في حياة استشارية أمراض السكري والغدد، مديرة إدارة الصحة العامة والأبحاث بدائرة الصحة في أبوظبي، الدكتورة أمنيات الهاجري، محطات تميز علمية وعملية وتنقلات عدة حيث بدأت في مجال الإعلام، ثم انتقلت للعمل في مجال الطب حتى تسهم في تخفيف آلام الناس.

بدأت أمنيات الهاجري تجربتها في تلفزيون أبوظبي من خلال برنامج الأطفال «بابا ياسين» ثم رشحت لبرنامج تلفزيوني عن فوازير رمضان وهي في التاسعة من عمرها. وتوضح الهاجري عن بداياتها في مجال الإعلام أنها شاركت في طفولتها في العديد من البرامج التي تخص الأطفال، ثم شاركت في مسلسل «السندباد»، كما تم اختيارها للمشاركة في عمل تلفزيوني رسمي وهو (أوبريت القائد والمسيرة) وكان بمناسبة اختيار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه رجل العام، سنة 1989، واستمرت في ذات المجال حتى بلغت الـ15 من عمرها.

قفزة
حول القفزة النوعية في العمل من مجال الإعلام إلى مجال الطب تقول الهاجري: «هناك تحول مهم في حياتي العملية جعلني أتجه إلى الطب، فعندما أصيب جدي بمرض وأُجريت له عملية جراحية أدت إلى وفاته، اعتقدنا في ذلك الوقت أنه توفي نتيجة خطأ طبي، فقررت أن أكرّس حياتي المقبلة لدراسة الطب، وأن أجتهد في دراستي حتى أحصل على علامات تؤهلني لذلك، وبالفعل تركت مجال الإعلام بالرغم من أن أحد أحلامي السابقة أن أكون مثل الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري في العالم العربي». وتضيف الهاجري: «أنهيت الثانوية العامة بتفوق حيث كان معدلي في ذلك الوقت %99,3 علمي، لتبدأ مسيرتي العلمية واضع قدمي على الخطوة الأولى نحو الهدف وهو أن أكون طبيبة لأساعد الناس على الشفاء وأخفف عنهم آلام ومعاناة المرض».

الطب في أيرلندا
كانت وجهتها لدراسة الطب هي الكلية الملكية الأيرلندية للجراحين، والتي كانت تشترط الثانوية العامة الأيرلندية للقبول فيها، مما اضطرها إلى إعادة الثانوية العامة في أيرلندا، ونجحت بتفوق في الثانوية الأيرلندية أيضاً، وكانت هذه بداية التحدي الذي واجهته. وفي ما يتعلق بالتحديات الأخرى، تقول: «في البداية لم توافق عائلتي على سفري إلى أيرلندا لإتمام دراستي هناك، وبعد محاولات كثيرة لإقناعهم استطعت أن أحصل على موافقتهم، خاصة أن شقيقي كان يدرس الطب أيضاً هناك، ثم واجهت مشكلة اللغة، فضلاً عن الغربة التي كنت أشعر بها خلال 12 عاماً قضيتها بعيداً عن وطني الإمارات، وكنت أشعر بالحنين في كل لحظة تمر عليّ بعيداً عن عائلتي، وشعرت بشدة بما تقدمه الإمارات لكل من يقيم على أرضها».

الخيارات الصحية
تتطلع الدكتورة أمنيات الهاجري إلى أن ترى الإمارات خالية تماماً من مرض السكري، ناصحة أولياء الأمور بضرورة الاهتمام بما يتناول أبناؤهم من أطعمة، وتقول: «ما يأكله أبناؤنا هو من اختيارنا، فالخيارات الصحية متوفرة في الأسواق، وعلينا أن نتجه إليها والابتعاد قدر المستطاع عن الأطعمة الجاهزة والاهتمام كثيراً بصحتنا وصحة الأبناء من خلال ممارسة الرياضة والنوم المبكر». وترى الهاجري أن الصحة العامة مسؤولية كل فرد في المجتمع، وليس مؤسسات الدولة فقط، موضحة أن قرار التغيير لنمط حياة صحية هو قرار داخلي يمكن مساعدة الآخرين على صناعته لكن لا يمكن إجبارهم على اتخاذه.