الإحباط.. حالة نفسيّة تصيبك نتيجة تعرّضك لمختلف مصاعب الحياة، والضغوط الاجتماعية التي تقف أمامها مكتوف الأيدي لا تحرك ساكناً، ولا تستطيع مواجهتها، ممّا يصيبك بحالة من القلق، والتوتّر، والانهزام لشعورك بالعجز.

فشلك في تحقيق هدف معيّن على الرغم من السعي لتحقيقه، يجعلك منعزلاً متقوقعاً محبطاً، مكبلاً بمشاعر سلبية، تشعر بألم وضيق، ولا ترى أي شيء جميل حولك، بل كل تركيزك في ما حدث لك، هل من السهل الخروج من هذه الحالة؟ الخبر السار أن الإنسان يستطيع بالتدريب الخروج بسلام، والوقوف مرة أخرى في وجه العاصفة.

أعراض وظواهر
تغير الحالة النفسية للمُصاب بالإحباط مِن الإصرار، إلى عدم المبالاة لتحقيق الشيء الذي كان يسعى للوصول إليه. من أبرز أعراض الإحباط، فضلاً عن انخفاض مُستوى النشاط، والميل إلى الكسل الدائم، الشعور بتعب عام، وعدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، والمعاناة من سوء المزاج وتقلبه في أغلب الأوقات، إضافة إلى الأرق وعدم القدرة على النوم بشكل صحيح، وظهور علامات القلق على المُصاب بالإحباط، الشعور بالذنب؛ بسبب الفشل في تحقيق الهدف. أما في الحالات المُتقدّمة من الإحباط، فتبدأ أعراض الاكتئاب بالظهور على الشخص.

أسباب
توجد مجموعة من الأسباب التي تُؤدي إلى الإحباط، من أبرزها: توقع النجاح في امتحان ما، ولكن النتائج تصدمك بأنك لم تنجح، رغم مجهودك أثناء دراستك مثلاً. والمُعاناة مِن الضغط النفسي، والعصبي الذي ينتج عن مجموعة من العوامل المُتراكمة في بيئة المنزل، أو الدراسة، أو العمل. فضلاً عن العيش في بيئة كئيبة مثل: السكن بمفردك لفترة زمنيّة طويلة؛ ممّا ينتج عنه الشعور بالإحباط، والذي قد يؤدي إلى الإصابة بأمراض نفسية، مثل الاكتئاب. ووفاة شخص عزيز عليك كأحد الوالدين. أو الإصابة بمرض مُزمن ترافقه أعراض مستمرة، مما يؤدي إلى شعورك بالإحباط، بسبب عدم الشفاء من المرض. يمكن أيضاً أن يكون السبب عوامل هرمونية، قد تصيب بعض الناس الذين توجد في عائلاتهم حالات مسبقة من الإصابة بالإحباط. ويمكن أن يكون السبب، الفشل في اتخاذ القرار، مثل عدم النجاح في اتخاذ قرار لادخار مبلغ شهري من المال، أو فشل مشروع، أو عدم القدرة على مواصلة «رجيم» معين لإنقاص وزنك، أو عدم الالتزام برياضة ما. إضافة إلى عدم تشجيع من حولك لك واستحسانهم ما تفعل، إن كان ما تفعله شخصياً، أو مساعدة من حولك، فهم لا يكترثون بما تمنحهم أبداً.

مقاومة
يمكن مقاومة الإحباط والاكتئاب، من خلال:
1 - الاعتراف بوجود مشكلة ما في حياتك، فهذه الخطوة هي البداية، وتُعتبر نصف الحل.
2 - استمع أو اقرأ عن تجارب الآخرين، وطريقة مقاومتهم للظروف الصعبة والحالات الحرجة، وتعلم منهم كيفية تخطّي العقبات التي تواجهك، واعلم أن تخطّي هذه المرحلة دليل على وجود قوة بداخلك، تدعمك للانطلاق إلى الأمام وصعود أول درجة في سلم النجاح.
3 - إذا راودك الشعور بالبكاء أثناء مرورك بهذه المرحلة فلا تحبس دموعك، واعلم أن كل أمر عسير، لا يبقى على حاله، فالوقت جدير بإنهاء ما تعانيه من حالة مزاجية سيئة، حيث إن دوام الحال من المحال وهذه سُنة الكون.
4 - عبّر عما يجول في خاطرك، وعقلك واكتبه فهذه الطريقة تخفف من معاناتك، وفي إمكانك أن تبوح بما في داخلك لصديق أو لشخص قريب أو لطبيب نفسي، الأمر الذي يبعد عنك شبح التقوقع والانعزال.
5 - إن أخفقت في تحقيق شيء معيّن فلا تيأس، فالحياة مملوءة بالأعمال، والأشياء المختلفة ولا بد أن تجد نفسك في أحدها، ولا تبحث عن مبررات تُثبط من عزيمتك، بل تمتّع بالقوة وتخطَّ كل الصعاب فلا شيء يأتيك وأنت واقف في مكانك.
6 - لا تقارن نفسك بالآخرين فكل شخص في هذه الدنيا يختلف عن الآخر في أسلوب حياته، فافعل ما تريد تحقيقه بأسلوبك، وطريقتك فلا تدري ربما يأتيك يوم تصل فيه إلى مراتب عُليا لم تكن تتوقّعها.
7 - أعطِ الوقت لهواياتك المفضلة والمحببة إلى قلبك، ستجد من خلالها المتنفس، وستعزز ثقتك بنفسك ممّا يجعل منك إنساناً فعّالاً ومبدعاً.
8 - تذكر المواقف الصعبة التي مرت في حياتك من قبل، وكيف تغلبت عليها ومضت، واعلم أن تخطيك لها في السابق هو أمر يقويك، ويساعدك على تخطّيها في المستقبل.
9 - كرّر محاولاتك لفعل عمل معين تحبه، وطوّر أسلوبك، واعلم أن كلّ شيء في الحياة يتطور، وينمو بالممارسة والتجربة، ويجب عليك معرفة أن المحاولة الأولى هي أصعب مرحلة، ومن الممكن ألا تأتيك بالنتائج المرجوّة، لكن مع تكرار التجربة لا بد من أنك ستنجح.
10 - حاول مساعدة إنسان آخر محبط، قف بجانبه حتى لو كنت محبطاً فمساعدتك له يرتد أثرها عليك.