تحول عشق باسل الحاج للطعام إلى مهنة يزاولها بحب وسعادة، فهو يجوب العالم ليتذوق طعامه ويتعرف إلى ثقافاته، ويقدم تجاربه على «السوشيال ميديا»، التي أصبح أحد مؤثريها في العالم العربي. تخرج الحاج من كلية الهندسة بالجامعة الأميركية في الشارقة قسم ميكانيكا، لكنه لم يجد نفسه فيه، فاتجه لدراسة الإعلام وحصل على الماجستير من جامعة كينج ستون في بريطانيا، وكان هذا التحول الأكاديمي انطلاقته نحو الوجود على مواقع التواصل الاجتماعي في برنامجه «أزكى أكل في العالم».

اختار باسل الحاج أن يطل على متابعيه بمواقع التواصل الاجتماعي من خلال تقديم برنامج لتذوق الطعام وإبداء الرأي فيه والسفر إلى بلدان متعددة لتجربة مختلف أنواع الطعام، ويرجع ذلك إلى عشقه للطعام والاستمتاع به منذ طفولته، ويقول: «كانت آرائي حول جودة ومذاق الطعام صائبة، وكان لدراستي الإعلام أكبر الأثر في صنع المحتوى المتميز الذي أقدمه الآن».يرى باسل أن مشاركة الطعام مع الآخرين تُذيب الجليد وتقرب بين الناس، ويضف: «أطلع على تاريخ البلاد التي أسافر إليها وأتعرف إلى عاداتها وتقاليدها، لأنقلها بكل أمانة وشفافية للمتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالتالي أستطيع أن أغير الكثير من المفاهيم الخاطئة التي قد يعتقدها البعض عن تلك الشعوب».

زيادة الوزن
يعاني معظم متذوقي الطعام ومن يعملون في مجال إعداده، مشكلات زيادة الوزن، لكن باسل الحاج يراها «ضريبة المهنة» التي يدفعها من يعمل فيها، وهي من التحديات التي تواجهه خلال عمله، لكنه يحاول التغلب على هذا التحدي من خلال ممارسة الرياضة باستمرار، خاصة كرة القدم التي يعشقها منذ الصغر. ويضيف: «عملت طاهياً لست سنوات قبل تقديم برنامجي «أزكى أكل في العالم» من خلال «اليوتيوب»، وكنت ومازلت أشجع الأكلات المنزلية التي تصنعها ربة المنزل، وأشعر بأنها ذات مذاق رائع، ورغم سفري عبر أنحاء العالم لتذوق الطعام، ومساعدة الناس على معرفة المطعم الأفضل أو «الطبخة» الأكثر جودة، إلا أنني أنصح أبنائي وعائلتي بتناول طعام المنزل لأنه لذيذ وصحي وفائدته عالية.

طاهٍ في المنزل
لعشقه الشديد للطعام أصبح تذوق الطعام بالنسبة إليه، ليس حرفة يكسب منها فقط، بينما هوايته المفضلة أيضاً، وبات يطلب من زوجته أن تترك له موضوع طهو الطعام في المنزل، ويعتبر أن الفترات التي يقضيها في المطبخ لطهو طعام عائلته يومياً من أسعد أوقاته في الحياة. ويقول: «غالباً ينال طعامي استحسان الجميع، لا سيما أن السر في تميز وجودة أكلات الأم، هو أنها تصنعه بمنتهى الحب والسعادة، ليصبح ألذ طعام في العالم فيخرج بهذه الجودة وهذا المذاق الرائع». وعن رأيه في من هو أفضل في الطبخ، الشيف الرجل أم المرأة، يقول: «الطاهي يتفوق كثيراً على الطاهية، ومعيار التميز بينهما هو الإبداع والابتكار في المأكولات حتى لا يمل من يتناوله».

مواقف لا تُنسى
على مدار رحلاته حول العالم لتذوق الطعام، مر باسل بالعديد من التجارب والمواقف، يتذكر أطرفها قائلاً: «من أغرب الأكلات التي تناولتها في حياتي، كانت «وجبة النمل المجفف والمحمص» في شوارع المكسيك، واندهشت بعد قراءتي عن الفائدة الصحية لهذه الوجبة، فضلاً عن مذاقها اللذيذ. كما كانت رحلتي إلى المغرب مع زوجتي وابني، من أجمل الرحلات فقد استمتعنا بتنوّع وجمال المناظر الطبيعية، فضلاً عن أن الشعب المغربي ودود، مضياف، كما نال الطعام المغربي استحساننا».

عدد المتابعين
يتابع باسل الحاج أكثر من مليوني شخص، على قنواته في وسائل التواصل الاجتماعي من كل أنحاء العالم العربي ومن كل الأعمار، بيد أنه يلاحظ أن الفئة الأكثر متابعة له الذكور من 25 إلى 35 عاماً، ودائما يطلبون منه زيارة بلادهم ومشاركتهم أكلاتهم.  ويضيف: «ثقة المتابعين واستمرار مشاهدتهم للمحتوى الذي أقدمه بالحماس نفسه، من الأمور التي تتطلب جهداً كبيراً، لذلك أحرص دائماً على تنوع الحلقات التي أقدمها حتى تجذب المشاهدين، وتخلو من الملل أو التكرار، خاصة أن حلقات برنامجي أسبوعية، لذلك فإن التحدي الأكبر الذي يواجهني دائماً هو اختيار مدن جديدة، وتغطية موضوعات مثيرة تنال إعجاب الجميع واستحسانهم».

تكريم
حصل «اليوتوبر» باسل الحاج العام الماضي، على تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بجائزة رواد التواصل الاجتماعي كأحد المؤثرين الذين يقدمون محتوىً هادفاً..