمداواة الجروح.
نصحو من الغيبوبة، وننوي ألا نحمل معنا من الماضي إلا قرار النسيان، والبدء من نقطة مختلفة بانطلاقة أكثر حذراً هذه المرة. تعود الابتسامة، ولكن ليس الضحكة، نحول الألم لأمل بغد أفضل، ونلملم أجزاءنا التي تبعثرت وراء ما أصبحنا نؤمن بأنه خدعة للقلب، تماماً كما الخدع البصرية التي يمارسها السحرة. نحن الآن أكثر ثقة وأقوى وأقدر على تحمل الصدمات، منذ صغرنا علمونا أن الضربة التي لا تقتلك تقويك، أليس كذلك؟ نمارس حياتنا بشكل طبيعي بحثاً عن الفرح والطمأنينة والسعادة.
في هذه اللحظة يأتينا صديق يقول إنه يأسف أن ضيعك، وأنه يبحث عن مساحة في قلبك للصفح والعودة، نرفض ونحتد، وباللحظة نفسها نرد، سألتقيه فقط كي يشعر بخطئه ويدرك ما فعله. ونبدأ بالبحث عن العطور التي كنا نضعها، وقت كان يكون اللقاء في الماضي، وعن اللون الذي كنا نعرف أنه مفضل لديه، لنلبسه.
والمضحك أننا نغضب ونعترض عندما يقال عنا ناقصات عقل.